أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:36
المحور:
الادب والفن
أيتها الأضحوكة
أنا لاعب السيرك المُهان!
*
الليلُ مظلم
والفجرُ منتشر كإشاعة.
*
طفولتي المرّة
أفسدت لساني
فصارَ لا يعرفُ طعمَ السكّر ولا طعمَ الملح.
*
في الأربعين
في الشاطئ الأربعين
غرقتُ
وحملتُ جثتي حتّى باب عريكِ السافر.
*
موتي أسطورة
وولادتي زلزال.
*
لم أعدْ من نفسي بعد
فكيف أستطيع السفر إليك؟
*
بعد أن جننتُ بك
وقفتُ على بابِ نفسي أريد الدخول
فلم تسمحْ لي
وهكذا صرتُ أقضي الليل وحيداً
كلّ ليلة.
*
للمرّة الألف
أعتذرُ إلى نفسي
لأنني سمحتُ لقلبي أن يتذكّر نقطتكِ الضائعة
ويتأمّل في هلالكِ المزّيف
لكنّ نفسي تعلّمت القسوةَ منك
فرفضتْ اعتذاري للمرّة الألف.
*
أيتها الطيورالمعلّقة بسماءِ قلبي
أيتها الذكريات المصنوعة من الشمس
والهروبِ والبحثِ عن اللاشيء
في المدنِ ميتة الأجنحة.
يا أقلامي وأوراقي
يا حروفي وملابسي وأصابعي
انقذوني مما أنا فيه
أنا المسافر الذي سُرِقَ حلمه
وهو نائم في قطارِ الجنّةِ الذاهب
إلى جهنم!
*
أنا الذي عرفتُ الحقيقة
قبل أن تبيع نقاطها في السوق الكبير
وعرفتُ الظنون
قبل أن تشتري نونها من أصباغِ المكياج
أنا الذي أعرفُ ما سيحدث لي ولكم يا أصدقائي
فلِمَ لا تعترفون بأخطائكم لي
وتكتفون بإيماءةِ الرأسِ الجميلة
حين أصطفي لكم النبوءات؟
*
في استديو الأكاذيب
جلست النونُ تهجوني بقلبها الميّت.
*
رحلتي يجب أن تنتهي إلى عبيرك
رحلتي يجب أن تنتهي إلى يقينكَ وحروفك
ولذا
أحبّك كأنني أراكَ يا سيدي
فخذْ بيدي
فالرحلةُ متعبة
والزمنُ حاسر الرأس يبكي.
*
دمي احترق
فحاولت إطفاءه برملِ الحروف
فازداد اشتعالاً.
*
في حبّكِ أيتها الجاحدة
بدأتُ أكتبُ سمفونيةَ الاعتذار العظمى لقلبي
لاختياري الفاسد.
*
دمي احترق
فصرتُ أحرقُ كلَّ شيء ألمسه
بحضوري وصفائي.
*
من العجيبِ أن أبحث عن معناي فيك
أنت التي لا معنى لك.
*
من العجيبِ أن أنتظر أمطارك
أنتِ التي اخترعتِ الصحراء الكبرى.
*
من العجيبِ أن أخطو معكِ خطوة واحدة
أنت التي ينبغي أن أفرّ منك
كما يفرّ السجين من سيارة السجن
الذاهبة إلى ساحة الإعدام.
*
هجاؤكِ لذة
ومديحكِ سأم.
*
هجاؤكِ عيد
ولقاؤكِ يشبه مركباً يغرقُ ويغرق
ولا أحد ينتبهُ لصيحاتِ الركّاب
ودموعهم!
***********************************
مقاطع من قصيدة طويلة
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟