أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم المصري - إذن أنت حيٌ.. يا كامل














المزيد.....

إذن أنت حيٌ.. يا كامل


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 06:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قابلته مرتين، الأولى في صنعاء عام 2004، والثانية في أبوظبي عام 2006، وهاتفته في بغداد قبل يومين من استشهاده فقال لي: إن بغداد آمنة بما لا يقاس بالسنوات الماضية، وإن الوضع يمضي إلى الأحسن، وأنا أحد الذين يرون أن الوضع في العراق يسير إلى الأحسن، مهما كان ما يحدث حالياً، وأن التفاؤل قيمة إنسانية لابد من التمسك بها حتى في قلب الجحيم.
كامل شياع عراقي مهاجر، لم يمنعه الاحتلال الأمريكي ولا السيارات المفخخة، ولا الوضع الأمني المتردي في بلده من العودة إلى هذا البلد، لكي يساهم قدر طاقته ومن موقعه الوظيفي في وزارة الثقافة العراقية، في بناء ما يمكن بناءه في العراق المعذب، ليس بالاحتلال فقط ولا بإرهابيي القاعدة والتنظيمات المسلحة على اختلافها، وإنما بأبناءه أيضاً، ومنهم من يعيش في المنافي منتظراً أن ينسحب الأمريكان ويصبح البلد جنة الله في الأرض حتى يعود إليه.
كامل لم ينتظر بل عاد، وهو يعلم يقيناً أنه معرض مثل أي مواطن عراقي آخر للموت غيلة أو غدراً أو اغتيالاً، وللأسف الشديد، فإن الكثير من العراقيين وخاصة من المثقفين والسياسين والمتاجرين بآلام الشعب العراقي، يتجاهلون أن الحل الوحيد هو أن يضع كل عراقي حزنه خلف ظهره، وأن يذهب الجميع لبناء العراق حتى ولو كان ذلك تحت حراب الاحتلال الذي مهما طال الزمن أم قصر فإنه سيرحل ويبقى العراقيون في مواجهة مستقبلهم وأرضهم وبلدهم.
كامل شياع كان يؤمن بالكثير من وجهة النظر هذه، وكان بإمكانه أن يظل في مهجره في بلجيكا، وينظِّر من هناك مع أو ضد الوضع الراهن في العراق، كما يفعل مثقفون وشعراء بعض أسمائهم لامعة إلى درجة الكفر بهم وبأي قيمة وكلام وشعر وتنظير ينطلق من أفواههم، فما من قيمة أرفع من الحفاظ على حياة الإنسان وبث الأمل والتفاؤل في روحه وما من قيمة أرفع من تجاوز الماضي إلى الحاضر وتجاوز الحاضر إلى المستقبل.
قاتلوه أطلقوا عليه الرصاص من مسدس كاتم للصوت، ربما ثأراً أو انتقاماً أو رفضاً للرؤى التي يجسدها كامل شياع والذي قال عنه خبر مصرعه إنه "علماني" وكأن العلمانية سبة أو جريمة أو صفة تتطلب من حاملها أن يخجل منها.
لقد تحاورت مع كامل شياع بما يكفي لكي أصفه بصفة واحدة جامعة مانعة، إنه "عراقي" وليت كل عراقي كان في بصر وبصيرة هذا الرجل الشجاع الذي عاد ليبني في بلده فاغتاله مجهولون لينضم إلى عراقيين آخرين ذهبوا ضحية إصرارهم على المستقبل في بلدهم.
يا كامل، لا تحزن صديقي، لأنك حي في صورة هذا المستقبل الذي لا أشك كما كنت لا تشك أنت أنه آتٍ ليجرف كل هذا السواد الذي يخيم على العراق، وليجرف في طريقه كل عراقي وعربي أيضاً، لم يجد في وضع العراق الراهن ومنذ الاحتلال الأمريكي، إلا فرصة للنواح والصراخ والمقولات الكبيرة التي لا تبني بيتاً ولا تطعم خبزاً ولا تحرر أرضاً.
أتأمل صورتك الآن مبتسماً وأقول لك إذن أنت صورة المستقبل العراقي.. إذن أنت حيٌ.. يا كامل.





#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون ليلى يواجه مجانين الوصاية الدينية
- مجنون يحملُ غابة
- قفازان لإمساك القَدَر
- صداع نصفِ القلب
- يا أطوار .. هل قرأتِ الدون الهادئ ؟
- سرد الأسى
- ضحك وجد ولعب وحب
- فوبيا إغضابِ الحبيبة
- لا شرقية ولا غربية .. إخوانية إخوانية
- المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد
- مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية
- هذا الرجل .. يوسف صدِّيق
- صلاة .. من أجل روح شرطي عراقي
- جدوى السيارات المفخخة
- الديوان العراقي
- الواعظ الأنيق .. على البيسين
- فن الباه .. بالعربي الفصيح
- الاعتداليون .. محمد سليم العوا نموذجاً
- شرفة البيت .. كريم عبد في كتابه - الدولة المأزومة والعنف الث ...
- اقتصاد .. الخنزيرة .. وثقافتها


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم المصري - إذن أنت حيٌ.. يا كامل