|
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحريف.....7
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 09:27
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
العلاقة بين الأداء الحزبي والأداء النقابي: وإذا كانت الغاية من الأداء الحزبي هي إيجاد مجتمع محكوم بنظام كما يتصوره الحزب، والغاية من الأداء النقابي هي الوصول بالعمال والأجراء إلى المساهمة في بناء مجتمع يتمتعون فيه بكافة حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما تراها النقابة المبدئية، أو كما تراها أية نقابة تقف وراء وجودها جهة معينة.
فما هي العلاقة القائمة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي؟
وما هي طبيعة هذه العلاقة؟
وما هي الغاية منها؟
وهل هي علاقة إيجابية؟
وهل هي علاقة سلبية؟
إن أي كيانين قائمين في الواقع، لابد أن تقوم بينهما علاقة معينة مباشرة، أو غير مباشرة.
وبما أن الكيان الحزبي لا يقوم له وجود، ولا يضمن له استمرار إلا بالارتباط المباشر، أو غير المباشر مع الجماهير الشعبية.
وبما أن الكيان النقابي، كذلك، لا يقوم له وجود، ولا يضمن له استمرار إلا بالارتباط بالعمال، وباقي الأجراء.
وبما أن الجماهير الشعبية بمفهومها العام، تضم بين صفوفها العمال، والأجراء.
وبما أن العمال، وباقي الأجراء يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الجماهير الشعبية.
فإن الأداء الحزبي، والأداء النقابي، يلتقيان في الساحة الجماهيرية.
وإذا كان الأداء الحزبي يهدف إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، عن طريق الوصول إلى السلطة، لتصريف البرنامج الحزبي الذي يستهدف مجموع الجماهير الشعبية.
وإذا كان الأداء النقابي يسعى إلى تحقيق تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
فان الجماهير الشعبية، ومن بينها العمال، وباقي الأجراء، تستفيد من الأداء النقابي، ومن الأداء الحزبي في نفس الوقت.
ولذلك فالجماهير الشعبية هي مجال الأداء الحزبي، والأداء النقابي في نفس الوقت، وهي المستهدفة بذلك الأداء.
وانطلاقا من المجال الجماهير المعني بالأداء ين معا، نجد أن العلاقة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي تتخذ طابع:
1) تبعية الأداء النقابي للأداء الحزبي إذا كان هذا الأداء صادرا عن تنظيم نقابي يقف وراء وجوده حزب سياسي إقطاعي، آو بورجوازي تابع، أو بورجوازي ليبرالي، أو بورجوازي صغير، أو يساري متطرف، أو يميني متطرف، حتى يصير الأداء النقابي في خدمة الأداء الحزبي، سعيا إلى تحقيق الأهداف / الغايات الحزبية.
2) اعتبار الأداء النقابي أداء حزبيا، إذا كانت النقابة مجرد تنظيم حزبي، يسعى إلى تحقيق الأهداف الحزبية الإقطاعية، آو البورجوازية التابعة، أو البورجوازية الليبرالية، أو البورجوازية الصغرى، أو اليسارية المتطرفة، أو اليمينية المتطرفة، حتى يتمكن كل حزب من تحقيق أهدافه عن طريق الأداء النقابي، خاصة إذا كان الحزب منبوذا جماهيريا، مما يجعله يسعى إلى اكتساب شعبية معينة عن طريق الأداء النقابي المضلل للجماهير في نفس الوقت.
3) اعتبار الأداء الحزبي تابعا للأداء النقابي، ومسترشدا به، ومتطابقا معه في معظم الأحيان، إذا كان الحزب خارجا من رحم النقابة، ليصير وجوده مرتبطا بها، واستمراره باستمرارها.
4) اعتبار الأداء الحزبي منفصلا عن الأداء النقابي، مما يجعل العلاقة بينهما علاقة انفصال تام بسبب الممارسة البيروقراطية للقيادة النقابية، أو للقيادة الحزبية، التي لا تعترف بالأداء النقابي كما هو قائم في بعض النقابات، أو في بعض الأحزاب، مما لا تتضرر منه إلا الجماهير الشعبية.
5) اعتبار الأداء النقابي مستقلا عن الأداء الحزبي، وهذه الاستقلالية تدخل ضمن مبدئية النقابة التي تعتبر شرطا لقيام أداء نقابي مبدئي، وأداء نقابي مستقل، تقوم بينه، وبين الأداء الحزبي علاقة جدلية تجعل الأداء النقابي في خدمة الأداء الحزبي، والأداء الحزبي في خدمة الأداء النقابي، إذا تم احترام المبادئ، والضوابط النقابية، والحزبية على السواء، حتى يحصل التطور، والتطوير المتبادلين.
والغاية من العلاقة بين الأداء النقابي، والأداء الحزبي، تختلف باختلاف طبيعة العلاقة، وطبيعة الأهداف، من قيام أداء نقابي، وأداء حزبي في نفس الوقت. فالغاية من تبعية الداء النقابي للأداء الحزبي هي جعل النقابة التابعة للدولة، آو لحزب معين، تساهم بشكل غير مباشر في تأبيد سيطرة الدولة الطبقية الحريصة على تكريس نظام معين، يخدم مصالح طبقة اجتماعية معينة، مسيطرة على أجهزة الدولة الطبقية، أو تساهم في تحقيق وصول حزب معين إلى السيطرة على أجهزة الدولة الطبقية، من أجل توظيفها لخدمة مصالح الطبقة التي يمثلها الحزب، في إطار نظام اجتماعي معين، كما يتصوره الحزب.
أما الغاية من حزبية الأداء النقابي، فتتمثل في اعتبار الأداء النقابي أداء حزبيا، نظرا للتطابق الحاصل بينهما، من أجل تحقيق وصول الحزب إلى السيطرة على أجهزة الدولة التي تسخر لخدمة المصالح الطبقية للمنتمين إلى الحزب، في إطار النظام الاجتماعي الذي يسعى الحزب إلى تحقيقه.
وبالنسبة لتبعية الأداء الحزبي إلى الأداء النقابي، فإنه يسعى إلى تحقيق التصور النقابي في المجال السياسي، مما يجعل الحزب يسعى إلى تحقيق ذلك التصور خدمة لمصالح النخبة النقابية، التي وقفت وراء وجود الحزب.
وعندما يتعلق الأمر بالفصل المطلق بين الأداء النقابي، والأداء الحزبي، فإن الغاية منه تتمثل في توظيف الأداء النقابي لخدمة مصالح الجهاز البيروقراطي المتمكن من السيطرة على النقابة التي تقطع مع الممارسة السياسية، في إطار النظام الاجتماعي الذي يخدم مصالح الطبقة الحاكمة، التي يصير الجهاز البيروقراطي جزءا لا يجزأ منها.
وفيما يخص الغاية من استقلالية الأداء النقابي عن الأداء الحزبي. ذلك الأداء الذي لا يفصل بين النقابي، والسياسي، فيتمثل في جعل العمل النقابي في خدمة العمال، وباقي الأجراء، في إطار مجتمع متقدم، ومتطور، كما يسعى الحزب إلى ذلك، ولتصير العلاقة بين الأداء النقابي، والأداء الحزبي، من أجل تحقيق نفس الغاية.
وانطلاقا مما رأينا، فإن إيجابية الغاية ممن العلاقة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، تتمثل في استقلالية الأداء النقابي عن الأداء الحزبي، وفي استقلالية الأداء الحزبي عن الأداء النقابي، وفي الربط الجدلي بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، باعتباره امتدادا طبيعيا للربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي. وهذه الإيجابية هي التي تؤدي إلى إنتاج عمل حزبي صحيح، ومنتج للفعل المطور للواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما تؤدى إلى إنتاج عمل نقابي مبدئي منتج للفعل المحقق لتحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء الذين ينعكس واقعهم الإيجابي على مجموع أفراد المجتمع.
ومن نفس المنطلق السابق، نجد أن سلبية الغاية من العلاقة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، تتمثل في:
1) تبعية الأداء النقابي للأداء الحزبي، مما يجعل الأداء النقابي موجها من قبل الأداء الحزبي، ورهينا به، وفي ذمته، حتى يساهم في تحقيق أهداف الأداء الحزبي، مما يجعله مرشحا للتوقف، أو التراجع، في حالة محاولته الانفلات من توجيه الأداء الحزبي، أو عاجزا عن تحقيق الغاية منه.
2) حزبية الأداء النقابي، الذي يصير متطابقا تطابقا مطلقا مع الأداء الحزبي، مما ينتفي معه وجود شيء اسمه الأداء النقابي. وهو ما يؤدي إلى قيام عمل حزبي / نقابي في خدمة الأهداف، والغايات الحزبية.
3) الفصل المطلق بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، كنتيجة طبيعية لبيروقراطية النقابة، وخبزية مطالبها، وبسبب عدم الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، مما يجعل العمال، والأجراء مفصولين عن الواقع.
4) تبعية الأداء الحزبي للأداء النقابي، إلى درجة التطابق بين ما يقوم به الحزب، وما يتقرر في النقابة، بحيث يصير البرنامج الحزبي هو البرنامج النقابي، والبرنامج النقابي هو البرنامج الحزبي، من منطلق تبعية الحزب المطلقة للنقابة.
وهكذا يتبين لنا أن العلاقة القائمة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، تتعدد مستوياتها، حسب ما يراه الحزب للأداء النقابي، وما تراه النقابة للداء الحزبي، وحسب العلاقة الجدلية القائمة بينهما، مما يجعل طبيعة العلاقة تختلف من مستوى إلى آخر، فتتقرر ايجابياتها، أو سلبياتها، انطلاقا مما تنتجه من فعل في الواقع، سواء تعلق الأمر بالأداء الحزبي، أو بالأداء النقابي.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
المدرسة العمومية... أي واقع؟... وأية آفاق؟
-
التعليم الخصوصي واستباحة المشهد التعليمي
-
الدروس العمومية، والدروس الخصوصية...أية علاقة..؟
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
المزيد.....
-
طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل
...
-
2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
-
Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th
...
-
الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم
...
-
رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني
...
-
وفد برلماني سيتفقد المنشآت النووية لمراقبة تنفيذ قانون العمل
...
-
الحكومة الجزائرية تعلن عن تعديل ساعات العمل في الجزائر 2024
...
-
المالية العراقية تعلن عن موعد صرف رواتب المتقاعدين في العراق
...
-
“الجمل” يتابع تطوير شعبة الفندقة بالجامعة العمالية لتعزيز ال
...
-
وزارة المالية.. استعلام رواتب المتقاعدين وحقيقة الزيادة في ا
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|