أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت بلاصي - قرأت لك














المزيد.....

قرأت لك


صفوت بلاصي

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 06:17
المحور: الادب والفن
    



رحلة في رواية عائد إلى حيفا .....
عائد إلى حيفا هي الرواية التي تمثل انطلاقة جديدة في أدب كنفاني حيث كانت بمثابة البداية لواقعه الأدبي وبداية نهاية حقبة زمنية مريرة عاشها الشعب الفلسطيني بعد توالي النكبات والنكسات علية , فبعد نكسة عام 1967 أصبحت الطريق مفتوحة بين شقي فلسطين ... ومن هنا تبدأ أحداث هذه الرواية حيث حين يسافر سعيد وزوجته إلى بيتهم في حيفا يبحثان عن طفلهما الصغير والتي أجبرتهم ظروف النكبة عام 1948 على تركهم طفلا رضيعا في بيتهم الأصلي فخلدون الذي يصبح فيما بعد , هو شخصية محورية في هذه الرواية , وأثناء الرحلة يتذكر سعيد كل شيء في الطريق حول ماضيه الذي عاش , وفي المقابل يأتي الابن الثاني للسيد سعيد, هذا الشاب المندفع الذي يطلب من أبيه أن يسمح له بالالتحاق بالثورة وكذلك تأتي قصة فارس اللبدي الذي يعود إلى بيته الأصلي باحثا عن صورة أخيه الشهيد بدر ، فيقابله صديق له ويبدأ صراع عميق بين الشخوص ونقف عند هذه النقطة لنطرح سؤالا صعبا .....
ماذا يعني الوطن لكل من خالد ؟ أبيه؟ فارس اللبدي ؟ وخلدون ( دوف ) ؟ وصديق الشهيد بدر ؟ ... والإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى دراسة تحليلية عميقة ، وسنركز على خالد وأبيه لأنهما يمثلان الصراع بين الماضي والمستقبل وينوبان عن باقي الشخوص في الرواية .
ففي البداية نبدأ بالسيد سعيد أي الأب الذي تحسر لمدة عشرين عاما على ضياع ولده ووطنه حيث لم يغيبان له عن بال ، فالوطن له يعني تلك الحياة التي كان يعيشها حيث تعني له الجيران وأزقة حيفا وشوارع مدينتها وهدير بحرها وصوت أمواجه ، فالوطن هو عدد الدرجات المؤدية للبيت ومفاتيحه ، هي صورة ذلك المناضل الموجود على احد الجدران ،هو عدد ريشات الطاووس في مزهرية في احد زوايا الصالون ، الوطن له هو التشرد واللجوء والحرب والإنقاذ والبحر والميناء ، وطريق رحيله من حيفا ، وحينما قصد السيد سعيد حيفا من رام الله بدا وكأنه يسير عكس الزمن إلى الخلف عشرين عاما ، اخترق كل قوانين الطبيعة والكون وأراد أن يسير على طريقته الخاصة مع زوجته صفيه . اعتقد انه بمجرد أن يصل إلى بيته فان وازع الأبوة الفطرة سيجعلان دوف أي خلدون ابنه المفقود يقابلهم بالدموع والأحضان ولكنه صدم عندما وصل ووجد أن ابنه قد أصبح ضابطا ً في الجيش الإسرائيلي ، في هذه اللحظة أدرك السيد سعيد خطاه وأدرك تلك المقولة بان الإنسان قضية وموقف ، فلا ينفع اللحم والدم ، فدوف ينظر نظره إلى الأمام فلم يعر التاريخ أي اهتمام ورفض أن يعود أو حتى أن يحاول العودة مع والديه ، فهذا جانب يمثل الماضي في هذه الرواية .
أما الجانب الآخر فهو خالد الابن الذي استعطف وترجى والده كي يسمح له بالذهاب والانخراط في صفوف الثورة والعمل الفدائي ، حاول ذلك أكثر من مرة ولكنه قوبل بالرفض من قبل والده ، هنا يتبين لنا أن الوطن بالنسبة لخالد يعني المستقبل ، فهو لا يعرف خلدون ولا كل الأشياء التي يتذكرها والده دائما ويبحث عن طريق الخلاص ، يريد أن يقاوم ويقاتل كي بتحرر الوطن الذي مضى يضمن له الأمن والأمان . ينظر خالد إلى المستقبل على انه سيسير ببطء حتى يحقق الحلم الأبدي له وللملايين من أبناء شعبه ، وهنا يظهر الاختلاف جليا ً بين وجهتي النظر ، حيث سعيد و الماضي الجميل الذي عاشه وهو لا ينكره . إما خالد فالماضي له شيء جميل لا بد من العمل في المستقبل لإعادة ذلك الرونق والجمال له من خلال العمل الثوري .....
وفي نهاية الرواية يطلعنا الكاتب على أن الأب اقتنع بفكره ولده خالد ، ومن أهم دبابيس الرواية هو تناسيه للحاضر المهزوم والقذر . حيث الهزيمة التي تركت شرخا عميقا في نفوس الناس اثر النكسة عام 1967 . مشجعا لهم على الثورة والتضحية والتغيير من اجل الوصول إلى المستقبل المزهر .
ونحن إذ نجد في أدب كنفاني مشاعر نفسية عميقة وطروحات فلسفية وتربوية تدعو إلى عدم القبول بالهزيمة وتحويلها إلى محطة على طريق الانتصار .....

الإنسان قضية



#صفوت_بلاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت بلاصي - قرأت لك