أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بدرالدين حسن قربي - اعتصام في مخيم الهول السوري














المزيد.....

اعتصام في مخيم الهول السوري


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 06:02
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ظنّ بعض الهاربين الفلسطينيين من جحيم المشهد العراقي وفظاعة الإجرام والجرائم فيه قتلاً وتصفيةً على يد فرق الموت وميليشيات الذبح بالسماح لهم بالدخول إلى مخيم الهول السوري قرب مدينة الحسكة بعد أن كانوا عالقين على الحدود السورية فترة من الزمن أنهم باتوا في أمن وأمان، وماعلموا أن حساب سوقهم هو غيره حساب صندوق مستضيفيهم. فالظروف الإقليمية واقتناص الفرص فيها واللعب على حبالها أدت إلى السماح لقرابة 300 فرد بعبور الحدود السورية ومن ثم الإقامة داخل أسوار مخيم على صحراء أرض لايستطيعون الخروج منها إلاّ بتصريح خاص.
وحتى لانكون ممن ينكر الفضل أو نُتهم لاسمح الله بأننا من المنكرين لفِعال حماس وجهودها وجمايل النظام السوري معها، فإن ماكان كان نتيجةً لوساطتهم الكريمة مع لفتة إنسانية من النظام السوري رافقت زيارة وزير الخارجية الفلسطيني في حكومة حماس محمود الزهار لسورية في نيسان/ابريل 2006 .
واستكمالاً للمشهد وبعيداً عن الرياء أو (البروظة) والعياذ بالله، واستبعاداً لكل النوايا السيئة لأعداء النظام السوري أو ممن يعتقدون أن في الأمر ( إنّ ) من الناس إياهم، فقد واكب هذه المبادرة والوساطة احتفال سكان المخيم في مايو/أيار 2006 رافقته تصريحات إعلامية واسعة رسمية منها فضلاً عن المنظمات الفلسطينية المقيمة في سورية خصوصاً، ثناءً على أفضال النظام السوري والتفاتته الكريمة التي سمحت لبعض الهاربين من الهول العراقي للإقامة في مخيم الهول السوري.
ولكن مايلفت النظر أن ماكان في الاحتفال ومارافقه تسبب بطريقة ما مع غيره من العوامل في نشوء مخيمين جديدين على الحدود السورية في الشمال والجنوب ولكن هذه المرة على الأرض العراقية. فالاحتفال المهيب والتصريحات عن مخيم هول فسيح يتسع لأكثر من عشرين ألفاً، جعل بعضاً آخر من الهاربين بأرواحهم وفلذات أكبادهم من فرق الموت يعتقدون أن الفرج قد جاءهم، فيمموا وجهوهم شطر الحدود السورية ولكن لاليدخلوها هذه المرة، ولكن ليخيموا على تخومها فكان أن تجمعوا في مخيم الوليد شمالاً ومخيم التنف جنوباً على بعد مئات الأمتار من بوابة الحدود السورية والذي قارب عدد لاجئيه ألفي نسمة.
ورغم أن قضية المخيمات وأناسها مغيبة ومسكوت عنها رغم مضي السنوات والشهور عليها، فإن الذكرى الستين لنكبة شعب وما قيل فيها وعنها والذكرى السنوية الثانية لتأسيس مخيم الهول السوري وما كان فيه من اعتصام ناسه وأهله مطالبين بإنهاء معاناتهم الممتدة منذ بدء الحرب في العراق. فالمعتصمون والمعتصمات في مخيم الهول أو الأهوال لافرق ناشدوا المعتصمين والمعتصمات من أهل المروءات عربيها وأعجميها يستجدونهم شهامة عزّت، ونخوةً شحّت، مطالبين ببعض حقوقهم المهدورة، ومهددين بمعركة الأمعاء الخاوية حتى تتحقق مطالبهم أو يموتوا دونها في هذه الصحراء المقفرة.
قال لصاحبه مستغرباً: الناس تحب الافتراء (بصحيح)، فكلهم يعلم بأن دخول الحمام ليس كالخروج منه.
فسأله: كيف؟
قال: جاؤوا مخيم الهول فرافقوهم باحتفالات وتصريحات ووكالات وشعارات، (ووقفوا فوق الحيطة وعملوا زيطة)، ويوم أن ضجوا ألماً كاوياً، وحقاً ضائعاً وبطناً خاوياً في صحراء قفراء لم يسمع بهم من أحد، ورجعت سورية وكأنه لابعث فيها ولاثورة ولاتشرين، ورجعت دنيانا وكأنها بلا وكالات أنباء ولاناقلي أخبار حتى من الفلسطينيين أنفسهم بفتوحاتهم وحماسهم وديمقراطيتهم وشعبيتهم.
تدّخل في الحديث واحد متخابث: ثلاثمئة من مخيم الهول يتحدثون دفاعاً عن حق مهدور وأمعاء خاوية أو الموت في صحراء مقفرة، ثم تريدون وكالات أنباء ونقل أخبار تهز البدن وتعكنن المزاج..!!
نحن عندنا في البلد عشرون مليوناً حقوقهم مهدورة بنص القانون مع إعلان حالة الطوارئ قرابة نصف قرن متواصل، وكراماتهم مهانة وأهليتهم معدومة بمواد الدستور. أكبر موظف فيهم وبأكبر راتب يستخدم كل أساليب الجبر والهندسة واللوغارتم ليكمل شهره على خير، أما عن أكبر حرامي فيهم أو بلاع، ورغم كل ملايينه وملياراته فهو محتاس وملتاع على الدوام كيف يشفط ويشبّح أكثر وأكثر. أما عن الموت في قفار الصحراء فلدينا عشرات الآلاف من أهلنا وناسنا ماتوا في صحاري تدمر، وأغمض الإعلام عيونه عنهم، ولم تسمع بهم صحافة ولا وكالات. فالثلاثمئة بتوعكم ليسوا أكثر من (فكّة أو فراطة) بين عشرين مليوناً.
قلت معقباً: قراءتي للحدث مختلفة عنكم ومعاكسة أيضاً، فأنتم (بتبحبشوا) لتظهروا حقيقة الوجه الأسود وتغمضوا أعينكم عن الأبيض. صحيح أن الأرض العربية ضاقت على اتساعها بكم ألف من اللاجئين الهاربين من جحيم حرب العراق الذين لاحقتهم وتلاحقهم حياة النكبة حتى باتوا على حدود أهل أمة عربية واحدة عالقين، وبرسالتهم الخالدة مستغيثين، وعلى سراب ممانعتهم وصمودهم واردين. وصحيح أن لدينا مخيمات قائمة على الحدود أمورها عالقة تنتظر حلولاً دولية تقذف بهم إلى مشارق الأرض ومغاربها رغم عروبة أطراف المشكلة التي تقطر من حولهم وحواليهم. وصحيح ... وصحيح ..وصحيح. ولكن هل لكم أن تأتوا بمخيم مورست فيه الحرية وقال فيه الناس ماقالوا، وحصل فيه اعتصام من غير أن يُضرب ناسه ويعتقلوا، ومن دون أن تُمسح بهم الأرض غير مخيم الهول السوري رغم حساسية الأوضاع وتعقيدات الظروف وأشباح المحكمة الدولية...!!
تنهد المتحدثون وقالوا: آمنا برب هارون وموسى الذي يشهد على معاناة أهل الهول والأهوال في مخيم الهول وبلاد الأهوال، وطالما أنه اعتصام ماحصل من قبل، فاعتصموا ياأهل الهول اعتصموا..!! ونادوا بأعلى صوتكم، فلعه يدرك نخوة معتصمٍ أو معتصمة في تشيلي واستراليا أو البرازيل أو كندا.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غُراب الصحيفة السورية
- النظام السوري بين اللواء السليب والجولان المحتل
- هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟
- جمهورية تشيلي العربية..!!
- الناس والحمير بين راكبٍ ومركوب
- قمة دمشق ليست كغيرها من القمم
- الشرق الأوسط على صفيح ساخن
- يافقراء سورية اتحدوا
- خطاب التحدي والمنازلة والذاكرة المثقوبة
- أبراج حزب الله
- مقتل مغنية..!! هل يفتتح حرب النجوم..!؟
- أفاضل إعلان دمشق وتوهين نفسية الأمة
- سورية مثل هولندا..!!!
- الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني
- المعقول اللبناني في زمن اللامعقول
- الأزمة اللبنانية في طورٍ جديد
- حصار ولكنه ليس كحصار غزّة
- حجاج غزّة والهاربون من الموت
- لبنان والنظام السوري والعام الجديد
- حراميّة..!! ولكن لمال اليتامى والأوقاف لا


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بدرالدين حسن قربي - اعتصام في مخيم الهول السوري