|
شعراء الحروب
وديع شامخ
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 06:04
المحور:
الادب والفن
الحلقة الثانية لا شك ان العرب تناوبوا على حمل راية" الظاهرة الصوتية" بأمتياز، ومن هذا الارث الصوتي كان لابد من ورثة فاعلين ليصدحوا لمباديء وعقيدة أولي الامرمنهم ، وهؤلاء مسخوا الاصوات ليرتفع الزعيق المدجن وكان لهم ما شاؤوا .. ، في الحلقة الاولى تحدثنا عن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بوصفه ظاهرة متميزة لشعراء الخراب الروحي والجمالي والثقافي في المشهد الشعري العراقي طوال أكثر من عقدين من الزمان العراقي المستلب ،في هذه الحلقة لم أتطرق الى شاعر بعينه ، ليس خوفا او وجلا من هذا الناعق او ذاك البوق، ولكني آليت على نفسي أن أجمع هؤلاء في حلقة واحدة وأناقشهم كظاهرة طفحت وبشكل لافت على سطح الحياة العراقية في فترة الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج الثانية، مع ذكر أسماء أبرزهم زعيقا ونعيقا وحظوة عند ملهم الحروب وسادنها بلا منازع صدام حسين ونجله ووارث مجده، عدي . ولان عبد الرزاق كان صاحب مدرسة بحق ، فقد خرج من معطفه السميك جوقة من الشعراء الطبالين المداحين والرداحين الذين تناوبوا حمل شعلة الموت العراقي ليواصلوا مسيرة فيلق الأعلام والدعاية الصدامي والذي أطلق عليهم بالفيلق الثامن ، تثمينا لدورهم في الخراب الروحي الشامل الذي رافق الحرب العراقية الايرانية وما بعدها . وهذه الفترة رغم قسوتها وحرارة الدم العراقي المسفوح بها إلا أنها خلقت جماعات وعصابات وكارتلات وحناجر صدئة ، للعزف والزعيق معا في نشاز محكم على الجرح العراقي . نعم هم اسوأ من وعاظ السلاطين واشد فتكا على الناس والمجتمع من الشرطة السرية وعسس النظام !! وللأمانة نقول: إن الشاعرين حميد سعيد وسامي مهدي من المؤسسين الأوائل لمدرسة الردح والمدح الصدامي وذاك بوجودهما على رأس المؤسسة البعثية الادبية . إذ يروي سلام عبود هذه الحكاية عن حميد سعيد ، فيقول: " ان الشاعر العراقي حميد سعيد الذي كان يجمع صفة الاديب والحاكم، انتخب بالاجماع اميناً عاماً لاتحاد الكتّاب العرب في مؤتمره المنعقد في بغداد 1986 يومها قال حميد سعيد في معرض حديثه عن الادباء العرب، الذين يعيشون في الخارج، والذين يخالفونه الرأي حول الحرب: "والله حين تنتهي الحرب سأجيء الى هنا، وكلما التقيت بواحد من امثال هؤلاء سأخلع قندرتي (حذائي) واضرب بها على رؤوسهم الخاوية " ومن نظرية " القنادر " وصاحبها حميد سعيد الى الدور الذي لا ينسى للشاعر سامي مهدي عباس ميرزا الشاعر الحداوثي جدا والمنظر والروائي ورئيس تحرير جريدة الثورة لسان حزب البعث في تسويق نمط الادب التعبوي والفارغ من اي محتوى إبداعي ، كانت قافلة الاصوات تناسل. والجدير بالذكر أن الشاعرين " حميد سعيد وسامي مهدي" كانا من أشد الناس إخلاصا لمؤسسة البعث الصدامي وهو ما يدلل بقائهما على رأس اكبر المؤسسات الثقافية طوال فترة الثمانينيات وحتى سقوط صدام في 2003.
سطور للذكرى
عندما بدأت الحرب العراقية في 22 -9- 1980 بدواعٍ ملفقة ابتدأت بالثأر من دم فريال وطه في حادثة الجامعة المستنصرية الشهيرة، ومرورا بتفجيرات مريبة في المراقد الشيعية ، والتلويح لكسر ظهر الاحزاب المعارضة انذاك في الحاضنتين ايران وسوريا لهم ، أو الحفاظ على العراق وشط العرب وحقوقنا الوطنية من شرور الخميني ، حتى وصلت نغمة تبرير الحرب الى اعلى زعيقها القومي، وهو الدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية التي تحاول ايران انتهاكها واستباحة دماء واراضي العرب جميعا من الخليج الى المحيط. لست هنا بمعرض الاستفاضة في تعقّب كل الاسباب التي أدت الى الحرب ، ولا بالتحليل الشامل للسبب المباشر في اشعال فتيلها ، لانني هنا معنيّ بشأن أخر مع شعراء الحروب ، ومع هذا فأنني استطيع القول وبعبارة وجيزة :إن صدام حسين ونظامة الدموي هم من بدأوا الحرب على ايران بمعاونة ومباركة من دول عربية محيطة ومد عربي واقليمي كبير، محاولة من الجميع كسر شوكة ثورة الخميني واستنزاف ثروات الشعب لعراقي المادية والبشرية، وكان السبب في أطالة أمد الحرب الى حد بلوغها الثمان سنوات هو الخميني نفسه ومن يقف وراءه من الملالي والصف المؤيد للحرب منهم تحديدا وتجار الحروب في كل مكان من العالم، رغم تبادل الاتهامات بين الطرفين وتجييش الحجج الشرعية وغيرها الى أثبات براءة كل من الطرفين ، وهما في رأيي ضالعان تماما في المسؤولية عن الحرب من نشوبها وحتى نهايتها، حيث خرج الخميني يتجرع كأس السم متظاهرا بالخسارة والخيبة، بينما أظهر صدام للعالم أجمع انتصاره الكارتوني وهو خارج من حرب ضروس كلفت الشعب العراقي مأساة مروعة وويلات أمتد تأثيرها الى هذا الحين، وهي بلاشك دقّت الأسفين الاول في نعش صدام حسين ونظامة البائد. ولكي لا يزايد أحد على وطنية العراقيين ويذهب به العنت والغباء معا الى ان حربنا ضد ايران هي حرب وطنية وقومية ووووالخ من الجنجلوتيات البائدة كنظامها لان صداما نفسه قد نفض يده من كل التزاماته الوطنية وادعاءاته التي كانت سببا لنشوب الحرب ، بعد الحرب الثانية التي ورط فيها الشعب العراقي في احتلال الكويت ، اذ اعلن صدام ثانية اعترافه بحق ايران في شط العرب والعودة الى معاهدة 1975 مع شاه ايران واعترف بأن الحرب ضد أيران كانت فتنة !! ، نقول أخيراً إن تلك الحرب جريمة بحق شعبنا العراقي ومجزرة كبرى لاتماثلها اي هولوكوست في التاريخ الحديث ، وعلى الشعراء الذين اشتركوا في إدامة فتيلها بنصوصهم الصفْر ِ وقيئهم المر على جراح الشعب العراقي أن يعتذروا للعراق ويطووا صفحة الماضي ، لا أن يتنطعوا بحجج وقمصان صدامية وبعثية بالية . ..................
طبول الحروب وأبواقها
هكذا إذن علا دوي طبول الحرب واستيقظنا على جيران من "الفرس المجوس" يستحللون اراضينا وينتهكون عرض الامة وشرفها .. من زين القوس الى القسطل.. ومن بداية شرارة الحرب كان لابد من جوقات من الشعراء والطبالين .. كيف لا والقبيلة " غزية ، غزت ولابد من نصرتها بالعدة والعدد"، بالرجال والأموال.." أو" توكع زلم فوك الزلم لمن يشيب الراس.زز لا والله والعباس" كما ُيقسم عبد الرزاق عبد الواحد، ناذرا العراقيين كلهم ذبائح حيّة على هيكل سيده". الذي خطط للحرب يعلم انه بحاجة الى ألات لغسيل أدمغة الناس، وعسكرة المجتمع.." تلك التي ابتدأها العهد البعثي الثاني منذ وصوله الى السلطة في العراق عام 1968، في تأهيل الاطفال والشباب في منظمات الطلائع والفتوة والجيش الشعبي لاحقاً ، متمثلا مسيرة المانيا النازية وتجربتها في تجييش وعسكرة المجتمع الالماني جسديا وفكريا". وكان شعراء الحروب هم البذرة الصالحة لزرع النظام البعثي الذي أرسى دعائمة الشعراء محمد جميل شلش وكمال الحديثي وغيرهم ، والذي حان أوان قطاف حناجرهم ونشر صديدها على الناس. وفي نادرة مضحكة مبكية ،تحوّل الجندي العراقي من " أبو خليل" الى" أبو تحرير" فورا !!..فكان على الجيش العراقي المبتلى أن يحررالارض ويصون العرض! وعلى الشعراء أن "يحرروا" العقول والقلوب من كل وازع وطني وإنساني، محولين المجتمع الى جماعات مخدرة ومستلبة الارادة وفرحة وراضية بكل هذا الخراب !! نعم كان على الشعراء ومن على شاكلتهم أن يشكلوا فيلقا حربياً أشدّ خطراً على المجتمع من فيالق العساكر التي تنقاد الى محارق الموت مضحية بدمها من أجل حروب خاسرة دائماً. الجندي وحده يشعر بالموت ويمارسة كعادة علنية يومياً ، والشعراء يصفقون لموته ، ويألبون فرق الاعدامات عليه اذا ما شعر بضعف انساني وحاول الهروب بجلده . نعم فهذا " وطن تشيده الجماجم والدم" .. من هذا الإرث الدموي زرع البعث حناجر الشعراء والابواق ليحصدهم في حروبه القادمة. تهافت الشعراء
لكي نكون واقعيين ، ونقول: إن الشعراء او" الشعارة" بعد إن أسقط النظام السابق كل الحناجر المعول عليها ان تكون صافية وصادقة، وأعدمَ من عارضه ، وشرّد من لم يستطع القاء القبض عليه وأخرس من بقى ، مستخدما كل الوسائل والاساليب الرخيصة في تهيئة المجتمع للقبول بنتائج ومعطيات مرحلة ما بعد التدجين ، نقول بعد مرحلة التدجيين العامة في المشهد الشعري المدائحي بشقيه الفصيح والشعبي، أخذ كل من هب ودب من الذين يكتبون الشعريتملقون الوصول الى مرحلة شاعر ينتصر للحرب ، ويتقاتلون من أجل النشر ويقتسمون غنائم المكافأت الرئاسية والوزارية مع محرري ومسؤولي الصفحات الثقافية أنذاك ولم يشهد وسطا أدبيا "كما أعتقد" مثلما شهد العراق من إستهتار بالأدباء والمبدعين، فقد ظهرت قوائم لتقسيم الأدباء العراقيين الى ثلاث أصناف"الف، باء، جيم" وعلى أساس هذا التصنيف الغريب يتم احتساب صرف المكرمة الشهرية من لدن القيادة الضرورة! لهؤلاء المساكين" وليس استحقاقا لهم مثلا " !. وحتى لا نغمط احدا ونكيل الاتهامات جزافا،كان هؤلاء المساكين يقفون أيضا طوابير كالشحاذين بانتظار معونة الشتاء والصيف . ولكن النظام سعى اليهم أيضاً، وعرف من منهم الذي لديه القدرة والموهبة لكي يصبح بوقهم الرسمي بعد أن ملّوا من وجه عبد الرزاق عبد الواحد ورهط الحرس القديم . فكان لا بد من حلحلة الوضع الثقافي والمشهد الشعري خصوصا وغربلة الاصوات وقياس صلاحياتها للفحيح والنعيق والزعيق معا، وكان لابد أيضا من مؤسسة جديدة غير مؤسسة الحكومة بقيادة حميد سعيد وسامي مهدي، مؤسسة يقودها رجل لا يقل شراسة وطموحاً عن صدام ونظامه، فكانت الغزوة المنظمة التي قام بها عدي صدام حسين للاستئثار بالبنى والاطر الثقافية من نقابة الصحفيين الى انشاء تجمع ثقافي عراقي جديد وهيمنة مطلقة على رئاسة الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقين ،وقبل ذلك انشاء نادي الرشيد ومهزلة سحب معظم نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم لناديه والتي ظل الشارع العراقي يتندر بها زمناً، وهو سطو منظم على شتى حقول الحياة . غزوة عدي استكملت مشروعها بوجود نخبة من التلاميذ الجدد، الذي يتصفون بالصلافة والوقاحة والقدرة على لعب الادوار الكبيرة في المشهد الثقافي العراقي ، وهم بلا شك يتوافرون على مواهب انشاء الكلام المنمق وصناعة الشعر وخلافه .. كانت كوكبة عدي تنطلق من محاور، إعلامية وثقافية متعددة كما رأينا ، ظاهريا يبدو للمتلقي النائم أو البريء! بانها ثورة تصحيحية لمسار الثقافة في العراق ، يقوم بها " فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى" . لقد استثمرالنظام البائد هؤلاء في محاولة لتجديد شباب فكرها وثقافتها ومؤسساتها ووجوهها العتيقة التي علتّها غبرة حرب السنوات الثمان، فكانت جريدة بابل تخترق المألوف في الصحافة العراقية وتصدر بملحق ثقافي باربع صفحات يوميا فيه من الجرأة الكثير، كما كان مرتعا وطعما لاصطياد الاصوات والطاقات التي تعاني من الاهمال في النشر في الصحافة الحكومية ، ومعها تأسس تلفزيون الشباب غير الحكومي بأدارة عدي مباشرة واللجنة الاولمبية والتي كانت بمثابة دولة داخل دولة تماما ، وكانت الجرائد والصحف الاسبوعية والمجلات الجديدة تتناسل كالأرانب، وكانت والحق نقول جريئة في نشر النصوص وانتقاد الظواهر السلبية ، ولكن بحدود المدى والدائرة المرسومة اليها ، فداود الفرحان وهاشم حسن مثلا يتبجحان بانهما كانا ينشرا اعمدة ومقالات صحفية جريئة في نقد الحكومة ، ولكن الحقيقية هو نقد موجه ومسيطر عليه، ولم يمس اي خطوط حُمْر ٍلنظام صدام ولا الى عدي وسياساته ، وهما أيضا لم يسلما من شره، ويعرف كل من اشتغل مع عدي مدى نزقه ومزاجيته وطيشه وجنونه ، وهذا بشهادة الذين نفذوا بجلدهم وغادروا العراق وهو كثر .. وكان هناك في مؤسسات عدي شباب متحمس للتغيير وصادق وموهوب حقا وقد أسدوا للمبدعين العراقيين خيرا كثيرا سواء بحمايتهم من طيش النظام وبطشه عندما حاول الطلب من المبدعين الكبار الصامتين الدخول في لعبة المباركة وحمل المباخر، او بنشر نصوص وملفات عنهم دون حذف اوزيادة على ما كانوا يريدون نشره . وفي الجانب الاخر كان قادة منظمات ومؤسسات عدي على درجة عالية من الامتثال لشروط اللعبة الجديدة أمثال رعد بندر ولؤي حقي تحديدا ويليهم الاخرون بحسب قرب مواقعهم واتصالتهم المباشرة من عدي صدام حسين وكبار معاونيه . كان لهؤلاء القادة والافاعي أساليبهم الخبيثة في تسميم الثقافة والتطبيل للموت ، ونظام الطاغية يتهاوى في فترة اواسط التسعينيات وتسوء سمعته عربيا ودوليا ، لما يمارسه من موت حقيقي للشعب بحجة الحصار وهو ينفق على بناء القصور واقامة الحفلات وشراء الاصوات العربية والاجنبية مليارات الدولارات من المال العام وليس فضيحة " كوبونات النفط " إلا واحدة من الشواهد الحيّة ، في الوقت الذي كان العراقي محروما من ابسط حقوقه الانسانية. كانوا يُجيّرون كل شيء لصالح النظام ومستعدين لسحق كل من يقف امامه ! متسلحين بقوة سيدهم عدي واجهزة بطشه جريا على عادة المثل البدوي" ُزود العبد من زود عمه" كان هؤلاء الشعراء يمثلون بحق مدرسة حميد سعيد وسامي مهدي وعبد الرزاق عبد الواحد وسواهم" ومن ثمارهم تعرفونهم " بل امتازواعنهم بوقاحتهم وصلافاتهم وضربهم عرض الحائط لكل قيم وتقاليد ثقافية وابداعية ورثها الابداع العراقي، وكان لا هم لهم سوى ارضاء شهوة ورغبة سيدهم المدلل المعتوه عدي.
يموت الديكتاتور ويبقى الشاعر
بعد سقوط الصنم الديكتاتوري العراقي في 9 نيسان 2003، كان من المفترض ان يبدأ بناء المؤسسات الثقافية العراقية وأطرها على أسسس صحيحة قوامها وجود المبدع العراقي في محيطه الديمقراطي الحر، وجود الثقافة العراقية المستقلة من آثار أو ضغوط أو أطر سياسية وافرازاتها، كان لابد للمثقف العراقي ان يأخذ دوره في الحياة العراقية الجديدة، مشيرا الى الخراب، مقوما، ناقدا ايجابيا، فاعلا ، كان لا بد للحياة الثقافية في العراق ان تكون أرضا خصبة بوجود طاقات عراقية خلاّقة لقيادة دفة المشهد دون تبعية سياسية او مرجعية دينية او قومية .. الخ. ولكن هذا الذي نتمناه لم يحصل بالشكل المطلوب ، ومن الثغرات والهفوات والفهم الخاطيء لدور المثقف، تسلل الذين كانوا في واجهات المؤسسات الرسمية الاعلامية والادبية ، وتبرأوا من تاريخهم ومن نتاجهم الادبي والتعبوي ، فنزعوا بدلات الزيتوني واتجهوا الى دكاكين السياسية الجديدة معتمرين العمائم وموسميّ الجباه ومختميّ الأصابع بمحابس الفضة والشذرات الزرقاء درءأ للحسد من النعمة السابقة ودرعا وحصنا لتمثيل الدور الجديد، والحق أن بعضهم أجاد هذا الدور فتحول بقدرة قادر من طبّال لصدام الى " خادم أهل البيت" ومن جلاد ثقافي الى ناطق بأسم هذه الحركة الدينية او ذاك التيار الليبرالي جدا! ومن شاعر الى وكيل لقناة فضائية الخ.. اما بعض شعراء أهل البيت الآن فقد غيّروا صقر العرب وأبو الليثين وسبط المصطفى وقائد الامة العربية ،لتتغنى القوافي بوصي رسول الله والمهدي عجل الله فرجه !!..وهكذا..! هؤلاء الحرباوات، يستطيعون العيش وفق مقتضيات كل زمان ومكان ، متخذين من عقيدة " وأطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم " منارا يهتدون به كلما تغير الدهر وتبدل الزمان. مات الديكتاتور وهم عاشوا ولكن ايّةّ عيشة عاشوا؟ ما زال المشهد الثقافي العراقي يعجّ بهؤلاء ، والطامة الكبرى أن رؤوس الفتنة قد غادروا العراق بسلام وأموال كافية للعيش الرغيد في عواصم العرب المتباكية على مجد زمن الديكتاتور! إن الخطورة لاتكمن في أن هؤلاء الشراذم لهم قدرة على التحوّل والتبّدل، فهذا ديدن معروف وسنّة متبعة ومفضوحة، ويدلنا تاريخ العراق المعاصر على شعراء كانوا يتغنون بكل آت من الحكام ولو أن دم صاحبهم القديم لم يجفّ بعد!! لكن الأخطر هوأن الديكتاتور مات وافكاره لم تمت ، والابواق باقية ،والذيول ما زالت تتلوى وتفحّ ، في الداخل والخارج ، مستفيدة من هشاشة المشهد السياسي العراقي الحالي في الداخل ، وطبيعته المحاصصية والطائفية ومدى حاجتها لشراء الاصوات وبكل ثمن ! ومن وجود دعم خارجي موجه حيث يتواجدون. كان المفروض أن ينتهي فكر الديكتاتور لا جسده وأن يكون المشهد الثقافي عامة والشعري خاصة في حالة خصب دائم، وإستقبال البذورالتي غطتها ويلات الحروب والاقصاء والتهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فالعراق موّار بالمبدعين ،وفي النهاية سيبقى الشعراء ويموت الديكتاتور جسدا وفكرا .
#وديع_شامخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمود درويش .. ضوء أدونيس .. ودرس الموت
-
شعراء أم جلادون ..؟حبال صوتية .. أم أعواد مشانق؟
-
ماخُرم من اللوح
-
حوار مع الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي
-
أيامي تسير أيضا
-
المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
-
صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
-
محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
-
حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
-
قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
-
شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما
...
-
لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
-
الحكمة .. بعد خراب البصرة
-
(أم البروم)
-
رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
-
الألم بوق الله
-
السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟
-
شحاذة وطنية !!
-
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
-
الإلتفات الى العقل
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|