ما هي اسباب عزوف الناخبين العراقيين عن المشاركة في الانتخابات المحلية ؟

سيف الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 01:36
المحور: المجتمع المدني
    

في الانتحابات البرلمانية السابقة ، ذهب الناخب العراقي الى صناديق الانتخابات ، وهو يحمل في ذهنه جوابا واحدا : من اي طائفة انت ؟ وبالنسبة الى الناخب العراقي الكردي : هل انت عراقي ام كردي ؟
هذان السؤلان شكلا وعي اللحظة الانتخابية التي اعدت لها قوات الاحتلال الامريكي والاحزاب الطائفية والانفصالية التي تجد مصالحها الفئوية في هذه الاجواء غير الصحية .. والذي جرى بعد الانتحابات شكل صدمة مروعة للمواطن العراقي ، فلقد تمت مصادرة ارادته وترك يواجه مصيره لوحده وسط حفلات قطع الرؤوس المجوسية والمفخخات الامريكية والايرانية .. فيما اخذت الخدمات تنتقل من سئ الى اسوأ واسعار المواد الغذائية ترتفع ارتفاعا جنونيا ، والكهرباء تتراجع عن مستوياتها التي كانت في اثناء الحصار الامريكي الامبريالي الغاشم ، وتصاعد وتائر الغزو الفارسي للعراق خاصة في كربلاء والنجف ، واضعاف الصناعة الوطنية لصالح المنتوج الايراني الذي هو في اجمعه غير صالح للاستعمال البشري .. فيما راح رجال الدين الايرانيين يتوافدون الى العراق بنهم للانقضاض على مصادر الاموال في المراقد المقدسة ، والاستحواذ على السياحة الدينية ، والصورة اكثر مأسوية عندما ندرك ان العراقي في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف اصبح غريبا في بلده الذي استوطن فيه العجم بكل قذاراتهم .. واتضح للمواطن العراقي ان الولاء الى بيت الرسول صللى الله عليه وعلى اله وسلم ، الذي يدعيه رجال الدين من حملة الالقاب الكبرى والعظمى وروح الله وايات الله ، هي ليست في حقيقتها سوى دعوى مبطنة للولاء الى ايران ..
لهذه الاسباب وغيرها وجد الناخب العراقي اليوم في حالة من الشلل والاحباط فضعف ميله الى تسجيل اسمه في قوائم الانتخابات ، وعد مشاركته في هذه الانتحابات هو تكريس للاوضواع المأساوية التي يعيشيها في ظل حكومة الخمسات الثلاثة الموالية الى قم وطهران .. وتكن العداء والضغينة الى كل ما هو عراقي وعربي ..
ولكن هل العزوف عن المشاركة في الانتخابات سغير من الوضع المأسوي الذي يعيشه الشعب العراقي من شماله حتى جنوبه ؟ في تقديرنا ان العزوف عن المشاركة بالانتخابات سيتيح للمجموعة الايرانية المحتلة الاستمرا في حكم العراق ، هذا جانب والجانب الاخر ان الساحة العراقية السياسية اضحت متعطشة الى تنظيم سياسي وطني يؤمن بانتماء العراق الى امته العربية يضم كل ابناء الشعب العراقي .. وتقف سياسات الاجتثاث سيئة الصيت بوجه هذا التشكيل الذي بات اليوم يشكل ضرورة وطنية وايمانية ملحة ، لعزل الدجالين من الفرس والموالين لهم ، ليس بمعنى تأييد الاحزاب الطائفية الاخرى ، بل ان كل الاحزاب الطائفية وذات الرداء الديني قد اساءت كثيرا لديننا الاسلامي الحنيف وسببت ردة على الاسلام وعلى جوهره العقائدي .. ولنقول بصراحة ، ان الاحزاب الطائفية التي تتدعي تمثيل الشيعة او تلك التي تتدعي تمثيل السنة كلاهما سئ ، وهما مصدر البلاء الذي حل بالعراق ، فهذه الاحزاب اما صناعة امريكية او صناعة ايرانية وكلها لاتعمل بالنفس الوطني الموحد للشعب والعراق .. لقد آن الاوان لأن ينهض الشعب العراقي العظيم ويتذكر تاريخه الذي اصابه التشويه من اولئك القادمين من وراء الحدود سواء الامريكان او الفرس المجوس الذين جاءوا الينا وهم يدعون حب آل البيت وآل البيت منهم براء ..

#سيف_الناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات