أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهيل أحمد بهجت - العراق و -كوارث العروبة-!!














المزيد.....

العراق و -كوارث العروبة-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لماذا يُصر العرب دوما على أن العراق هو "بلد عربي"!! و ماذا قدم العرب للعراق و العراقيين؟ قبل و بعد إسقاط النظام الطائفي الفاشستي! و الحقيقة أن ما نال العراقيين من آلام و كوارث و مشاكل كبرى قومية و طائفية كان لدول المنطقة "العربية تحديدا" دور أساسي فيها، و لن نفلسف الأمور بحيث لا يفهمها المواطن العراقي البسيط، لكن ينبغي للمواطن أيضا أن يستوعب حقيقة ما يجري.
كان العراق طوال أكثر من أربعين عاما هي فترة العهد الجمهوري القومي، جزءا مهما من المنظومة العربية الدكتاتورية التي كانت تعتبر حكم صدام حسين و حزب البعث ركنا أساسيا من هذه المنظومة المهترئة و الطفيلية التي تتغذى على دماء الشعب، بينما كان النظام العربي القمعي يبارك بالمقابل كل عمليات القتل و التهجير و الحرب ضد إيران ـ التي تقوم الآن بإدارة سياسة قذرة لا ختلف عن سياسة الأنظمة العربية ـ و ضد الشعب العراقي قبل كل شيء، و عدا سوريا التي فتحت أبوابها للمعارضة العراقية كانت المنظومة العربية بالكامل تعتبر المعارضين العراقيين عملاء لإيران "الفارسية المجوسية أو الصهيونية العالمية حسب التعبير البعثي"، و بالتالي كان موقف النظم العروبية سلبيا بالجملة و ضد قضية تحرر الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري.
و لا يمكن تبرير الخطأ العربي بحجة المصالح الوطنية و القومية لهذه الدول، ذلك أن الشعوب و الحكومات العربية كانت تعتاش على خيرات العراق الذي كان من المفترض أن ينتفع منها العراقيون أولا كونهم أصحاب الدار، لكن الحكومات العربية و النخب الثقافية العربية كانت تفضل دوما إهلاك العراقيين مع الإبقاء على أقلية مذهبية و عرقية هي التي كانت تمثل "العرب الخلصاء و المهتدين" بمعنى أنهم مميزون مذهبيا و عرقيا.
و الآن و بعد أن تم إسقاط البعث و صدام، رأينا الإعلام العروبي بدأً من السعودية و قطر و إعلامها المتحيز ـ الجزيرة ـ و مرورا بمصر و السودان و انتهاءا بالمغرب و الجزائر، رأيناهم يلطمون الخدود و يشقون الجيوب على البعث و بطله صدام الذي أتقن إذلال العراقيين، و لم يكن من المستغرب أن نجد الأعراب و حكوماتهم و يرسلون الآف الانتحاريين و الذباحين و القتلة من ـ عباد الإسلاف ـ و أزلام البعث العربي لقتل العراقيين و تدمير بلدهم لعلهم يستطيعون ـ و عبثا يحلمون ـ القضاء على أغلبية العراقيين، الشيعة و السنة و سائر القوميات لصالح عصابة سلف بعثية صغيرة، و ها هم مرة أخرى يتهاونون في إرسال سفراءهم و دبلوماسييهم إلى العراق.
إن الأنظمة العربية تعيش الآن هاجسا و كابوسا خطيرا اسمه "العراق و شعبه و نظامه الديمقراطي" و كثمن باهظ ينتظر من الحكام العرب دفعه جراء جرائمهم ضد الشعب العراقي، فإن تحول العراق من بؤرة دكتاتورية و ساحة تدريب على القتل و التعذيب إلى واحة للتعدد و الحرية و الديمقراطية القائمة على حقوق الفرد، كل هذا التغيير يمثل تهديدا حقيقيا لعقل "منظومة قيمية فكرية" هيمنت على العقل العربي طوال أكثر من ألف عام، فالعراق الشعبي الذي يستمد قوته من حرية شعبه لا من تكبر و طغيان دكتاتوره يستطيع إسقاط هذه الأنظمة لا عبر الفعل العسكري و العُنفي لكن عبر نشر ثقافة نقد الحاكم و حق الفرد و الشعب في إسقاط أو تغيير حكومته و بدون دماء.
لكن على فريقين أن لا يقفا حاجزا أمام حرية العراقيين، الأول: المعممون من السنة و الشيعة على حد سواء و الثاني: دعاة القومية من كافة الانتماءات الذين يثيرون على الدوام ثقافة و لغة الحرب و الكراهية و الصراع.
النظام العربي الآن يعيش أزمة عقل و ثقافة في عصر كسرت فيه الحدود البرية و البحرية و العقلية بفضل الإنترنت و الفضائيات و الصحف و المجلات، و النظام العربي الآن لا يقدر على شيء عدا تأخير إصدار شهادة وفاته.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربّان و البحر
- الإعلام اللبرالي.. مقترحات
- دكاكين الشَّرْ
- العراق.. ضياع الهوية!!
- الإمام الصادق و انتخابات مجالس المحافظات
- -خمرة الديمقراطية المحرّمة-!!
- نصر الله يدعو إلى قتل العراقيين
- العراقيون.. بين الذكر و الفكر
- القائمة المفتوحة و الأحزاب -المفضوحة-!!
- إلى الذين يريدون تقييد -الصحافة العراقية-.
- المجتمع العراقي و خلق -قيم جديدة- للأخلاق!!
- الثقل الاستراتيجي للعراق في الشرق الأوسط
- الإعلام العراقي .. ثقافة احتقار الشعب
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات للمواطن العراقي
- السيد الخازن .. و القرود الثلاثة..!!
- لبنان و أزمة الشخصية القانونية
- لا -عراق- مع فقر..
- العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية
- أيها الائتلافيون.. ألا تستحون؟
- نحو -أُمم ديمقراطية متحدة-!!


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سهيل أحمد بهجت - العراق و -كوارث العروبة-!!