أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - مسكينة يا هالقضية














المزيد.....

مسكينة يا هالقضية


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنت في طريقي الى رام الله لحضور اجتماع طارئ للمكتب السياسي لحزبنا الذي انا عضو فيه.. كان الحر شديد والركاب يخيم عليهم صمت رهيب، وفجاة جاءني اتصال عبر الجوال من رفيق لي من غزة، ليسالني عما يجري في الضفة من احداث، ويستفسر عن امكانية القيام بتحركات شعبية، رفضا لما يجري من مساس خطير بالحقوق الاساسية للانسان في غزة.. وطلب مني ذلك الرفيق ان انقل لقيادة حزبنا رسالة قوية-- مفادها ان الاوضاع في غزة لم تعد تطاق ولا بد من فعل شيئ كبير وعلى وجه السرعة-- فاجبته بان الاوضاع في كل مكان سيئة وهي تسوء اكثر فاكثر، وان الاجواء حتى عندنا في الضفة لا تبشر بالخير، ووعدته ان ابذل ما استطيع لاتخاذ قرار بالتحضير مع القوى والمؤسسات لنشاط جماهيري كبير، يحرك الشارع الفلسطيني، ويخرج الناس من صمتهم ومن حالة الذهول التي يعيشون.
وبعد انهاء المكالمة نظر السائق اليّ بالمراة وقال لي: يبدو انك يا عمي تعمل بالسياسة، فاجبته: نعم لسوء حظي انا اعمل بالسياسة منذ اكثر من ثلاثة عقود، فاستاذنني بالسؤال، فقلت له: تفضل، فقال بعد ان اخرج اه كبيرة من قلبه: الا تعتقد انه قد فات الاوان على تحرككم..؟؟ وان الامور قد وصلت الى حافة الهاوية..؟؟ فقلت له مستجمعا كل قواي: نعم لقد وصلت الامور الى حافة الهاوية.. ولكنها لم تسقط بعد في الهاوية، ولذلك علينا بذل كل ما نستطيع-- قوى وشخصيات ومؤسسات واتحادات وجمهور عام، وكل من له مصلحة في خلاص الوطن من محنته.. علينا ان نتحرك الان، وان نخرج الى الشوارع لندافع عن مشروعنا الوطني، وعن قضيتنا التي هي الان في مهب الريح.. فليس الخطر الاكبر هو ما يتهدد الوحدة الوطنية او الوحدة الجغرافية-- رغم اهمية وضرورة اعادة بناؤهما وترسيخهما.. بل ان الخطر الاكبر الان هو ما يتهدد مجمل مشروعنا الوطني التحرري الذي علينا حمايته من الانهيار والضياع، انهما حاضرنا ومستقبلنا اللذان يجب ان ندافع عنهما.
قال لي السائق: يا عمي قضيتنا تعرضت لمذابح وجرائم كبيرة على ايدي اعدائنا، لكننا صمدنا وكافحنا حتى استطعنا ان نوقفها على ارجلها، لكن قضيتنا اليوم تتعرض للتصفية على ايدينا، فنحن من نريق دماء بعضنا، ونحن من نمزق وحدة الوطن، ونحن من استبدلنا عدونا الخارجي بعدو من بيننا، ونحن من ارسلنا رسالة للعالم باننا لا نستطيع حكم انفسنا بانفسنا.
دخلنا مدينة رام الله وكنا مازلنا نتحدث انا والسائق، فلاحظت على الطريق ازمة سير خانقة، وكانت المركبات امامنا تتوقف للحظات وتعاود بعدها السير ببطئ شديد، فسالت السائق: ما الذي يجري..؟؟ فقال لي: انها اجراءات امن تقوم بها اجهزة سلطتنا الامنية.. عندها تحدث احد الركاب بنبرة تهكمية ( شعرت انها موجهة لي ) وقال لي: انتم السياسيون هنا تنتقدون دوما ما يجري في غزة من انتهاكات.. وهذا مفهوم.. ولكن هل انت مستعد لادانة الاجواء البوليسية والتعديات على حقوق الانسان التي تحصل في الضفة..؟؟ فقلت له بانني مستعد ان ادين ذلك بل وان اخرج في الشوارع لاشارك في تظاهرات وفعاليات تطالب باحترام حقوق الانسان، وتدعو للالتزام باسس النظام السياسي الديمقراطي-- الذي يحفظ للشعب حرياته العامة والخاصة ويمنحه رزمة كبيرة من الحقوق ويصون له كرامته الشخصية والوطنية..
نزلت من السيارة في المكان الذي اريد، وسرت في الشارع افكر بالجملة التي قالها لي ذلك السائق ( مسكينة يا هالقضية )، واحسست بشحنة عظيمة من الحزن على نفسي-- وانا الذي افنيت اكثر من ثلاثة عقود في العمل من اجل الوطن-- وعلى شعبي الذي مازال يكابد ويصارع منذ عشرات العقود، ليحقق حلمه في الخلاص النهائي من كابوس الاحتلال والصهيونية.. وفي لحظة سوداء من التاريخ يشاهد هذا الشعب حلمه وهو ينهار، ويعيش اللحظة التي تذبح بها قضيته من الوريد الى الوريد-- لا بايدي اعدائه الذين لم يستطيعوا القضاء عليه رغم استخدامهم كل ما في جعبتهم من اساليب بربرية.. بل بايدي ابنائه انفسهم.. وسالت نفسي عندها: لماذا وعلى ماذا يتصارع الاخوان..؟؟ وكانت الاجابة المنطقية الحاضرة-- ان كلا من المشروع الوطني الذي يحمله الرئيس ابو مازن باسم التيار الوطني الديمقراطي الفلسطيني، والمشروع البديل الاخر الذي تحمله حركة حماس-- قد وصلا الى طريق مسدود، فمفاوضات ابو مازن وصلت الى طريق مسدود، ولم تفضي الى تحقيق اي انجاز ملموس، وكذلك فان مشروع حركة حماس هو ايضا وصل الى نهايته بتوقيع اتفاق التهدئة ( سلام وتموين لغزة مقابل سلام لاسرائيل).. وهذا يعني ان كلا الطرفين المتصارعين هما الان في حالة ازمة، وعاجزان عن تحقيق اي من الاهداف الرئيسية لشعبهما، فلا ابو مازن يفاوض الان.. ولا حماس كذلك تقاوم.




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي
- نحو الهاوية نسير
- كلمات تعزية ورثاء الى روح الفقيد الراحل فايق وراد
- ما الذي تريده نابلس ..؟؟
- وللجرافة وظيفة أخرى
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى
- أم علي تنجو بأعجوبة
- إلى الأمام أيها الرفاق
- أرجوحة أطفال عزون
- الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء
- محطات في تاريخ حزب مجيد


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - مسكينة يا هالقضية