أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - ميسلونية الزير ساركوزي














المزيد.....

ميسلونية الزير ساركوزي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 02:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ستظل واقعة ميسلون في 24 يوليو 1920 بوابة العبور الأولى ، التي انسلت منها فرنسا إلى عاصمة (سورية الكبرى) ففي خان ميسلون الكائن في منتصف الطريق الواصلة بين دمشق وبيروت سحقت فرنسا الكولونيالية آخر تعهداتها التي قطعتها للأحرار العرب في مؤتمرهم الشهير الذي عقدوه في باريس سنة 1913م ، وداست بفيالق مشاتها على أقدس معاني الحرية وقيمها النبيلة .
بعد انسلال فرنسا إلى دمشق ، لم يعد هناك ما يسمى بسورية الكبرى، لقد نجحت باريس نصف نجاح في عملها الجراحي ، الذي جنب لبنان مخاطر الإلحاق ، وترك لها أثراً لا ينسى ، تسبح بحمده الأجيال في لبنان اليوم ، لكنها نسيت في غمرة جموحها العسكري آنذاك ، ما تطالب به اليوم عنوة ، وهو موضوع التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية .
كيف مضت هذه السنين الطويلة ، منذ جلائها عن البلدين قبل أكثر من نصف قرن ولم تلتفت إلى خطورة المسألة الديبلوماسية وتأثيرها المباشر على مسألة السيادة والأمن؟ هذا عدا عن موضوع ترسيم الحدود السياسية ، التي لا تقل أهمية عن الموضوع الديبلوماسي ، ولا ندري ما إذا كانت هشاشة الأوضاع في لبنان وسرعة اشتعالها نتيجة غياب هذين الموضوعين واستبعادهما من ذهنها طويلاً.
قد نكون الآن ، أمام صحوة فرنسية متأخرة ، استفاقت على وقع قرع طبول الحرب الأهلية في لبنان والمنطقة ، استفاقت أيضاً في محاولة لإعادة إحياء دورها ونفوذها مع وصول الزير نيكولا ساركوزي إلى عتبة الإليزيه بكامل حماسته السياسية الموازية لحماسته للجنس الآخر .
استراحة ميسلون التاريخية ، التي ظلت مفتوحة أمام الفرنسيين دون حسيب أو رقيب - كالطريق العسكرية السريعة بين دمشق وبيروت - أغلقت بإحكام من قبل الفرنسيين مع اشتداد حدة الأزمة اللبنانية ، فرغم الصحوة الفرنسية المتأخرة والحرص الدائم على لبنان الشرق ، فإن الأزمة اللبنانية كشفت أن خلفيات حلها لم تحمل أي بصمة فرنسية على الإطلاق ، فالنفوذ الفرنسي في الشرق الأوسط لم يمت ، لكنه بدأ يتلاشى ، أمام نفوذ دول الشرق نفسه ، ولهذا يعمل ساركوزي جاهداً بكل ما تيسر له من فرص المزاوجة بين الاتحاد الأوروبي والدور الفرنسي لإنعاش الأخير بقوة الحضور والتحرك ، الذي يحتاجه باستمرار أمام صعود الأدوار الأخرى .
الآن تفتح بوابة ميسلون بهدوء ، وبلغة سياسية سلسة دونما استعجال ، ومن جديد تدخل فرنسا الساركوزية على خط دمشق من قناة بيروت ، أما القيم السامية ، فإن وهجها بات تحت أقدام الساسة المغرمين بإشباع شهواتهم السياسية حتى لو تعارضت مع أرفع المبادئ .
اليوم اُستقبِلت فرنسا في دمشق ، وغداً تُستقبل دمشق في فرنسا وهكذا دواليك ، هذا النبأ سار للمراهنين على صوابية السياسة السورية ، ومفجع لمن أبحر بعيداً في توقعاته بأن تاريخ فرنسا العسكريتارية لن يعيد نفسه مع فرنسا الحرة، فإذا بنا نسترجع قول رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل : ليست هناك صداقات أو عداوات بين الأمم ، بل هناك مصالح ... لكنها تمر دائماً عبر ميسلون إن حرباً أو سلماً وعلى هامات الأحرار .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الرديء (15) رسائل الموت
- اتحاد التجويع ومتوسط التطبيع
- الزمن الرديء (14) استعباد القلب
- المالكي ينزع (صليبه)!
- سيادة العراق أم سيادة العمائم؟
- الزمن الرديء (13) حلم العودة ولغم الوحدة
- السباق بين الأصولية والحداثة
- الزمن الرديء (12) حدود العاطفة
- السلام مدخل التغيير في سورية
- الزمن الرديء (11) تشويه الفن من تشويه الهوية
- الزمن الرديء (10) اختلاف وائتلاف
- فداء حوراني .. الحسناء التي رفعت سترها !!
- الزمن الرديء (9) البحث عن الوفاء
- مَن يهرب أولاً : أولمرت أم الأسد ؟
- الزمن الرديء (8) عمى البصيرة
- على ماذا يراهن الأسد؟
- الزمن الرديء (7) بحر الأحزان
- ثائر ... بس ناشف !!
- الزمن الرديء (6) فلسفة الحب
- الزمن الرديء (5) الفن وصور العنف


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - ميسلونية الزير ساركوزي