عارف علوان
الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 07:51
المحور:
الادب والفن
أرشح هذه القصيدة لقراء الحوار المتمدن لما فيها من حبّ لبيروت التي غزاها البرابرة الجدد
الحياة - 18/06/08//
بيروتُ معذِرةً
العلاّمة السيد علي الأمين
بيروتُ معذرةً قد جئتُ أعتذرُ
إن كان عذرٌ لمنْ قدْ رامَ يعتذرُ
إنّي أقرٌّ بذنبٍ لا يفارقني
وخزُ الضَّمير وصدري كاد ينفجرُ
أوزاره أثقلت ظهري وما بَرِحَتْ
نيرانُه في الحشى تغلي وَتستعر
لم تقوَ نفسي على كتمانِ ما اقْتَرَفوا
وكيف تكتمُ أمراً ليسَ يستترُ
* * *
بيروتُ يا نجمةً في الشرق ساطعةً
عاث الجناةُ بها واجتاحها الخطرُ
هبّت عليها من الغوغاء عاصفةٌ
هوجاءُ لم ينجُ منها النّاسُ والحجرُ
قد حاولوا عنوةً إطفاء شعلتها
لم تنطفئ شعلةٌ بالحقّ تَعْتَمرُ
إن يكسفوا بدخان النار عاصمةً
زال الكسوف ويبقى الشمس والقمرُ
إن الكسوف ظلام لا بقاء لهُ
هذا دليلٌ بأنّ النُّور ينتصرُ
* * *
بيروتُ ستٌّ لدنيانا وسيّدة
ما أدركتْ قَدْرَهَا الأحزابُ والزُّمرُ
بالأمس كانت لهم أماً كما زعموا
يا ويحهمْ بحقوقِ الأمّ قد كفرُوا
نادتهم الأمّ أن لا تقطعوا رحمي
لم يسمعوا ومضوا في الغيّ قد سكروا
شرّ الذنوب عقوق الأمّ لو علموا
إن العقوق لذنبٌ ليس يغتفرُ
يا منكراً فضل بيروتٍ عليكَ، أَفِقْ:
البدو تعرفُ ما أَنْكَرْتَ والحَضَرُ
إن يجهلوا قدرها السّامي فلا عجبٌ
فالنّور يعرفهُ مَنْ عندهُ بصرُ
* * *
بيروتُ ما خَضَعَتْ يوماً لغازيةٍ
إكليلُها الغار والتّيجانُ والظّفرُ
بيروتُ إن تصفحي فالصّفحُ مكرمةٌ
أنت الكريمة منكِ الصَّفحُ يُنْتَظَرُ
أو تصبري تكسبي أجر الألى صبروا
أو تغفري زللاً: (طوبى لمن غفرُوا)
بيروتُ لا تفجعي قلباً بكاكِ دماً
وَهْوَ الّذي نالهُ من جورهمْ قَدَرُ
لا ترفضي طلباً أبغي به صلةَ الْـ
ـقُربى وإن قَطَعُوا الأرحامَ أو هَجَروا
(11-6-2008)
#عارف_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟