أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - هدى ابو مخ - استرداد الحقائق من -علمية- الثقافة السائدة - 2














المزيد.....

استرداد الحقائق من -علمية- الثقافة السائدة - 2


هدى ابو مخ

الحوار المتمدن-العدد: 753 - 2004 / 2 / 23 - 04:53
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


تطرقت في مقالات سابقة لي, الى الادعاء بان الروايات المؤسسة للخطاب الذكوري في المجتمعات العربية, تهدف من بين ما تهدف اليه, بناء اطار نظري يضم الوسائل التي تمكن من استجواب الافراد (في حالتنا النساء), وضمان نجاح هذا, من اجل تعزيز السيطرة عليهن, والتاكد من بقائهن في المكان المخصص لهن سلفا على يد ذات الخطاب. وانا بهذا لا ارمي الى التقليل من اهمية الوسائل المادية للاستجواب ( كالقتل على خلفية شرف العائلة), لكني ارى ان الامر يجب ان يبدا من الخطاب, بسبب قوته الخفية في النظام القائم, وشدة تاثيره على وعي الافراد لدرجة جعلهم يؤمنون بحقائق كاذبه. من هنا فان مصداقية وحقيقة الروايات الذكورية لا تعود مطلقة واكيدة, بل تظهر كمبنى تحكمه علاقات قوة, القوي فيها يحكم الضعيف, والروايات التي تكون وعي الافراد يرويها الاقوى, بصورة تخدم اهدافه. والروايات حول الجنسين (المعايير التي تسير وتحدد موقع كل منهما في النسيج الاجتماعي, الاقتصادي والخ) هي جانب كبير من الثقافة العربية السائدة. من هذا المنطلق, فان اي رجل او امراة مشبع بهذه الثقافة, سياتي بادعاءات تحمل ذات طابع الثقافة ورواياتها. انا لا ازج باحد الى زاوية معينه, بل اعبر بكلمات اخرى (كلماتي) عما يذكره هؤلاء الاشخاص من اعتزازهم بالالتزام بثقافة المجتمع, لكني وفي ذات الوقت ازيل الهالة المحيطة باشكال الثقافة السائدة, والتي يفخر هؤلاء باعتناق مبادئها.
مقال الدكتور لطفي الشربيني "تعدد الزوجات والطب النفسي" المنشور في الحوار المتمدن يشكل مثالا جيدا لتنقل وانتشار الثقافة الذكورية من خلال الافراد المستجوبين او المسوقين لذات الثقافة –باعتناقهم مبادئها. فالمقال يظهر بوضوح اولا, مدى ارتباطه بالثقافة المكرسة لافضلية القوي وتشبعه بها ما يبرر بالتالي كون مقاله رواية مكررة في المجتمعات العربية وجزء من ثقافتها. وثانيا, بروز عمق وجوهرية التناقضات بين النتائج وبين المعطيات المطروحه خلال المقال.
 شدد الدكتور في مقاله على امرين جوهريين: ان المقال كتب على يد طبيب نفسي, شارك في مؤتمرات عالمية, وبالتالي اضفاء الصبغة العلمية على الطرح ما يجعله صاحب صلاحية وسلطة (بعلمه). وذلك على الرغم من ان الدكتور بالكاد تطرق الى الجانب النفسي العلمي, وانهمك عوضا عنه بابداء الاراء الشخصية والاستنتاجات الغير مقنعه. مثال على احد هذه الاستنتاجات: على الرغم من ان المراة تشعر بالاحباط وبحالة مرضية متلازمة لدى قيام زوجها بفعل الخيانة (المسمى تعدد الزوجات), فان الدكتور راى ان تعدد الزوجات يحل المشاكل الاسرية والاجتماعية. ما يبدو جليا من بحث الدكتور لهذا الجانب, ترفعه عن تلمس الالم النسوي, الم الشعور بالخيانة, وتغاضيه عن الانسان الذي في المراة من اجل "اصلاح المجتمع والاسرة", وكانما كتب على المراة ان تكون دوما الحطب الذي يلقى الى موقد المجتمع لاصلاحه.
احد التحليلات "العلمية" الاخرى للموضوع والتي يذكرها الدكتور, ان التعدد هو امر فطري لدى الرجل. فيشير الى ابحاث تؤكد وجود جينات تدفع بالرجال (فطريا!) الى الخيانة (سواء بتعدد الزوجات او باقامة علاقات خارج الزواج) واعطى الرجال الغربيون كاحد النماذج التي تدعم هذا الراي. وانا اسال: الخيانة الزوجية منتشرة في الغرب ليس فقط في اوساط الرجال, بل ايضا في اوساط النساء المتزوجات, فلم لم يتطرق الى ذلك؟ هل لان هذه الحقيقة ستعني حينها حصول المراة على "حصة" من كعكة اللذة هذه؟ النساء الغربيات هن اثبات قاطع على ان الفطرة لدى النساء والرجال واحدة, لكن التربية الصارمة التي تتلقاها الاناث العربيات تهذب فيهن هذه الفطرة, فيما تبقيها لدى الرجال (كرمز للذكورة), وهذا طبعا يخدم الرجل وملذاته ويضمن له في ذات الوقت ان زوجته او اي من قريباته لن تخنه.
اما ان تطرقت الى الموضوعية التي ادعاها الدكتور, فقد اشار الى وجوب التركيز على الجانب الديني لدى تعاملنا مع هذا الموضوع, والجانب الديني كما نعلم مؤيد لتعدد الزوجات, ما يلغي الموضوعية والحيادية المدعاة. اضافة الى تعامل الكاتب مع الموضوع بعين الايجاب والتفهم كقوله "لا بد من البدء بازالة الوصمة والمفاهيم واللاتجاهات المختلفة التي تربط الزواج الثاني بالسلبيات فقط..."

لذا, فككل خطاب شوفيني يصر الدكتور على وجوب اصلاح المجتمع, حتى وان جاء على حساب كرامة واحترام المراة كانسان. فكل ما ذكره جاء لتكريس فكرة واحدة ذكرها في نهاية المقال: القيام بخطوات لاعداد زوجات وامهات المستقبل على نمط بريطانيا (حسنا, وماذا عن نمط بريطانيا في الحرية الجنسية؟ ام ان الامر انتقائي ومتعلق بوجوب بناء العالم بصورة تخدم راحة الرجل وحريته فقط؟)

مقال الدكتور وكما ذكرت هو مثال واضح لخطاب ذكوري متطرف, على الرغم من ادعاءه العلمية والموضوعية والحيادية. كما انه لا يرتكز على علم, بل هو مقال يعبر عن اعتقادات واراء شخصية ذات توجه ديني. اضافة الى عدم التلاؤم بين النتائج المستخلصة وبين المعطيات والاحصائيات. هذا يعزز الادعاء بكون الروايات الذكورية عبارة عن نسيج من الاجزاء المتناقضة, التي تسعى تلك الروايات الى طمسها, من ناحية اولى, من خلال سبكها في الامر "العام" (وهو الادعاء الذي يرى بان علينا عدم التعامل مع الامر بصورة محددة, بل ربطه دوما ببقية قضايا المجتمع.. ويتغاضى هذا الطرح عن ان هذا الموضوع المحدد سوف لن يظهر بسبب كونه بسيطا الى جانب المشاكل العظمى الاخرى), ومن ناحية اخرى, فان الخطاب مبني بصورة لا تمنح الفرد المستجوب مجالا للتساؤل, لان تساؤله قد يقع في خانة الحرام, العيب والخ...

اما لمن يرى بالتعدد حلا للمشاكل الاجتماعية كازدياد نسبة الفتيات العوانس في المجتمعات العربية, فاعد بالرد في مقال اخر.



#هدى_ابو_مخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال رجا زعاترة- ايكون بشارة نبيا بلا كرامة في وطنه؟
- انهم يكذبون عليك!!- 1
- توالد الهزائم- نص حداد
- انتاج العربي في الخطاب الصهيوني قبل قيام الدولة
- مسافات...
- قضية المكان: بين مخطط المؤسسة والحل الجماعي
- حرب ام محاولة دفاع؟
- مصر, الحرية و-المعادلة- المحلولة
- من سيرة ذاتية لأقلية: خطاب النصر خلف تجربة الهزيمة في -عرب ي ...


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - هدى ابو مخ - استرداد الحقائق من -علمية- الثقافة السائدة - 2