علي الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 03:01
المحور:
حقوق الانسان
خرج من بيته فجرا يبحث عن عمل أي عمل فاطفاله يتضورون جوعا
فهو منذ أيام لم يجد عملاً يخرج كل يوم فجرا ويجلس على حافة الرصيف ومعه عشرات آخرين منتظرين الفرج
قد يجد عدد قليل منهم عملا ويعود الآخرين عند الظهر إلى بيوتهم وجيوبهم خاوية وأيديهم فارغة
أحساسة بالعجز يقتله كل يوم إلف مرة
يدعو الله ان يفتح علية وان يرزقه بعمل ليسد رمق هذه الافواة الجائعة
عندما خرج ذلك الفجر رغم إن جيوبه خاوية ولا يوجد في جيبه ولا فلس إلا إن هناك إحساس غريب اخذ يراوده بان هذا اليوم سيكون خيرا علية وسيرزقه الله بالرزق الحلال
ليشتري لاطفالة الطعام
جلس على حافة الرصيف كعادته
سرح بة خيالة فرأى كأنة قد وجد عملا وربح الكثير من المال وكأنة داخل إلى بيته وهو يحمل عدد من الأكياس التي تحتوي أنواعاً من الفواكه والطعام الذي لم يكن سابقا قادرا على إن يشتريه
وكان أولادة جلسوا حوله وهو يخرج من جيبوبة أنواعاً من الحلويات ويطعمهم
سرح بة خيالة إلى عوالم جديدة
فكأنة تعرف على احد المسوؤلين المتنفذين وبدء العمل معه وبداءات الدنانير تدخل جيبوبة ولم يعد يقبل ان يتعامل بالدينار بل أصبح يتعامل بالدولار
وتغيرت حياته وذهبت منها تلك البساطة والحيوية التي كان يعيشها وعائلته
دوى صوت انفجار جعله يفيق من احلامة أحس بنفسه كأنة يطير في الهواء
في الطب العدلي وبعد جهد كبير تمكنت زوجته من التعرف على جثته بسبب ما أصابها من تشوهه نتيجة ارتطام جسده بالأرض بقوة كبيرة
بقتيت جثته في ثلاجة الطب العدلي لأيام طوال قبل إن تتمكن عائلته وبمساعدة بعض الخيرين من جمع تكاليف دفنه
وهكذا ضاعت احلامة وسط الانفجار وتشردت عائلته
فقد أصبح الحلم في زمن الموت المجاني حراما ولا يسمح بة للعراقيين
#علي_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟