|
حوار مع الأديبة والشاعرة الكويتية بسمة عقاب الصباح
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 06:15
المحور:
الادب والفن
أجرى الحوار: حميد طولست فى ظل التطورات المتسارعة للعالم وخاصة ما بات يسمى بالانفجار المعرفى الالكتروني الذي حول عالمنا إلى قرية صغيرة وبوتقة تنصهر فيها كل ثقافات العالم، حتى لا يظل أدب أي أمة منزويا خارج هذه القرية، بفضل الانترنت هذا الاكتشاف المعرفى الجديد نسبيا الذي فرض حضوره بقوة على صعيد النشر الالكترونى و سهل من سبل الانتشار وتعريف الآخر بالإبداع المحلى لكل دولة. حيث أنشئت آلاف المواقع الثقافية على الشبكة التى ضخت سيلا جارفا من الإبداعات التى لم يكن الوصول إليها ممكنا فى ظل العوائق التقليدية التى عانى ويعانى منها المبدع مثل صعوبة الطباعة والنشر بسبب الحواجز الثقافية التى فرضت لدواعى سياسية واقتصادية وتسببت فى تجزئة المشهد الثقافى إلى مشاهد إقليمية ضيقة لم تمكن الأديب العربى من التعرف على أديب العربى آخر في قطر آخر أو الاقتراب منه ؛ الأمر الذى كرس بعض الأسماء المحظوظة التى استطاعت أن تنفذ من هذا الجدار الثقافى بالموازاة مع تغييب الكثير من الأسماء.. لذلك فقد شكل النشر الالكترونى عبر الانترنت متنفسا كبيرا للمبدعين العرب وبفضل هذا الفضاء الالكتروني الفسيح، استطعنا في "منتدى سايس" أن نطل من إحدى نوافذه على دولة الكويت الشقيقة التي سيقام بها معرض الكتاب الدولي في مشرف , جناح مكتبة دار العروبة من الساعة الخامسة و النصف و حتى الثامنة مساءا يوم الأربعاء الموافق 19-11-2008 سيتم خلاله إصدار و توقيع ديوان الكاتبة والشاعرة الكويتية بسمة عقاب الصباح المعنون ب"أما من شرق يحتويني" بكل ما يحمل اهات كل انسان عربي ،و ما تمتلك كاتبته من مقومات التميز والمنافسة و التفوق، الذي أوصلها اليوم-رغم كل ما تواجهه المرأة الكويتية من معوقات- إلى مكانة تستطيع من خلالها التغلغل إلى أعماق القارئ لتشاركه يومه بإيجابياتها و سلبياتها، والتعريف بإبداعاتها و ما تكتب على لسانه ما تشعر به و تتألم من أجله تجاه قضاياه الكثيرة المصحوبة بعاصفة من الأسئلة التي لا تتوقف، عبر مقالات تتفاعل مع محيطها، وأشعار شيقة متميزة، تجمع بين الرشاقة والسلاسة والمعلومة وقوة الحجة، وتتمتع بجاذبية تسحر القارئ و تثير فيه متعة لا تضاهي من التلذذ كما لو أنها وجبة جائع، لأن ابداعها نابعة من القلب، و أجملُ التعابير تلكَ التي ينطقها القلبُ وليسَ اللّسان. و للتعرف على الأديبة المتميزة أجرينا الحوار التالي: السيرة الذاتية :
• الاسم / بسمة عقاب مالك الصباح • مواليد الكويت 1984 م • خريجة كلية الاداب – قسم الاعلام و اللغة الانجليزية – جامعة الكويت • صدر لها عن دار قرطاس للنشر ديوان ( خبز و حب و ياسمين ) 2007 • يصدر لها عن دار العروبة للنشر و التوزيع ديوان ( أما من شرق يحتويني ) 2009 • تكتب زاوية في جريدة أوان الكويتية تحت عنوان خبز و حب و ياسمين • نشرت عدة قصائد و مقالات في صحف و مجلات مختلفة • البريد الالكتروني • [email protected] • [email protected]
1- ماذا تقولين اذا قدمت لنا نفسك ؟ أنا امرأة شرقية تشق طريقها في عالم الأدب العربي و تؤمن بأن الأدب هو ملجأ لها في هذه الحياة الروتينية و المغلفة بدائرة الملل بدأت بكتابة النثر الحر و لكني لا أرغب في الانجراف في أنهار النثر و الشعر بل أريد أن أكون شاملة لمفهوم الأدب الواسع , أتطلع دائما الى أن أكون الأديبة و الروائية و الشاعرة و أن أشارك القارىء العربي يومه بايجابياته و سلبياته و أن أكتب عن لسانه مايشعر به و يتألم من أجله تجاه قضايا كثيرة تشغلنا .
2- ما هو مفهومك للأدب الكويتي عامة – و للشعر النسائي خاصة ؟ مفهومي للأدب الكويتي واسع و عميق بعمق تجربته و ثراء انتاجه الغزير فلدينا أسماء لامعة في عالم الأدب الكويتي العربي بأفرعه الكثيرة و أجيال تكمل المسيرة التي بدأها من سبقونا , أما بخصوص الشعر النسائي فأنا ضد أن يصنف ضمن الشعر الرومانسي فقط فالمرأة انسان أولا و أخيرا تتفاعل مع محيطها كما الرجل , فشخصيا أرفض أن نضعها في خانة واحدة بل نرى و نلمس في الشعر النسائي ترجمة مشاعر و أحاسيس تجاه قضايا و هموم مشتركة , فنحن النساء نكتب ما يختلج أعماقنا و نشارك مجتمعنا قضاياه سواء السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و غيرها لأنها و بكل بساطة تهم المرأة الانسانة و المواطنة أيضا .
3- ماهي مشاريعك الأدبية القادمة ؟ لقد صدر لي في عام 2007 أول ديوان " خبز و حب و ياسمين " و الان أنا بصدد اصدار ديوان اخر تحت عنوان " أما من شرق يحتويني " كما أنني أكتب زاوية خبز و حب و ياسمين و هي زاوية شهرية في جريدة أوان الكويتية .
4- لمن تكتبين ؟ أكتب لهذا الانسان البسيط في هذا العالم , أحاول دائما ان اترجم اهاته و أشاطره يومه خاصة الانسان العربي الذي أبحث عنه دائما في أوراقي و أشعر بأنه يقول في قرارة نفسه عندما يقرأ ما أكتب " نعم هذا ما اشعر به تماما " مقتطف شعري : المدينة العربية هي أرملة و لكنها لم تتزوج بكت ..ذبلت ..فترملت
الانسان العربي يبدأ صباحه بفنجان الصبر و السلوان و ينام على ورقة بيضاء مصنوعة من الهم
عالمنا يلبس غطاء وجه مثقوب بالكاد يخرج من ثقبه العلماء الشعراء الكتاب الفلاسفة الموسيقيون
العالم العربي يغلي يغلي بدمنا و ليس بماء عذب
5- ما هو مستقبل الأدب العربي في رأيك ؟ الأدب لا يتوقف عند زمن معين أو شخص معين مهما مرت أزمنة و عصور يبقى الأدب ذلك الفضاء المشع بانتاجه الغزير الجميل الذي يترجم انسانية الانسان و تاريخه الحافل بالعطاء الفكري و الثقافي شخصيا متفائلة لمستقبل الأدب العربي فهناك كوكبة من الشباب العربي الذي يتطلع الى الارتقاء يوما بعد يوم و أشيد هنا بكوكبة من الكتاب السعوديين الذين ظهروا مؤخرا و متعونا بانتجاهم خاصة الرواية حيث انتشرت بشكل كبير و جذبت القارىء العربي , و لكننا في الحقيقة مقلين في حركة الترجمة في العالم العربي نسبة الى الغرب , فليس هناك تبادل ثقافي جاد بيننا و بينهم و اتمنى أن يحدث في المستقبل القريب .
6- مارأيك في هذه المقولة " الاديب الموهوب هو الذي تؤهله موهبته في مختلف الأجناس الأدبية الى التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية " لاشك بأن الموهبة مهمة جدا للكاتب أو الاديب و لكن يجب أن تصقل بالقراءة و المطالعة في شتى المجالات , فيجب على الكاتب أن يختلط بالناس فمن خلالهم يقترب أكثر من الحياة الاجتماعية و ما يطرأ عليها من تغيرات فيواكب هذا التغير و يترجمه الى كتابات مختلفة كالمقالة و الشعر و الرواية , و أشدد هنا الى أهمية القراءة و الاختلاط بالناس أكثر و أعطي مثال يفخر به العالم العربي و هو الاديب نجيب محفوظ الذي كان بسيطا جدا في تعامله و اختلاطه بعامة الناس مما ساعده كثيرا في الكتابة حيث ان كتاباته قريبة من الانسان العربي و هو سر نجاحه و بروز أعماله حتى و صل للعالمية و حاز على جائزة نوبل .
إلى الشرق الذي احتويته ولم يحتوني».اهداء مغلف بعتاب صريح وواضح لهذا الشرق من خلال ديواني الصادر عن دار العروبة، الى عالمي الخاص الذي أعيش في أحضانه امرأة شرقية ولدت على سرير من الحلم وحلمت بشرق ذي آفاق و فضاءات متلألئة. لشرق يمثل اليد البيضاء التي تأخذني نحو أبواب الانطلاق، لم تصطدم أحلامي بأرض الواقع فحسب بل تشتت هنا وهناك باحثة عن مفهوم للاحتواء في العالم العربي، ومع هذا فقد احتويت هذا الشرق بغبار صحرائه وبكل تناقضاته التي لا تنتهي أبدا، بنظرته الضحلة الى المرأة الجسد لا المرأة الفكر وبامسياته الشعرية التي تفتخر بتعرية النساء وعزف كلمات الغزل على مسمع حضور يبتهج من هذه التعرية وعندما ننظر في عيون النساء نرى غصة يجثم عليها الصمت الخائف من علية القوم ، شرقي الذي تسكنه مدن متعبة ومثقلة بالهم وفي حرم كل مدينة حيرة أمام رغيف خبز أو صرخة ثورة مؤجلة، أحاول على مضض فهم هذا الشرق الغارق في الأمية والطائفية والعنصرية والفقر ، هذا الشرق الذي يغرينا بالحلوى و السكاكر لكي نصمت ونعيش على هامش الحياة مكبلين بالخوف، شرق يفخر بأطول لائحة كتب ممنوعة منذ بداية التاريخ الانساني وفي كل عام اعتدنا على ان نشعل شمعة لأحد الكتب الممنوعة فيلهث الغرب لتقديمها لنا على طبق من الشفقة والاستغراب، فلا عزاء للسياسة والدين والروايات والشعر، كتب كثيرة راحت ضحية الصدام ما بين الممنوع و المرغوب و بين التقاليد والمدنية وان كانت اسما فقط لا واقعا في عالمنا، شرق لا يحوي متحفا واحدا يضم كبار صناع تاريخه ولا يفتخر بميلادهم على أرضه بل يعاقب من يتبع نهجهم للهجرة خارج حدود الوطن نشر طاقات مبدعينا في الغرب. احتوي عالمي الشرقي الذي يغلي مع بداية كل عام وأحمل عاداته وتقاليده في الحل والترحال وأتمسك بخصاله الطيبة ولياليه الجميلة التي تغطي مدنا عربية تفترش حكاياها الشوارع والطرقات بانتظار من يكتب عنها ..أشعر بنشوة لمس غبار تاريخ أدبائه وشعرائه وكتابه الذين أضحوا مدارس وقمما نتعلم منها ونعلم ..ونكتشف ان لم يكن شرقنا قاسيا لما ترجمنا نحن الشرقيين اهاتنا والامنا الى ابداع انساني بطرق واشكال مختلفة ولكن نتشابه بغصة رفض هذا الشرق لنا وتمسكنا به حتى الثمالة. وحيدة مسكونة بناي أفتح أبوابا موصدة بقمر غريب الأطوار من لي ؟ أقولها خلف الأبواب أتنهد .. تنزل سحابة تصافح حزني .. وحيدة .. أحاكي الشعر .. لمحته هناك ..يروج للأضواء في متحف الحرية .. وحيدة .. لو هبت ريح لكسرت وحدتي الى نصفين نصف أتباهى به ..والاخر أخبئه للزمن ! بعد غيابك .. تهت لو كان لغيابك درب .. لفرشته بسجادة حزني لغنيت لرحيلك بالناي الذي يسكنني .. كلي رغبة أن أتجرد من الوحدة و أحتفل في حضرة القصيدة .. وارتكب الصدق معها .. فنسمع صوت النبل ينادينا .. وحيدة أختار دعاء أبدأ به .. أتنهد وأتفاوض مع عقلي فيبدأ بالمراوغة.. فجأة أسأله : أما من شرق يحتويني؟!
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حميرنا وحمار أوباما
-
الإدارة والإداريون
-
العزوف عن القراءة
-
سيارة البلد لا تطرب
-
قيمة الإنسان من ماركة سيارته
-
النقل المدرسي
-
تعزيز منظومة النقل وتحقيق جودتها
-
دردشة مع سائق طاكسي!!!
-
سائق الطاكسي سفير فوق العادة
-
°°°أحلام سائق طاكسي
-
أرصفة مع وقف التنفيذ
-
مقالات حول المدن.
-
البقال
-
°°°عن تاريخ مدينة يتحدثون
-
المقاهي !!!!
-
الحرشة والملاوي في بيبان القهاوي
-
لاعذر للنساء...
-
كل النساء جميلات
-
حتى واحد ما هاني
-
نزاهة القضاء وعدله ضمانة لحقوق المرأة
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|