|
في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:19
المحور:
القضية الفلسطينية
في الخامس منن حزيران عام 1967 احتلت اسرائيل كل اراضي فلسطين التاريخية التي كانت تديرها حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني منذ عام 1923 وحتى 1948، ومعها شبه جزيرة سيناء المصرية والجولان السوري , في حرب استمرت ستة ايام , وتعرضت الجيوش العربية لهزيمة قاسية حيث قتل حوالي 14 الف وسبعمائة جندي عربي منهم 11500 جندي مصري و 2500 جندي سوري و 700 جندي اردني مقابل 859 قتيل اسرائيلي منهم 480 على الجبهة الاردنية و 238 على الجبهة السورية و 141 على الجبهة المصرية. وعزا الخبراء العسكريون الاسباب العسكرية للهزيمة الى عدة اسباب من اهمها: - غياب الخطط العسكرية العربية - غياب ارادة القتال لدى القيادات العربية - نقص التدريب والتخطيط والتنظيم والاسلحة المتطورة لدى الجيوش العربية - استخدام اسرائيل عنصر المفاجاة - تفوق السلاح الاسرائيلي - مساندة الولايات المتحدة لاسرائيل وعلى مدار الاربعين عاما الماضية كتبت الاف التحليلات والدراسات والمقالات في تفسير اسباب النكسة أوالهزيمة، وغالبها حمل المسؤولية الى القيادة السياسية العربية ، مصحوبة بجلد الذات واللطم والنحيب، ومن النادر ان امتلك البعض الجرأة ليقترب من دور ومسؤولية الشعوب العربية عن الهزيمة. ومن وجهة نظري ان الشعوب العربية وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني والمصري والسوري يتحملون مسؤولية كبرى بما احاق ببلادهم من هزيمة نكراء. وتستند وجهة نظري هذه على اسس عدة فمن الناحية الدينية يقال "كما تكونوا يولى عليكم" ومن الناحية السياسية القيادة هي افراز للحركة الشعبية ، ومن الناحية المنطقية من يقبل ان يكون خروفا فعليه الا يحتج عند الذبح. ومن الناحية التاريخية كان العبيد دوما كالدواب يستسلموا لاي راع يحمل عصا . ومع تاكيدنا بان القيادة السياسية هي المسؤول المباشر عن الهزيمة فان الشعوب العربية هي المسؤولة عن هزالة وضعف وديكتاتورية وتخلف الى اخر الصفات التي يمكن تقال في القيادة السياسية العربية, وليس شعب موزامبيق او الولايات المتحدة او اسرائيل. فلو استندنا الى الموقف الديني القائل "كما تكونوا يولى عليكم" فان وجود قيادة ذات صفات وسمات سيئة يعني ان الشعب ضعيف ومتخلف وجاهل، ولو كان غير ذلك لما استطاع قادة متسلطون ان يصلوا الى مركز القيادة، ولم يكن ليجروء ان يفكرشخص ضعيف بالاقتراب من المواقع القيادية لان الشعب الذي يمتلك الوعي والخبرة والبصر والبصيرة لا يسمح مطلقا ان يعتلي مركز القيادة شخص ادنى منهم منزلة وخبرة ووعيا. اما من الناحية السياسية فاذكر هذه الحاثة التي حدثت في عام 1984 ، وكنت انذاك اعمل بجريدة الوطن الكويتية ودعينا الى لقاء في احدى قاعات الجريدة مع وزير خارجية الاتحاد السوفيتي انذاك ولا اذكر اسمه، وكان اغلب الحضور فلسطينيين لان اغلب من كان يعمل بالجريدة انذاك من الفلسطينيين ومن الذين اتذكر اسمائهم توفيق ابو بكر ومازن حماد ومحمود الريماوي ومروان حزين وصلاح حزين ووليد ابو بكر وابو عمر نسيت اسمه ومحمد دلبح وبعض الزملاء السوريين والمصريين والكويتيين بالطبع. وكان الحضور الفلسطيني ينقسم الى فريقين احدهما مؤيد لابو عمار في صراعه مع المنشقين عن فتح وشكل الاقلية، والاخر مؤيد للانشقاق وكان الاغلبية، فانهالت الاسئلة على وزير خارجية الاتحاد السوفيتي وكلها حملت ما يشبه الانتقاد لموقف الكرملين لتاييده ياسر عرفات. ورد وزير الخارجية بلهجة حادة نسبيا مخاطبا مؤيدي الانشقاق قائلا " كانكم تتهمون السوفييت بانهم هم الذين جاؤا بياسر عرفات من موسكوا ونصبوه زعيما على الفلسطينيين، ياسر عرفات هو انتاج فلسطيني هو ما افرزته الحركة الوطنية الشعبية الفلسطينية، وعندما تطور هذه الحركة ستنجب زعيما اخر منسجم مع تطلعاتها وطموحاتها ". اذا فالقيادة السياسية العربية سواء في عام 67 او في الاعوام التالية او السابقة هي نتاج وافراز للحالة الوطنية الشعبية ولا يتم استيرادهم من الصين، وهكذا الحال دوما منذ فجر التاريخ وسيستمر طالما بقي الانسان على وجه الارض . ومن الناحية المنطقية فاذا ارتضت الشعوب العربية ان تكون نعاجا وخرافا اذا من المنطقي ان تخضع للجزار ليذبحها ويقطعها ويقدمها في ولائم شهية لمن يستطيع شرائها. واخيرا فانه على مر العصور كان العبيد ليسوا باحسن حالا من الدواب سواء من حيث طعامهم ومشربهم ونومهم وطرق تكاثرهم ورخص اثمانهم يباعون في ساحات المدن الكبرى كما تباع الخراف، وهكذا هي شعوب العرب منذ الف سنة وحتى الان. لذا اعتقد ان المسؤلية الرئيسية تقع على عاتق الشعوب وليس الحكام، واظن انني لو وجدت مجموعة من الجهلة والمتخلفين والضعفاء الذين لا يستخدموا اعظم ما انعم الله به عليهم وهو العقل فانني ساعتليهم واتحكم فيهم بما يتتناسب ومصالحي واهدافي وغاياتي. ومع ذلك فانني اؤمن بان ما مضى قد مضى، فها هي الذكرى الواحدة والاربعين للنكسة او الهزيمة او ايا كان اسمها فكل الاسماء استنزفت غاياتها،، لكن ماذ عن المستقبل؟؟ بعد هزيمة حزيران مباشرة قال وزير الحرب الصهيوني الاشهر موشي ديان "لن ينهض العرب من الهزيمة قبل خمسين عاما" وها قد مضى على مقولته هذه 41 سنة، وكم نتمنى ان تصدق نبوئته فلم يبق على انتهائها سوى تسع سنوات يمكننا الصبر والتحمل، لكن المصيبة ان نبوءة ديان يبدو انها لن تتحقق. فبعد مرور 41 سنة نرى الواقع العربي ينحدر نحو ربما اسوأ ما مر به بتاريخه، حتى التفاؤل بامكانية النهوض يتلاشى الى حد العدم، ووسقط المزيد من الاراضي العربية تحت اقدام المحتلين فالعراق تدوسه اقدام الجنود الامريكان والبريطانيين، والصومال تحتله اثيوبيا ، والسودان تدور الحروب الاهلية في اركانه الاربع، ولبنان ما زال يجلس على مرجل الطائفية والمذهبية ، اما فلسطين فقد تضاعف ابتلائها بحماس وبسيطرة اسوأ ما في حركة فتح من طاقات هذه الحركة التي انجزت في فترة سابقة ما شكل رافعة للنضال الوطني ليس في فلسطين وحسب بل في المنطقة العربية كلها، وانتشرت بفلسطين الجماعات والمجموعات التي قسمت الشعب الى شظايا من كل لون واتجاه. هذه هي احوال العرب عشية الذكرى الواحدة والاربعين لحرب حزيران، وبالتالي فان نبوءة ديان لن تتحقق للاسف في موعدها, وربما لن تحقق حتى بعد 90 سنة اخرى، لان امة العرب تزداد غرقا وامعانا في التخلف، حتى ليمكن القول انها اشد تخلفا مما كانت عليه عشية حرب 67. ويمكن لمن يظن اننا نبالغ في قولنا ان ينظر الى مستتوى التردي في النتاج الادبي العربي والنتاج الثقافي والفني والسياسي ، والى مخرجات التعليم، وعدد ونتاج مراكز الابحاث العربية ، والاعلام العربي (تلفزيون وصحف ومجلات) والى مصانع العرب، ومزارعهم ، ومساكن الغالبية الساحقة منهم، والى مسشفياتهم ، ومدارسهم وتخطيط مدنهم ، وانطمة المرور في عواصمهم، وانتشار الرشوة والمحسوبية وازدياد اعداد الجوعى والفقراء وعدد العاطلين عن العمل واعداد السجناء السياسيين، وانتشار الافكار المتطرفة والارهاب ، وشيوع الخرافة ، وجماعات الاخوان والسلف والتحريريين وتفاقم الاصطفاف الطائفي والمذهبي والقبلي والعشائري. والى انتشار الجريمة ، وازدياد عدد المدمنين على المخدرات والاتجار بها ، والارتفاع الحاد في عدد العاهرات وبنات الشوارع ، وشيوع ظاهرة النصب والاحتيال وجرائم الشرف والاغتصاب والاعتداء على الاطفال، والتهميش المتزايد لدور المراة، وللطبقات الشعبية، بالاضاقة الى التراجع الحاد لدورالاحزاب السياسية والنقابات والاتحادات المهنية، ومستوى الوعي السياسي عند الجماهير، الى جانب اتساع شقة الخلافات بين الانظمة العربية الرسمية.
ونعتقد ان الخروج من هذه الاوضاع الماساوية ليست مسؤولية النظم السياسية العربية اي ليست مسؤولية السيد تحرير عبيده، فلم يحدث بالتاريخ ان حرر الاسياد العبيد، وليست مسؤولية الجزار حماية الخروف او النعجة من الذبح فهذه مهنته الاصلية، وبالتاكيد ليست مهمة العدو الاسرائيلي او مهمة الولايات المتحدة او مجلس الامن.
انها باختصار مسؤولية الشعوب وقواها الحية التي تؤمن بالديمقراطية وبالحرية الفكرية وبالعلم ، وبصريح العبارة انها مسؤولية القوى العلمانية، وهي مسؤولية تاريخية ضخمة ولكن ومهما كانت ضخامتها والمشاق والصعوبات التي تعترض طريقها فانه لا سبيل اخر امام شعوب هذه الامة ، لان استمرار ضعف القوى العلمانية يعني ترك الميدان خاليا ترتع فيه قوى التخلف والرجعية لتشيع المزيد من الخرافات الدينية والاوهام الساذجة والافكار القدرية الغامضة وستجعل الناس يسيرون وعيونهم مسمرة بالسماء ينتظروا الملائكة وهي تنزل ومعها حجارة من سجيل تدك فيها مدن العدو وطائراته ومفاعله النووي. وتجلب معهم ملائكة لاعتلاء كراسي الحكم في عواصم العرب، او تتحقق نبوءة حزب الخرافة فياتوا باحد الملائكة ليكون خليفة على كل بلاد المسلمين. يا حبذا لو رفع المناضلون العرب شعارا يقول "يا شعوب العرب اتحدوا لتحقيق نبوءة موشي ديان"
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انت دائما معي
-
سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
-
احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
-
الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
-
الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر
-
احتفالات زائفة في بيروت احتفاء بتاجيل الصراع لا الغائه
-
هل يستطيع التميمي من لندن اقصاء فتح
-
سمعت الآف الآهات
-
رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية
-
الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية
...
-
احبك كما تشائين
-
لا تبحري في عيوني
-
نتائج مؤتمر الدوحة - هدنة هشة قائمة على اتفاق غامض تمهيدا لج
...
-
في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال الفلس
...
-
الانتخابات الكويتية – ديمقراطية تحت السيطرة
-
سيدة عربية
-
القيادة الفلسطينية - الجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين - وتتوا
...
-
القيادة الفلسطينية - والجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين وتتواص
...
-
دعوة للاعلاميين والمثقفين لاشاعة الفرح والتفاءل بدل البؤس وا
...
-
العلمانيون وحلفاء امريكا يهاجمون حزب الله ... لماذا؟؟
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|