أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد العبيدي - أسلمة الإرهاب














المزيد.....

أسلمة الإرهاب


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 07:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن التفجير الذي حدث أخيرا في دمشق قد حدث بمعزل عن معنى التفجيرات التي عادة ما تَحدث في العراق، وإن كان منفذوه قد خططوا في دوائر تخطيط تنتظم في مجتمع غير العراق. ولم تكن الغاية الاستراتيجية من تنفيذه في ظروف سوريا الأمنية المستقرة تختلف في مآلها عن الغايات التي وجدت لها مجالا فسيحا في ظروف العراق الأمنية المضطربة، وإن أختلفت السبل والأهداف تعبويا. ولم تكن التوقيتات الفعلية لهذا التفجير التي أنجزت متزامنة مع تفجيرات طرابلس في لبنان قد حدثت بالصدفة، وإن أختلف البلدان في وضعهما الأمني والسياسي، وفي قدرة أجهزتهما الأمنية والعسكرية على الضبط والسيطرة. ولم يكن فقه الإرهاب عند طالبان في أفغانستان وعند شقيقتها طالبان في باكستان مختلفا عنه عند التوحيد والجهاد وأنصار السنة، وجيش الفاتحين، والمنشقين عن جيش المهدي في العراق بعد أعتماده "فقه افرهاب" من جميعهم وسيلة صدمة لتكوين فراغات أمنية في جدار الأستقرار الأجتماعي للبلدان الإسلامية، تكون كافية للتسلل من خلالها وتوسيع رقعتها لنشر الهلع والأستخواف، وإن أدعى جميع مريديه سعيهم لإقامة الحكم الإسلامي العادل.
ولم تكن طريقة تنظيم الخلايا الإرهابية في الجزائر والشمال العربي الأفريقي مختلفة عن تلك الموجودة في الصومال والسودان، وفي كشمير والشيشان ولا عن تلك الكامنة في أوربا ودول البلقان، وعلى أرض العراق وأن أجتهدت الواحدة منها بسبل الكسب وطريقة التجنيد.
ولم تكن طريقة الإغواء المتبعة لاستجلاب الشباب المسلم (العاطل، المحبط، المنكسر، المتشبث بآمال الآخرة منفذا وحيدا لحل الفشل الحاصل في الدنيا) إلى ساحة الموت، مختلفة بين مشارق العرب ومغاربهم، وإن تعددت الأشكال وتباينت المناشئ.
ولم تكن الرموز الموضوعة في أعلى السلم التراتبي للتنظيمات الإرهابية مختلفة من الناحية النفسية حيث العزلة والانطواء، والسادية المفرطة، وسعة التخيل، وكثر التبرير، والميل الى التكفير، والرغبة في الانتقام وإن تعددت بيئات أنحدارهم ونشاتهم.
أسئلة كثيرة تدور عن هذا التشابه وتقارب التوقيت، وتوحيد الغايات، وغزارة التموين، ورمزية القيادات، ونوعية النتائج، تواجه القارئ والمتتبع وعابر السبيل، تقود إلى حقيقة:
أن الإرهاب في هذا المحيط، وبأهدافه البعيدة، أسلوبٍ دولي مقنن لأسلمة فعل الإرهاب أي جعله إسلامي الطابع كصفحة من صفحات القتال في ساحة حرب تمتد من المحيط مرورا بأفريقيا متجهة إلى الشرق حتى الحدود الروسية، ساحة واسعة تشمل جميع الدول العربية وغالبية الدول الإسلامية.
وإنه أسلوب مسيطر عليه وغير مكلف لإدارة الصراع مع هذه المنطقة وسكانها غير المتحضرين بالمقارنة مع أساليب الحرب العسكرية.
وإن المتطرفين، والشباب المرضى المحرومين في مجاله باتوا هم الأدوات الفعلية لصفحة القتال هذه بعد أعتقادهم الواهم أن السير في طريقه سيفتح الباب أمامهم واسعا لتحقيق أهدافهم في إقامة الدولة الإسلامية السلفية التي يعد الخوض في غمارها أحد منابع مد وإدامة الصراع.
وإنه في واقع الحال آفة سوف لن يسلم من تبعاتها الكارثية من موّلَ وسهل العبور، ومن أفتى ودعى وشجع، لأن رذاذه المتطاير سيتجاوز أفغانستان والعراق، والجزائر والسودان، وإنه وسيلة حرب نفسية فعالة في إثارة الرأي المضاد للعرب والمسلمين، وحشد الجهد العالمي بالضد من حضارتهم المرشحة بسبب كثر أخطاء أبنائها للأفول.








#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الديمقراطية في العراق بين النظرة الشمولية والتصور الم ...
- واقع الأمن الاجتماعي- النفسي- للمرأة في العراق
- الفراغ السلطوي المحتمل في العراق،
- نظرة إلى واقع الأمن العراقي لعامي 2005 2006 وعوامل التأثير ...
- طبيعة الضغوط النفسية في العمل وبعض خطوات التعامل معها
- تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي
- اللا تجانس في التركيبة الإجتماعية العراقية وسبل التعامل


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد العبيدي - أسلمة الإرهاب