رشيد كرمه
الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:45
المحور:
سيرة ذاتية
تمر علينا ذكرى عشرة أعوام على رحيل الأستاذ ( صالح دكلة علي ) الشيوعي الذي نجا من مذبحة شباط1963 بعد ان بذل مجهودا فرديا ً للهرب من المعتقل والذي واصل النضال دون هوادة على طريق مقارعة الظلم والإستبداد , وقــــــد توج حياته بعمل دؤوب وبتعاون جاد ٍ ومخلص ٍوبمساهمةٍ مشهودة ٍ من رجال شجعان زاملوه ورافقوه بتضحية ٍونكران ذات ببناء تنظيم سياسي راق ٍ هو : ( التجمع الديمقراطي العراقي ) الذي تلاشى برحيله بل أجهضت التنظيم عوامل عديدة , أكثرها مقتا ً وبؤسا ً "مصالح شخصية غاية في الضيق ".
ومن واجب الوفاء لمناضل كفوء , وأمينُ ذاكرة ٍ , ومرشد ًُ للعديد من حملة الفكر النير الأستاذ الراحل( ابو سعد ) وبالنظر لشحة المعلومات والتعتيم الذي مورس إبان دكتاتورية البعثيين عهد صدام حسين اضع امام العراقيات والعراقيين بعض ما سجله تاريخ هذا الرجل العراقي الطباع والتطبع , كما اسلط حُزمة من ضوء على ولادة فصيل ديمقراطي ساهم في جهد المعارضة العراقية لإنقاذ الشعب العراقي من مخالب أشرس وأقسى نظام عرفته منطقتنا العربية .
فلقد ظهرت فكرة توحيد الجماعات الديمقراطية العراقية في وقت مبكرعلى ظهور التجمع الديمقراطي العراقي , إذ وجدت في آواخر السبعينيات من القرن الماضي ثلاثة منظمات ديمقراطية هـــي :
حزب العمل العراقي .
إتحاد الديمقراطيين العراقيين .
حركة الطليعة الديمقراطية .
ومن خلال الإتصالات فيما بينها والحوارات واللقاءات بدأت هذه المنظمات تقتنع أكثر فأكثر بأن ثمة مايقرب بعضها للبعض الآخر , وإن أهدافاً متماثلة وقواسم مشتركة تجمعها فسلكت طريق التعاون فيما بينها والقيام بفعاليات مشتركة , أقنعتها في آخر المطاف بضرورة الإندماج في منظمة ديمقراطية موحدة قادرة على ان تلعب دورا ًأكثر نفعا ًفي إطار الحركة السياسية العراقية المعارضة لنظام البعث الحاكم وذلك جنباً الى جنب كل قوى وأحزاب المعارضة العراقية الأخرى .
وبالإرتباط بنهج الحكم القمعي الدموي في بغداد وممارسته كل اشكال البطش ضد المعارضة وضد أبناء الشعب العراقي , ونتيجة لإنحسار أية إمكانية للعمل السياسي السلمي وللمعارضة المشروعة ونتيجة لشن النظام حربه ضد إيران في أيلول 1980 وتكريسه أساليب الحكم العسكرية البوليسية تبنت الفصائل الثلاثة شأنها شأن بعض قوى وأحزاب المعارضة الأخرى إسلوب الكفاح المسلح كوسيلةٍ للإطاحة بالنظام الدكتاتوري الفاشي وطالبت بوقف الحرب مع إيران .
فــي آذار 1983 نضجت الظروف الموضوعية والذاتية نحو قيام خطوة توحيدية هامة بين الفصائل الثلاثة الآنفة الذكر , لذلك إجتمعت قيادات الفصائل الثلاث مع عدد من الشخصيات الديمقراطية المستقلة وأصدروا في 10 آذار عام 1983(( نداء )) الى سائر الديمقراطيين والتقدميين يدعونهم للعمل من أجل وحدة جميع قوى التيار الديمقراطي في منظمة موحدة .
وطرح النداء مهمة الإطاحة بالنظام الدكتاتوري كمهمة رئيسية فضلا ًعـن طرحه لمهمات نضالية كميثاق للعمل جوهره ــــــــ إقامة نظام برلماني ديمقراطي ـــــــ علــى أنقاض الدكتاتورية يضمن الحريات العامة والفردية للمواطنين وياخذ بالنظام البرلماني الدستوري ويحترم حقوق الإنسان .
وعلى الصعيد الخارجي يقيم النظام الديمقراطي البرلماني القادم أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والمجاورة على أساس المنافع المشتركة والإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ويأخذ النظام على عاتقه إيقاف الحرب العراقية ـ الإيرانية وإقامة علاقات حسن الجوار مع إيران لضمان السلم والأمن بينهما وفي المنطقة .
وتشكلت من ممثلي الفصائل الثلاثة ومن بعض المستقلين هيئة تحضيرية مهمتها إصدار جريدة تنطق بلسان هذا التجمع وتعمل على إعداد الوثائق البرنامجية والتنظيمية التي يجب أن تطرح قبل مناقشتها على المؤتمر التأسيسي الذي له وحده الحق في إقرارها وإنتخاب الهيئات القيادية .
لذا فقد صدرت صحيفة (( الغد الديمقراطي )) في نيسان عام 1983 وبعد مناقشات مستفيضة للوثيقة البرنامجية واللأئحة الداخلية اللتين أعدتا من قبل الهيئة التحضيرية , جرت على صفحات الغد الديمقراطي سواء من منتسبي الفصائل الثلاثة أو من خارجها وإنعقد المؤتمر التأسيسي للتجمع الديمقراطي العراقي في الفترة بين 5 _ 7 تشرين الأول من عام 1985 في برلين الغربية تحت شعار (( وحدة قوى التيار الديمقراطي طريقنا للمساهمة في إسقاط النظام الفاشي وإنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل وإقامة النظام الديمقراطي في العراق والحكم الذاتي الحقيقي في كوردستان .
وبعد مناقشة مجمل نشاط الهيئة التحضيرية إعتبر المؤتمر ان مهمتها قد إنتهت بإنعقاده ووافق على طلبها بحل نفسها وإندماجها في المؤتمر الذي أقر بعد مناقشات معمقة الوثائق الأساسية " الوثيقة البرنامجية , اللائحة الداخلية , التقرير السياسي , التقرير التنظيمي التقرير المالي , كذلك إفتتاحية العدد 19 من جريدة الغد الديمقراطي " المطروحة عليه بعد إجراء التعديلات عليها .
كما إتخذ المؤتمر عددا وفيرا ًمن القرارات الهامة من بينها قرار حول إنضمام التجمع الديمقراطي العراقي الى الجبهة الوطنية الديمقراطية ( جود )وسياسة التجمع في ميدان التحالفات السياسية على النطاقين العراقي والعربي وقرار حول الثقافة الوطنية وآخر حول عمل الهيئة التحضيرية المركزية للتجمع في الفترة المنصرمة أي منذ نشوء التجمع وحتى إنعقاد المؤتمر التأسيسي .
وفي الجلسة الختامية إنتخب المؤتمرون أعضاء اللجنة المركزية للتجمع الديمقراطي العراقي التي عقدت إجتماعا ًلها وإنتخبت سكرتيرا ًلها الأستاذ ( صالح دكلة ) كما إنتخبت مكتبا ًسياسيا ًمن خمسة أعضاء .
وفي تشرين الثاني عام 1984 وبعد مداولات أجرتها قيادة التجمع الديمقراطي العراقي وقيادتا الحزب الأشتراكي _العراق _ وحزب الشعب الديمقراطي الكوردستاني مع أحزاب الجبهة الوطنية الديمقراطية ( جود ) من أجل توسيع وتعزيز العمل الجبهوي إنضم التجمع مع كل من الإشتراكي والشعب الديمقراطي الكوردستاني إلى الجبهة الوطنية الديمقراطية ( جود ) حيث أصبحت جبهة مكونة من سبعة أحزاب هـــــي :
الحزب الديمقراطي الكوردستاني _ حدك _.
الحزب الأشتراكي الكوردستاني .
الحزب الشيوعي العراقي .
الحزب الأشتراكي الكوردي _ باسوك _
إضافة للاحزاب الثلاثة المار ذكرها .
ولقد شارك التجمع الديمقراطي العراقي بنشاط في اللقاءات والحوارات التي جرت في بداية عام 1989 بين أطراف الحركة الوطنية والأسلامية العراقية من أجل التوصل إلى إتفاق على عمل ٍ مشترك للإطاحة بالدكتاتورية , كما شارك في إستئناف تلك المحادثات مباشرة بعد إجتياح النظام العراقي لدولة الكويت الشقيقة .
وكان التجمع واحدا ًمن الأحزاب والتنظيمات الـ( 17 ) التي أصدرت في 27 كانون الأول 1990 (( بيان قوى المعارضة العراقية )) وشكلت إئتلاف (( العمل المشترك ))
وساهمت في الفعاليات التي قامت بها قوى المعارضة العراقية .
وفي مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في بيروت آذار 1991 شارك التجمع الديمقراطي العراقي بثمانية مندوبين وألقى سكرتير اللجنة المركزية للتجمع ( صالح دكَلة ) كلمة التجمع في المؤتمر .
وفي المشاورات الرامية لعقد المؤتمر الثاني للمعارضة العراقية ساهم التجمع بتذليل العقبات التي تعترض عقد المؤتمر ودخل التجمع لدى تشكيل اللجنة التحضيرية من أربعة عشر حزبا ًوتنظيما ًعراقيا ًفي قوام اللجنة قبل توسعها لتصبح 25 حزبا ً وجماعة سياسية معارضة .
وبسبب من المستجدات والتطورات السياسية التي حدثت في البلاد سيما وقف الحرب العراقية ـ الإيرانية ومواصلة النظام العراقي لسياسته العدوانية في تهديد الأمن والإستقرار في المنطقة والتي أدت فيما بعد إلى الإجتياح الغاشم لدولة الكويت الشقيقة
ولقد بحث إجتماع اللجنة المركزية للتجمع المنعقد في 10, 14 تموز عام 1990 وذلك في أعقاب المتغيرات في الساحتين العربية والدولية وبصورة خاصة تلك المتغيرات التي حدثت في بلدان اوربا الشرقية والإتحاد السوفياتي من أجل دراسة هذه المتغيرات وإستيعابا ًلها وتوظيفاًلعناصرها الإيجابية لمصلحة الشعب العراقي وشعوب المنطقة في تحقيق نظم ديمقراطية يكون فيها الإنسان القيمة الأكثر سموا ً, ومن أجل تفادي قدر الإمكان عناصرها السلبية .
ثم عمد الإجتماع الى مناقشة الوثيقة البرنامجية واللائحة الداخلية للتجمع في ضوء هذه المستجدات وأجرى عليها التعديلات المناسبة , قرر طرح الوثيقتين للمناقشة العامة لدراستهما وإغنائهما تمهيدا ًلإقرارهما بشكلهما النهائي في المؤتمر الثاني للتجمع الذي تم إنعقده في 19 ـــ20 تشرين الثاني في لندن العاصمة البريطانية عام 1994.
وللموضوع صلة ...يتبع
السويد 4 تموز 2008 رشيد كَرمة
#رشيد_كرمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟