أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - لا للأحزاب الدينية














المزيد.....

لا للأحزاب الدينية


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محمود فهمي النقراشي وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك هم الرؤساء التنفيذيون لمصر خلال معظم السنوات الستين الأخيرة. وقد أطلق المتأسلمون النار عليهم جميعاً فقتلوا النقراشي والسادات وفشلوا في قتل الآخرين.

ظن الأمريكيون أنهم يمكن لهم إحتواء أحد أهم زعماء المتأسلمين في مصر وهو عمر عبد الرحمن فأعطوه تأشيرة دخول الولايات المتحدة. وما أن إستقرت له الحال حتى دبر حادث برج التجارة العالمي الأول. فإعتقلوه وأودعوه السجن.

يقاتل المتأسلمون في الكويت من أجل عدم إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية. وبلغت قوة معارضتهم حد الإنتصار على أمير الكويت.

أتذكر هذه الحقائق الكبرى الثلاث وعشرات غيرها كلما تحدث إنسانٌ عن حتمية إنخراط المتأسلمين في الحياة السياسية في مصرَ؛ كما يرتجف قلبي من هول مواقف المتأسلمين من المرأة والأقباط إذ أن مكانتهم عند هؤلاء أعلى قليلاً من مكانة أسرى الحرب والرقيق.
إن تأسيس حزب سياسي على أساس ديني في مصر هو بمثابة إضرام النار في خزان وقود. فتأسيس حزب سياسي على أساسٍ ديني إسلامي أو تأسيس حزب سياسي على أساس ديني قبطي كلاهما بمثابة فتح بوابات الجحيم وإستدعاء مُلِح لعدم الإستقرار السياسي وإنعدام التنمية الإقتصادية وخروجنا من العصر تعليمياً وثقافياً. ناهيك عن حقيقة أنه لا يوجد (واقعياً) شيء أسمه حزب ديني وإنما حزب لرجال الدين.
ومع ذلك فإن كاتب هذه السطور يعتبر كل الممارسات غير القانونية التي وقعت في حق المتأسلمين هي جرمٌ كبير في حق الإنسانية. فمشكلتنا مع المتأسلمين لا تحل إلا بالحوار. بمعنى أن الدخول في حوار ممتد مع المتأسلمين هو الطريقة الوحيدة لتحويلهم (على المدى الطويل) لحزب سياسي مدني يقبل ركائز الديموقراطية وهي قبول الآخر وإنتقال السلطة منهم وإليهم والإحترام العصري الكامل للديانات الأخرى وللمرأة والتخلي عما يظنونه من الإسلام وهو في الحقيقة من آثار البداوة والعصور الوسطى وجيوبوليتيكا ذهنية البدو الرحل في الصحراء. ومن حق المجتمع المدني أن يحمي نفسه من أي فريق قبل إكتمال نضجه حسب معايير العصر.
إن الإسراع في عملية الإصلاح السياسي والإقتصادي والتعليمي هو الضمانة الوحيدة للتقليل من الشعبية غير العقلانية لفكر الجماعات الإسلامية في العالم. فإذا شعرت شعوب المجتمعات الإسلامية بمتعة الحرية والمشاركة وواكب ذلك تحسن ملحوظ في الإقتصاد والظروف الحياتية مع إصلاح تعليمي ملموس – فإن شعوب المجتمعات الإسلامية سينخفض إعجابها غير العقلاني بالجماعات الإسلامية وستدرك تلك الشعوب أن الخير والصواب لا يمكن أن يتوفرا على يد أشخاص مثل قادة هذه التيارات بذهنيتهم المتسمة بالتعصب والبداوة وضيق الأفق وعدم المعرفة بمعظم معطيات العصر.
إن اليأس وسوء الظروف الحياتية والشعور بالظلم وقسوة الحياة والفساد هي مكونات البيئة المثلى لإزدياد شعبية التيارات السياسية الدينية. إذ أننا نكون في حالة يتواجد فيها "أمل" (وإن كان مستحيل التحقيق) في مواجهة "يأس كبير". والحقيقة أن المتأسلمين لا يمكن أن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة. فهم أصحاب "حلم" (وهم؟!) ووعود كبيرة وإعتقاد (لا أساس له) أن لديهم وصفة "فيها البركة" (!؟؟) – ولكنني كقائد إداري لمؤسسة كبيرة لسنوات عديدة لا أعرف ما هي مصادر كفاءتهم. إن "التقدم" ظاهرة إدارية عصرية تتحقق للمسيحي واليهودي والمسلم والبوذي إذا توفرت عناصرها – وعناصر التقدم سياسية/إدارية/إقتصادية/تعليمية إنسانية بلا دين ولا جنسية.
إن المرحلة السياسية الراهنة ينبغي (ويمكن) أن تشهد نهاية حلم وصول المتأسلمين للحكم (وتدميرهم لأي فرص للإستقرار والإزدهار في مصر لقرون) وذلك إذا تواكبت التطويرات السياسية والإقتصادية والتعليمية بحيث يصبح الحلم (الوهم؟!) الذي يقدمه المتأسلمون غير مطلوب وغير مرغوب لأن الواقع تخلص من أي سبب يدعو للتعلق بهذا الحلم (الوهم؟!).



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم بين الثبات والتغيير
- .دليل القارئ الذكي لعقل المتأسلمين
- التعليم ... التعليم ... التعليم
- الإسلام المحارب
- العقل المسلم .. إلى أين؟
- الإسلام بين النقل والعقل
- الثقافة العربية والإقامة في الماضي
- هوامش على دفتر الواقع 3
- هوامش على دفتر الواقع 2
- هوامش على دفتر الواقع 1
- حديث الأولويات ...
- الأعمدةُ السبعة للإرهابِ
- محليون للنخاع
- ليس أكثر من ملاذ!
- تمجيد الفرد
- ثقافة الموظفين
- ذهنية الثقافة الذكورية أو ذهنيتنا الرجعية في نظرتها للمرأة
- ثقافة النفي أو ذهنية إنكار العيوب والمشكلات
- ثقافة (الأفكار النمطية)
- التيه الثقافي


المزيد.....




- رئيس الوزراء البلجيكي يهاجم الكنيسة الكاثوليكية على خلفية ال ...
- وسط خلو مقعد السعودية.. نتنياهو يُبرز أهمية تطبيع العلاقات م ...
- تجمع العلماء المسلمين في لبنان: نحيي المقاومة الاسلامية على ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: استهدفنا مدينة طبريا بالصواريخ ...
- البابا فرنسيس يتعرض لانتقادات حادة في بلجيكا لتستر الكنيسة ا ...
- ماذا ينتظر المهاجرون والمسلمون من الحكومة الفرنسية الجديدة؟ ...
- القوات المسلحة اليمنية: مستعدون لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ا ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية تستهدف موقع بياض بليدا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية تستهدف مستوطنة إيلانيا بصلية من ...
- رئيس وزراء بلجيكا ينتقد البابا بسبب -إرث الكنيسة في التستر ع ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حجي - لا للأحزاب الدينية