|
ابعدوا الطائفية عن مدارسنا يادجالين
رياض محمد سلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 10:04
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
نشرت جريدة الديوانية في عددها المرقم264 الصادر في 21 أيلول 2008 أن مديرية تربية الديوانية ـ مديرها العام احد قادة منظمة بدر ـ أصدرت تعميمها الآتي على أدارت مدارسها وطلبت أعطاء الموضوع الاهتمام الأكبر للعملية التربوية في المحافظة. نص التعميم ( إيمانا بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع) تقرر أن يردد التلاميذ في الصف بعد دخول المعلم أو المدرس وقيام التلاميذ شعار "أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " . أما عند التجمع الصباحي فيقرأ التلاميذ الطلبة النشيد التالي: أميري حسين ونعم الأمير سرور فؤاد البشير النذير علي وفاطمة والداه فهل تعلمون له من نظير) انتهى نص التعميم
في الوقت الذي أخذ شبح الحرب الطائفية ينأي بعيدا عن أنظار العراقيين بعد ان كلفتهم انهارا من الدماء وحصدت رحاها الآلاف من أرواح الأبرياء، تلك الحرب المقيتة التي بهمة وأدراك الشرفاء والمخلصين من أبناء العراق تم إخماد نارها التي كادت تحرق الأخضر واليابس ، يحاول الطائفيون المتاجرون بالشعارات إعادة تكريس الفرقة وزرع بذور الطائفية والفتنة عند النشىء الجديد وذلك من خلال بثهم المفاهيم الطائفية في نفوس أبناءنا الطلبة وفي مدارسنا التي يفترض لها إن تكون ميدانا للجد والتنافس المعرفي والانفتاح على فضاء الحياة الواسع . إن أسماء رموزنا العظيمة هي اكبر من أن تسّفه بالترديد الببغاوي صباحا مثلما كان يفعل ذلك النظام المقبور كما إن بهذا التكرار الممجوج فأن الأسماء تفقد قدسيتها ووقع صداها في النفوس ، والطائفيون لا يهمهم ذلك بقدر ما يهمهم إن يظهروا أمام البسطاء من شعبنا بأنهم خلفاء أئمتنا الأطهار في الأرض ، وحاشا ذلك فهم ابعد ما يكون عن ذلك حيث أظهرت السنوات القليلة الماضية أنهم ليس الاّ حفنة من العملاء والقتلة المأجورين وتجار استغلوا المذهب والشعارات لتنفيذ أجندات مشبوهة باتت معروفة لجمهور واسع من العراقيين ، حتى الذين غرر بهم وانطلت عليهم الكذبة فقد أدركوا مبكرا زيفهم ورياءهم. لقد تعلمنا في التجمع الصباحي لسنوات مضت أيام دراستنا كيف نحب الأوطان وكيف نحرص على وحدتها والدفاع عنها بالاجتهاد والتفوق ، لم تعرف الطائفية إلى نفوسنا طريقا ، كنا نصطف سوية المسلم إلى جنب الصابئي والمسيحي واليهودي دون أن تكون بيننا أي ضغينة أو حقد ، بقلوب صافية نجتهد ونمرح معا وتسود بيننا المحبة والتآخي لذا كان الأحرى ب ((تربية الديوانية)) إعطاء الاهتمام الأكبر للجد والمحبة بين الطلاب وحب الأوطان والتعاون فيما بينهم في ميدان المعرفة وإيجاد طرق للتنافس الشريف في ميدان الإبداع والتفوق وكذلك وضع الحوافز للمتفوقين وتشجيعهم على بلوغ هذا الهدف وتكريم المبدعين من الطلبة في مجال الأنشطة أللا صفية. ولكن تجار الضغينة والأحقاد وصناع الموت والشعارات الطائفية يدركون جيدا ان هذا الدجل والضحك على ذقون الناس باستغلال أسماء الأئمة الأطهار في كل مناسبة هو الطريق الذي أوصلهم إلى قيادة البلاد وليس كفاءتهم ومؤهلاتهم وأن الاستمرار بهذه اللعبة المكشوفة النوايا سيضمن لهم الاستمرار بالمنصب وامتيازاته من نهب وفساد وقتل . لكن هيهات ذلك فقد استوعب شعبنا الدرس وأدرك مبكرا نوايا هؤلاء وأية أجندة جاءوا بها لتمزيق البلاد ونشر الفرقة بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد من خلال تكريس الطائفية التي لم تجلب على العراق غير الدمار والخراب والقتل كما إن توجه (تربية الديوانية) بهذا التعميم يعد مخالفة صريحة لتعليمات وقرارات الحكومة الداعية إلى إبعاد المظاهر والسلوكيات الطائفية ومنع رفع شعاراتها في مؤسساتها الحكومية وجعل هذه المؤسسات للإنتاج والعطاء وخدمة الموطنين. فالحسين ( ع) وأصحابه أنبل واكبر من استغلال اسمه وسيرته بهذا الشكل الرخيص أيها الطائفيون الظلاميون العملاء .
#رياض_محمد_سلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|