أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - حجب المواقع أم حجب العقول؟!














المزيد.....

حجب المواقع أم حجب العقول؟!


محمد مشير

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان حجب المواقع الالكترونية( الجرائد الالكترونية)، وخصوصاً اليسارية والعلمانية والمنفتحة منها، بات ظاهرة تلجأ اليها الانظمة الشمولية و كثير من الانظمة التي تسمي نفسها هنا وهناك (ديموقراطية) خوفاً من انفتاح مواطنيها على مايجري حولهم في دهاليزو ازقة الحكم و ما يدور في العالم من تطورات شملت كافة مناحي الحياة.
فعلى وجه الخصوص مارست الغالبية العظمى من حكام البلدان العربية منذ القدم الحجب بأنواع شتى ومختلفة، واول ما بدأوا به هو حجب العقول المستنيرة - كصلب حمدان القرمطي و الحلاج و اعدام السهروردي و...- التي ادركت ضرورة التغيير والانفتاح على عالم آخراكثر خدمة للانسانية، والأصح على العالم الذي قد يحرك ويزحزح في مفرداته ومفاصله الجديدة والحديثة العالم السائد الذي صنعه الحكام على مر العصور للابقاء على ماهو قائم دون حراك يذكر، يعيد انتاج نفسه متحلية بزي شرقي اصيل في تخلفه على الرغم من الارث الحضاري الثري لهذا الشرق الذي غذى العالم في يوم من الايام بافكار خدمت الانسانية جمعاء وكان مركزاَ لعقول ابدعت في نتاجاتها العلمية والفلسفية و الثقافية و الادبية.
ففي جانب من جوانبه حجب العقول هذا، وفي عصر العولمة، وجد له صيغة اخرى يتمثل هذه الايام كظاهرة متفشية بحجب المواقع الالكترونية التي غدت احدى اهم مصادر كسب المعلومات المتنوعة والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة في عالمنا المعاصر بسرعة فائقة تجاوزت فيها المصادر الاخرى دون رجعة. وهنا مكمن احدى نقاط التحول التي تخيف انظمة الحكم المنغلقة قبل غيرها. وكيف لا، فهي تحتكر ابسط المعلومات عمَا يجري في بلدانها، وفي ظل سياساتها التسلطية والاعلامية الضبابية تهمش قبل كل شيء الانسان وتحرمه من ابسط حقوقه وحرياته السياسية والاقتصادية والمدنية والقومية و الدينية و....الخ، فكل معلومة مهما كانت بسيطة وتبدو دون اهمية في نظر البعض - تساهم بشكل أو بآخر في رفع مستوى وعي العامة - تشكل قلقاً بل كابوساً لمثل هذه الانظمة والحكام.
فطبقاً لقاعدة " تتساوى الالوان في الظلام" تمارس الانظمة الدكتاتورية الرجعية والقمعية الحجب بغية عدم تمكن مواطنيها من التمييز بين هذا وذاك، مستهدفة جعل الكل - بأستثناء جوقة الحكم - في اطار الدائرة التي ترسمها هي مظلمة بحيث تتساوى فيها جميع المعلومات في حالة مشتركة واحدة ألا وهي الظلمة ( السواد). يزرعون السواد كي يحطموا عقول سواد الناس بحيث لا يميزون بين هذا أو ذاك، بين هذا المصدر للمعلومات وتلك، وهكذا دواليك.
فالحجب بكافة اشكاله دليل على عجز الحكام و الانظمة المذكورة من الشفافية والتغيير و جعل المعلومات في متناول الجميع دون أي تمييز، وهو بذلك سلب لحق الناس من الطبقات المسحوقة في الاطلاع على كل ما يريدون معرفته حول حكامهم وانظمة حكم بلدانهم وكيفية التصرف بمصادر ثرواتها، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فأن الحجب يمثل في الوقت ذاته خرقاً فاضحاً لحقوق الاخرين في النشر بحجة مخالفة المنشورات للاداب العامة أو النظام العام. والاداب والنظام العامين في كل بلد يمثلان مجموعة من القيم و العادات و الاعراف و التقاليد الاجتماعية والدينية الموروثة التي تحافظ عند التشبث بها في البلدان المتخلفة، بل وحتى في الكثير من الدول المتقدمة - و في اغلب الاحيان – على الركائزالتي تستند اليها تلك الانظمة لابقاء الاوضاع على ماهو قائم نسبياً من جانب و تحريم المستجدات التي تتعارض و مصالحها من جانب آخر. يظن الحكام المتسلطون متوهمين بأن الحجب قد يعرقل لفترة ما، و في جانب ما، فتح ابواب الثورة المعلوماتية الهائلة على مواطنيهم، وقد نجحوا في البلدان العربية الى حد كبير في توجيه الرأي العام صوب الابقاء على الاوضاع المأساوية السائدة، ولكنهم لن يتمكنوا من الصمود ابداً بوجه هذا التيار المعولم الذي يزيح جميع العقبات و يطرق جميع الابواب ويحطم جميع القيود دون ان يسأل احداً. فالاولى بالحكام و الانظمة التي تضع قيوداً على كل شيء و تحجب عن مواطنيها ابسط المعلومات ان تعمل على تغيير سياساتها- وان كان هذا المطلب من باب المستحيلات – وان لاتسبح بعكس هذا التيار الجارف والا فلتجمع عفاشتها وترمي بها الى مزبلة التأريخ و ان لم تفعل فلتكن مطمئنة من أن الحجب ليس إلا جرعة مسكنة وحركة التأريخ ستثبت لهم كما اثبتت في الماضي السحيق بأن صلب القرمطي و الحلاج و اعدام السهروردي و كثيرين غيرهم لم يتمكن مهما بلغ في جبروته وطغيانه من حجب الناس على كشف و فهم الحقائق!!






#محمد_مشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسل عار أم وصمة عار في جبين الأنظمة السياسية المتخلفة؟
- عروش انهارت و اخرى تنبني على الانقاض
- اوجه مختلفة لعملية واحدة (الارهاب النموذج الاكثر بشاعة)
- حماية اقليم كوردستان مهمة جميع العراقيين- في ضوء التفجيرات ا ...
- الى الاخوة في الحوار المتمدن
- احتل العراق وانهار النظام والشعب وحده يدفع الضريبة
- ما مدى تأثير حجاب المرأة في الغاء النظرة الدونية لها؟
- مستلزمات التحول من الطائفية الى المواطنة الديموقراطية..العرا ...
- الارقام تشير الى ان اقتصاد اقليم كوردستان العراق لا يملك بُن ...
- بالحوار نتمدن وبالتمدن نتطور
- بصدد العلاقة بين الدولة العلمانية والدين
- حكومات العراق ما بعد صدام
- محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟
- مسودة دستور أم تناقضات بلا حلول ؟


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - حجب المواقع أم حجب العقول؟!