أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - هل مات الحب في قلوبنا؟














المزيد.....

هل مات الحب في قلوبنا؟


ماري تيريز كرياكي

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 10:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اجتاحت المسلسلات التركية المُدبلجة تلفزيونات العرب، على مدى شهور طويلة، ولم تنته بعد. وتميزت بجمالية الصورة، إن كانت صورة الإنسان أو صورة المكان، وكذلك بأناقة وجمال الممثلين فيها.وأحدثت هزة في أوساط الأسر العربية، لم تُحدثها المسلسلات المكسيكية المُدبلجة إلى اللغة العربية الفصحى. ربما يكون ذلك لمُجمل عوامل توفرت في مسلسلي نور وسنوات الضياع.
قد يقول قائلا أن هذه المسلسلات تبلغ من السخف والتكرار حدا، يصل إلى الملل، ويقول آخر إن هذه المسلسلات لا تمثل واقعنا وما إلى ذلك من أمور، لكن الواقع يقول أن هذه المسلسلات قد حظيت بنسبة مُشاهدة عالية جدا في العالم العربي.
وقد تَعود العرب على رفض المسلسلات الأجنبية، لكونها مسلسلات تعكس الواقع الأوروبي أو الأمريكي ولا تمت لواقعنا بصلة ، لكن المسلسلات التركية اليوم تأتي من مجتمع لديه تقريبا نفس عاداتنا وتقاليدنا وديانتنا. إلا أن هذه المسلسلات قد قامت بتقديم نظرة ثانية للمرأة ولطبيعة العلاقات والبشر برؤية أكثر انفتاحا، بمساواة بين الجنسين، إضافة إلى رومانسية افتقدناها في مجتمعاتنا العربية لأسباب متعددة. وشاهدت النساء في العالم العربي مستوى من الرقيّ في تعامل الأتراك مع المرأة افتقدته النساء في مجتمعاتنا، ودفعتهن للثورة على واقعهن، وصل إلى حد الطلاق في بعض الأسر. كل هذا يدعونا لرصد هذه الظاهرة ومحاولة تحليل واقعنا، والتساؤل هل مات الحب في قلوبنا؟
فالصدق في التعبير عن المشاعر في هذه المسلسلات والاندفاع في الدفاع عن الحب والمحبوب، دفعنا إلى التساؤل أين نحن من هذا كله؟ واكتشفنا أن مشاعر الحب لم تمت لدينا لكننا فقدنا القدرة التعبير عنها. فالتعبير عن الحب في بلادنا تحكمه مُجمل أمور، منها الرقابة الاجتماعية المُمارسة على الأفراد، لدرجة أن أي تدخلا خارجيا ، في أي علاقة قائمة يكون قادراً على زعزعتها وكسرها نظرا للهشاشة التي تتمتع بها. وكذلك هناك العامل الاقتصادي الذي يقف عائقا في طريق تحقيق أحلام الشباب، إذ - كم عدد الشباب القادر على دعوة محبوبته إلى العشاء في بلادنا، أو كم شابا قادرا على تحقيق رغبات محبوبته بشراء أي هدية مهما كانت قيمتها. و أخيرا الرقابة التي تحكمها علاقة الخوف نتيجة الاستبداد المُمارس في مجتمعاتنا وتحرمنا من التعبير عن أحلامنا أو عما يعتمل في نفوسنا من مشاعر، هذه الرقابة التي غالبا ما تكون مستوردة من مجتمعات تُطَبق نظام الفصل التام بين الجنسين.
ونبشت هذه المسلسلات بالا شعور لأعوام الأحلام في الخمسينات والستينات، حيث كان إنسان عقب الاستقلال حالما بقدرته على تحقيق واقعا أفضل، هذه الأحلام التي ما لبثت أن بدأت تضمر وتتلاشى تدريجيا مع الأخطار التي واجهت المنطقة والحروب، وتثبيت النظم القمعية. ونعود إلى مسلسليّ نور وسنوات الضياع ودبلجتهما إلى اللهجة السورية التي ساهمت في رفع قيمتهما وذلك بإثبات أن هذه اللهجة حاملة للرومانسية والرقة وقادرة على إيصال أكثر المشاعر شفافية بكلمات بسيطة تعجزعن القيام بها اللغة العربية الفصحى. وانعكاس ذلك على أداء الممثلين السوريين وإحساسهم بأحداث المسلسل وذلك بلُغة محكية قربت المسلسل من قلوب المشاهدين العرب. كل ما سبق لا ينفي حقيقة عدم مقاربة هذه المسلسلات لواقعنا على عكس المسلسلات السورية التي قدمت قصص الحب في مسلسلات عدة، كمسلسل "عصي الدمع" على سبيل المثال، حيث فند علاقة المرأة بالرجل في شكل واقعي وراقي -
على كل- رمضان قادما ، وفيه سنرى كما هائلا من الأعمال الفنية التي ستغير نظرة المُشاهد العربي وتُظهر تعلقه بقصص ومشاهد جميلة أخرى.



#ماري_تيريز_كرياكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف ثقافة سائدة
- الزمن الجميل
- شروق
- سوريالية
- المضحك المبكي
- الجنود الأطفال.. أدوات للقتل!
- قراءة في كتاب -طوق الحمامة- لابن حزم الاندلسي
- ناظم حكمت شاعر عظيم لأمة تنكرت له
- الاتجار بالبشر - أكبر مظاهر العبودية في العالم
- معذرة .. سيدتي هدى الشعراوي ..!
- ورقة عمل لمؤتمر الأقليات في العالم العربي، زوريخ، 24 إلى 26 ...
- خالتي أم بشار
- صوت العقل
- الاستبداد وثقافة القطيع
- المنطقة الرماديّة
- الضيف الجديد
- الصورة
- نساء لبنانيات
- لماذا لبنان؟
- كلنا في الهم نساء


المزيد.....




- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - هل مات الحب في قلوبنا؟