أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية














المزيد.....

جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 02:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شكل جلال الحنفي البغدادي ظاهرة فريدة في سيرته ومواهبه وطبيعته الشعبية وحتى شطحاته ونوادره، وعد خلال تلك الرحلة الطويلة مع العمر ومناخات العراق ومعاصرته لحقبه أن يكون شاهدا على القرن العشرين، ليدون الكثير عن خواطر ومعلومات وقراءات وبحوث موسوعية تركت بصماتها وستمكث من علامات الرجل والحقبة والوعي العراقي.
ولد جلال الحنفي البغدادي في بغداد عام 1912 ودرس في مدارسها و لازم الشيخ امجد الزهاوي والعديد من العلماء ، ثم تسنى له أن يسافر الى القاهرة حيث قضى عاماً واحداً في جامع الازهر بعدها عاد آيبا الى بغداد عام 1940 .أسبغ عليه لقب الشيخ العلامة الموسوعي الاب انستاس ماري الكرملي سنة 1933 حينما كان يقوم بعمله اليومي المعتاد كإمام لجامع الخلفاء،

وهو من أقدم ما مكث من مساجد بغداد العباسية. وقام بتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية في بكين وشنغهاي في الصين في 1966، وتزوج من سيدة صينية كانت أم لذريته. وكان له رؤية للحياة اكتشفها منذ طفولته يلخصها ببيت لابي نواس، يقول فيه: (ما ارتد طرف امرئ بلذته إلا وشيء يموت من جسده)
ونقل عنه الباحث حميد المطبعي قوله :(الحياة مدرسة تدرس الاحياء وقائع الحياة باسلوب النظرية الصينية"تعلم السباحة في السباحة"). و ذكره الموسوعي هادي العلوي الذي ربطته صداقة وذكريات معه بان الحنفي مثقف علماني في العمق متعدد الكفاءات من فقه وادب و فلسفة و ثقافة حديثة ، وهو من عشاق بغداد والهائمين بها .
وغير مساهماته العامة فأنه تميز بغزارة منتجه التدويني ومنها كتبه: معاني القران،مقدمات الجنوح في الاحداث ، بقايا ديوان ، التشريع الاسلامي :تاريخه وفلسفته ، الصناعات والحرف البغدادية ، الامثال البغدادية ، معجم اللغة العامية ، معجم اللغة العامية الكويتية والتونسية واليمنية، مبغى البصرة ، العروض ، المقام العراقي ، الرصافي في اوجه وحضيضه، وغيرها . وما ميز تلك الأسفار تنوعها، فنجد كتباً في التاريخ واخرى في الموروث الشعبي وفي الشعر وفي الفقه.
ومن مناقبه الفنية أنه درس علم التجويد في معهد الفنون الموسيقية في بغداد،وتسنى له أن يجرى تصحيحات كثيرة في علم العروض لينتشر في مؤلف.وأوجد نماذج للعروض فالرجز مثلا هو 8 بحور جعلها الحنفي 50 بحرا وأخترع بها أوزان جديدة،وغيرها من العلوم مما يؤكد وسع أفقه الموسوعي وذوقه الفني المهذب ..
وفي سياق المنتج فقد ترك مخطوطاته جليلة تنتظر من يأخذ بيدها وينشرها ، و منها وليس للحصر الاجزاء الباقية من معجمه "معجم اللغة العامية البغدادية " و المعجم يقع في 7 اجزاء وسبق ان طبعت 3 أجزاء منه في حياته ، وبقيت الأجزاء الأخرى جاهزة للطبع،وعساها أن تمكث بيد أمينة ،ويقودنا السياق إلى التساؤل عن مصير كتابه "الكنايات البغدادية البذيئة " الذي أرسله في حياته إلى أحد دور النشر في المانيا ولايزال مصيره مجهول.
لم يفارق جامع الخلاني فترة طويلة حيث كان يذهب اليه مشياً على الاقدام يومياً الى يوم وفاته .وحدث ان أقمنا له قبل وفاته بأشهر أمسية وتكريم اقامها التجمع الثقافي في شارع المتنبي وسر الحنفي بحضورها وقدم لنا محاضرة عن الحضارة الاسلامية دهش الحاضرين لموسوعة وذاكرته المتوقدة، و اقترحت على زملائي في التجمع الثقافي في شارع المتنبي ان نهدي له كتاب "الشخصية المحمدية "لمعروف الرصافي " وهو كتاب اثار مشكلة في بداية اربعينيات القرن العشرين وطبع عام 2002واخبرتهم ان لهذا الكتاب ذكرى لشيخنا الحنفي بعد انتهاء الامسية سلمت له الهدية و أخبرته أن الهدية الموجودة في الظرف هو كتاب الشخصية المحمدية فقال نصاً"طبعه الملاعين"وقال أنا كنت من محاربي هذا الكتاب في وقتها.
في الرابع من آذار عام 2006 فقدت الثقافة العراقية إحدى أعلامها المخضرمين المعمرين بعد وفاته زار ت عائلته قبره بمناسبة اربيعينية الحنفي فوجدت من عبث بقبره وكتب عليه "لا امام الا الشافعي ".وهكذا حال الثقافة العراقية ورموزها، فلا تكريم لأحياء مبدعين ولا حرمة وراحة لدفين.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الكتاب والإشكال الثقافي في العراق
- في حضرة كامل شياع .. سيرة الحالمين
- صدور العدد الجديد لمجلة الهامشيون
- في الذكرى الخمسينية لثورة تموز 1958
- حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات
- أحمد مطر ..شاعر الرفض والتمُرد
- د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار ا ...
- الدكتور قاسم حسين صالح : النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في ...
- الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي ..حكاية الحياة والادب والص ...
- د. عقيل الناصري: ثورة 14 تموز نقلة نوعية وأول مشروع حضاري
- الشاعرة والناقدة فاطمة ناعوت : القصيدةُ الحقيقة تقول: -أنا ق ...
- عدنان الصائغ : الشعر يستوعب الوجود كله
- تركت حركة المسرح العراقي أثرها البالغ في كل عقد من العقود فا ...
- البغاء على شاشة السينما المصرية
- الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله
- الفنانة شوقية العطار:كانت أغنياتنا سلاحا بوجه النظام القمعي ...
- عن الزمان .. أبعاده وبنيته
- التربية على المواطنية
- من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية