ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اولا رحمة الله على عاشق فلسطين وسجل انا عربي وبيروت واحمد العربي "واضرب عدوك بي فانت الان حر وحر وحر" رحمة الله على شاعر الامة وشاعر المقاومة محمود درويش.
في اللحظة التي كتب لنا الاخ الدكتور صلاح عودة الله (جزاه الله خيرا) يطلب منا الدعاء لشاعرنا الملهم بالشفاء انتابتني الكثير من المشاعر سرعان ما تحولت الى حزن شديد بعد سماع نبا الوفاة ، وتذكرت انه كان لي الشرف ان التقيته مرارا في بيروت وكنت الاقرب اليه بجانب المنصة وهو يلقي قصيدته الملهمة "بيروت" خلال فعاليات انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1987. ورغم اللقاءات القليلة قبل ذاك العام وبعده الا انها تركت في الذاكرة الف قصة وقصة عن معاني الانتماء للوطن والذوبان فيه.
ولكني وامام السيل الهادر من المقالات والقصائد وبرقيات التعزية لم اجد ضرورة للكتابة فقد "كفى ووفى" احباؤه فشكرا لهم.
ولكن داهمتني موجة من الغضب والتوتر وانا اقرأ سيلا من الرسائل ايضا عبر مدونات البريد الالكتروني وما اكثرها تعبر عن شماته بغيضة مقيته بوفاة شاعرنا العظيم ، فقد انسلت اقلام الظلاميين لتعلن عن فرحها وشماتتها "بموت الكافر الملحد الذي كان عضوا في الحزب الشيوعي اليهودي ، وتتمنى له بئس المصير مع الزنادقة والكفار والمجرمين ، وترميه بابشع التهم ، وتضعه في خانة الخونة والماجورين".
ويطالب احدهم بعدم جواز الرحمة او زيارة بيوت العزاء او التعزية بوفاة الشاعر، فيما يقول اخر في مقالة طويلة ضمنها مقاطع من قصائد الشاعر ليدلل على الحاده ، ويصفه ثالث باه عدو الله والمسلمين، وتقول رابعة ان ان قدرة الله فوق قدرة الامريكان الذين فشلوا في معالجته وقد نال جزاء تهجمه على الخالق وتطلب من اعضاء المنتدى بعدم الدعاء له بالرحمة.
ويطالب اخر بعدم دفنه في مقابر المسلمين وانه لا تجوز الصلاة عليه ، ويدعو الناس لعدم المشي بجنازته
وجميعهم يدعمون وجهة نظرهم بمقاطع من قصائد الشاعر وبايات من القران الكريم.
هل هذا من الاسلام بشيء ايها الظلاميون ، الا يحضنا ديننا على احترام الميت ، وانه لا تجوز عليه الا الرحمة؟ ثم لنفترض انه كان ملحدا او نصرانيا او يهوديا او حتى بوذيا او مجوسيا ، الم يكن مقاتلا مغوارا لعدو الوطن ، الم يكن وطنيا حتى النخاع؟ الم يكن عاشقا لفلسطين حتى الثمالة؟ الم يحمل قضية شعبه على كتفه وفي صدره وطاف فيها العالم ساعيا لكسب التاييد والتعاطف لشعبه ووطنه؟ الم يكن فلسطينيا بامتياز؟
الا تميز عقولكم بين الانتماء الروحي او المذهبي او الديني وبين الانتماء الوطني؟
لكن من طمست عقولهم بالغشاوة والزمت والتعصب والجهل لا يرو في هذه الدنيا الا انفسهم ، ويظنون انهم خير امة اخرجت للناس ، وهم اكثرها تخلفا ورجعية وظلامية. فعيب عليكم .
اتقوا الله يا اخوان فالشماتة بالموت ليست من اخلاق المسلمين، وادعوا معنا بالرحمة لشاعرنا العظيم .
ابراهيم علاء الدين
[email protected]
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟