أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - نبضات على هامش الحصار ( 4 )















المزيد.....

نبضات على هامش الحصار ( 4 )


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 08:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة تتهيئ للقصف فيما الإخوة ليسوا بخير

غزة تتهيئ للقصف فالوقت مراحل .. مرحلة للجوع .. مرحلة للموت .. مرحلة للقصف .. مرحلة للمعبر.. مرحلة لنحارب إسرائيل .. ومرحلة لنخانق أنفسنا .. ويحارب ذات الدم ذات الدم .
تربكني حرب التصريحات منذ زمان .. تربكني تلك الياقات المكوية والبدل السوداء .. تربكني هذي الميكروفونات الموضوعة من أجل السب وأجل الشتم .. ونشر غسيل الوطن الوسخ على كل حبال العالم .
تربكني كل التفصيلات الثورية والوطنية عن جسد باع وجسد خان وجسد تاجر بالسلطة والأرض .. تربكني هذي النشرات الإخبارية عن وطن لا يوجد فيه .. غير لصوص .. تربكني شبكات الإنترنت .. حرب أخرى يعلنها الوعي على الوعي .. والطين على الطين .. والوطن على الوطن .
في الوطن الممتد ككانتونات في غزة والضفة .. أتذكر كل تفاصيل الثوريين .. وكيف تعادي الروح الروح .. أتذكر رجلا يستحضر آيات في الصحراء " واعتصموا بحبل الله جميعا " .. أتذكر ما قال بمكة منذ زمان " المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص " .
غزة والضفة لا تقرأ قرآن الله .. وفيما القدس تنادي .. يرتد صدى الأنات بغزة .. آه يا معبر .. وفيما القاتل ألبس سور القدس بساطير التوراتيين .. لا تصرخ هذي الضفة غير " آه يا غزة .. آه يا سلطتنا المنكوبة بالأحزان " .. من يصرخ مثلي الآن .. آه يا كلي المقسوم إلى قسمين .. آه يا جسدي المشطور إلى وطنين .. آه يا لغتي المجروحة والمقسومة والمشطورة من لغة واحدة للناس إلى لغتين .. من يصرخ مثلي .. إن كان القاتل يقتل للقتل .. فنحن كذلك نقتل للوهم .. ونقتل لنجرب طعم القتل .. ونقتل ثم نقطع أشلاء الناس على كل جبال الأرض .. عذرا إبراهيم " لا تأخذ أربعة من الطير .. ولا تجعل على كل جبل منهن جزءا .. ولا تصرخ ليأتينك سعيا " .
من يصرخ مثلي .. دمي فوق يدي الآن .. لا أفهمها التبريرات الوحشية .. لا أفهمها الخطب النارية في كل مكان .. لا أفهمها التصريحات على النشرات الإخبارية حين تقول .. إن الوطن بخير ..
من يصرخ مثلي اليوم .. ليس الوطن بخير .. ليس الناس بخير .. ليست هذي الأرض المجروحة في خير .. بل هذا الوطن بسوء .

للقاتل بضع مقالات في هآرتس .. للقاتل أن يعلن أن المجزرة ستأتي بعد قليل .. إلى غزة .. للقاتل أن يعلن أن القادة أهداف سهلة للقنص وللصيد .. للقاتل أن يعلن أن القاتل سوف يضيئ قناديل العتمة في الليل الحالك في غزة .. للقاتل أن يعلن أن الخبز سيأتي بالكاد إلى الجوعى ..أتذكر ما قال القاتل " سيأكلوا ولن يشبعوا .. سيجوعوا ولن يموتوا " .
للقاتل أن يعلن أن الدبابات الآن تشحم حتى يغدو الموت جميلا أو سهلا .. للقاتل أن يأتي بالقناصة من كل مكان تصدح فيه التوراة بتعليمات الرب .. وتفصيلات وتفضيلات الموت الأجمل حسب شريعة موسى ..
للقاتل أن يأتي بالزنانات جميعا لتصور أمعاء الأطفال المسكونة بالجوع منذ القرن الماضي .. للقاتل أن يتهيأ مع كل صواريخ الغرب الآتية من البيت الأبيض مع سفر التكوين وسفر الخروج وسفر الرؤية .. للقاتل أن يجمع كل المعلومات عن الأزهار بغزة حين يفتّحها المطر الشتوي البارد من شهرين .. للقاتل أن يفصح عن بنك الأسماء المستهدفة قريبا .. كم طفلا سيصير يتيما في الغد .. كم طفلا سيقوم إلى المدرسة ليعلن أن أباه قد أصبح في المقبرة الشرقية .. كم طفلا سينام بلا قبلات تدفع عنه الكابوس الليلي .. كم طفلا سيموت كذلك حين يضل الدرب من الروضة حتى المقبرة الشرقية .. كم طفلا سيحاول بعض الناس لملمة الأشلاء الطالعة من الهدم لنعرف .. أن الأطفال يموتون كذلك في غزة ..
للقاتل أن يضع الخطط المحكمة ليعلن أن الأطفال الإرهابيين بغزة .. يحتملون القصف بكل طفولة ... في مرة ألقى القاتل قنبلة قتلت عشرة أطفال .. ثم تلاهم أيضا طفلان .. قال القاتل أشياء لا أتذكرها عن قتل جاء مصادفة .. مجرد أطفال علقوا في خط النار !!
أذكر أيضا تعميما إسرائيليا عن طفل يدعى الدرة في غزة علق كذلك في خط النار ... أذكر .. كم أتذكر في هذي اللحظة أسفار التوراة .. للقاتل ألا يبكي قبل القتل وبعد القتل ... للقاتل بعد القتل الجنة .. هذا ما جاء بأسفار التوراة جميعا .
للقاتل تصريحات أخرى .. في التلفاز الوطني بإسرائيل أحد القادة قال .. سويّ الحارات بغزة في الأرض .. أحد آخر قال .. لا تخفضوا الكهرباء .. بل اقطعوها .. أما أجمل تعليق جاء من القاتل منذ قليل .. أن القاتل يدعو المقتول إلى الكف عن العيش بمحض إرادته .. يدعو المقتول إلى الكف عن التصريحات النارية .. حتى لا تؤذي هذي الصرخات القاتل ..
تعجبنا الحفلة هذي الليلة .. تعجبنا فكرة أن القاتل يحمل فكرا استثنائيا في القتل .. يعجبنا أن العالم أيضا لا يبصر أجساد المقتولين المظلومين .. لأننا نجعلهم أبطالا ..
يعجبنا أيضا أنّا نختزل الوطن بغزة والضفة .. نختزل الضفة مع غزة في غزة .. نختزل الناس وأحلام الناس بمعبر .. نختزل المعبر في شيئ استثنائي ليس له اسم غير الوهم .
في غزة .. أشياء تدعى الألم الآن تنام بغزة .. على قلق .. وتنام على جوع .. وتنام على قهر .. وتنام على صمت .. وتنام بلا أسئلة .. وتنام بلا أجنحة .. وتنام بلا أحلام غير كوابيس يزرعها القاتل في غزة بالدبابات ... في غزة أشياء تتحدث بالعربية كالناس .. وتحاول أن تنسى ما خبأه الغد ليموتوا مطمئنين ..
في غزة لا يعترض الثرثارون - مثلي – لا نعترض على الموت .. لكن نعترض على تغييب المعنى الكامن في الموت ... نعترض على استهلاك الناس بلا وعي واضح .. في معركة أوضح .. حتى نعرف كيف نعيش إذا عشنا .. وكيف نموت إذا متنا .
في الثورة – أمثالي الثرثارون – يقولون : أن الثورة ليست طلقة في الأصل .
إن الثورة أن تمسح شعر يتيم .. أن تطعم جائع .. أن ترفع مظلمة عن مظلوم .. أن تبتسم لكل الناس .. الثورة ليست صاروخا .. الثورة كلمة حب نزرعها في الأرض .. الثورة قنديل نشعله في العتمة لنضيئ ليالي الجيران .. الثورة أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك .. الثورة ألا نحتكر الناس .. الثورة ألا نرفع أسعار السلع المخفية في أقبية التجار .
الثورة ألا نبخس الناس أشياءهم .. الثورة ألا نطعن أجساد وأعراض الناس .. الثورة تعني ألا نهتك أستار الفقراء .
الثورة تعني أن ننهي فن النصب وفن الكسر وفن الجر وفن القتل وفن التخوين .. الثورة تعني ألا نختزل الوطن بمعبر .. الثورة تعني ألا نستبدل رايات العز براية حزب .. الثورة تعني ألا نكذب عمدا حتى ينساق الناس تماما مثل قطيع يذهب للذبح ... الثورة تعني ألا نظهر ما لا نبطن .. ألا نختزل الحق جميعا في رأي واحد .. الثورة ..... يا بنتي ليست شيئا مما يفعله الثوار الآن ...

تربكني الشاشة والأخبار والتصريحات حين تقول .. أن الثورة حفل استعراضي بالآر بي جي هات يصنع للإعلام فقط .
في الشهر السادس للعام الثامن بعد الألف الثانية ... العرب كذلك في المشهد .. لم ينم العرب الأعراب بهذا المشهد .. انتصر العرب على الكاميرون في آخر لعبة .. فيما المصري أبو تريكة يصبح بطلا .. في غزة أبطال كثر ..
أحب أبو تريكة .. لكن .. اللعبة تبدو أكبر .
في المشهد يتفوق كل العرب على الكاميرون .. فيما نحن نراوح بين الموت وبين الموت .. بين القصف وبين القصف .. بين الجوع وبين الجوع .
في المشهد أيضا صور رجالات الإعلام .. صور الزعماء القواد الأفذاذ .. صور الترسانات .. الطيارات .. الدبابات ..
في المشهد أيضا .. مجرد استعراض تافه يجتر التاريخ .. يعلن أن العرب بخير .. والعرب ليسوا كذلك .
ونحن كذلك لسنا بخير .. لسنا إلا كما يشتهي القاتل ......



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - نبضات على هامش الحصار ( 4 )