أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المواقف السياسية المتناقضة في العراق














المزيد.....

المواقف السياسية المتناقضة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سمعت يوما من رجل مسن هنا قولا ماثورا، ان هناك من يريد ان يعيش في العراق لدنياه كمعاوية و لآخرته كعلي كما تقول الحكمة، لذك سيخسر الاثنين معا، لانه حقا لا يمكن الجمع بين هذين الموقفين المتناقضين من كافة نواحي الحياة الفكرية و العملية، فمن عاش مبدئيا لا يصبح ان يعيش انتهازيا وصوليا و مساوماتيا . لكن محاولة تطبيق هذا المزدوج المكشوف نتلمسه بوضوح عند البعض و خاصة السياسيين الجدد.
هنا ربما يسال احد عن جوهر و مدلول مصطلح الموقف لدى الفرد مهما كان موقعه و مستواه ، ونوعية الموقف، والزمان والمكان المعينين اللذين اتخذ الموقف المعين فيهما ، و نسبيتها او مطلقيتها،اسبابه الموجبة و النتائج المتوقعة منه،عمقه و جوهريته او سطحيته و عفويته،خاص و شخصي ام عام ذو تاثير جمعي، اجباري ام اختياري، كل ذلك يؤثر في كيفية تحديد مستوى و نقطة تدرج اهمية اي موقف لاي كان.
اقول جازما ان اتخاذ اي موقف يعتمد قبل اي شيء على الفلسفة و الايديولوجية و الفكر الذي سقتنع به صاحب الموقف و اتجاهه الفكري السياسي، و مستواه الثقافي و الاقتصادي بالاضافة الى موقعه الاجتماعي.
هذه كلها من الاعمدة الاساسية لاي حزب او حركة سياسية او جمعية مهنية او جماهيرية او الفرد، بالاضافة الى النتائج المترتبة على طريقة اتخاذ الموقف.
لو دققنا اكثر في اتخاذ المواقف السياسية ، يتجلى لدينا مدى ارتباط اي موقف بالمباديء و المقومات التي تستند اليها اية جماعة او شخصية معنوية، جدليا. و لابد ان نعلم ، ان تاثير قوة و مساحة المواقف يختلف باختلاف حجم المتغيرات المعنوية و المادية الناتجة عنها و التي تتوقف اصلا نسبتها على نوعية تلك المواقف نفسها. الجدير بالذكر ان بعض المواقف الهامة لا يمكن قطعا باي حال من الاحوال المساومة عليها و لو حتى من باب التكتيك ايضا، و خاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية و المستقبلية في المراحل الحساسة للشعوب كما يمر بها العراق اليوم. وبالاخص ما يمس المصالح العليا و حقوق الطبقات الكادحة، لانها قضايا حازمة و بعضها تحتٍم علينا العودة الى الراي القاطع للشعب باية طريقة مباشرة.
تاريخ العراق الحديث مليء بالمواقف الصحيحة الدقيقة في بعض الاحيان و الخاطئة الضارة للشعب احيانا اخرى، التاثير الايجابي و السلبي في تحديد مسار العملية السياسية ،فذلك واضح لدى الكل، و لكن المهم هو العبرة من هذه المواقف.
السؤال المطروح هو: ما الموقف الدقيق الصحيح من المتغيرات السريعة التي يشهدها العراق و المنطقة ككل في هذه المرحلة و موقع الشعب العراقي بكافة مكوناته فيها؟ و الاهم ان نعلم ان اتخاذ المواقف الحياتية المصيرية تعتمد هذه الايام (على الاكثر) على الظروف الدولية بعيدا بعض الشيء عن الاعتبارات الخاصة التي مضى عليها الزمن ، و الخصوصية الثقافية الاجتماعية للشعب و البنية التحتية المتخلفة للعراق من العوامل الحاسمة لتعيين المواقف المطلوبة في وقتها الصحيح، و كما هو معلوم يجب ان يكون لنا موقفنا الخاص نحن الطبقة الكادحة، والمواقف حقا ليست للاستيراد والتصدير.
اذن بعد مرور سنين معدودة على سقوط الدكتاتور، كما شاهدنا مجموعة من المواقف المتباينة، فقد اثرت هذه المواقف و بشكل واضح على سير العملية السياسية، الا ان التاثير المباشر و القوي كان من قبل حركات واحزاب و قوى استغلت الفراغ الكبير، و كل حسب مصلحته و دوافعه و التزاماته الفكرية او السياسية او تعلقه بجهة من الجهات الاقليمية او عالمية و بدافع ذاتي دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب العامة، هذا اذا لم ننظر الى مواقف دول المنطقة من العراق و ما يتطلبه مصالحهم سيكون تقيمنا سطحيا، و ذلك لدعمهم جهة على حساب جهة اخرى،الا انها جميعا كانت بعيدة عن امنيات الشعب العراقي.
ومن هذا المنطلق، علينا ان نراقب كل صغيرة و كبيرة من الاعمال و السياسات التي ترتب على الشعب مجموعة من التاثيرات عاجلا او آجلا على الحركات و الاحزاب و الافراد المبدئية و بالاخص اليسارية بكافة انواعها،ومن الواجب العمل على ايقاف اي موقف سلبي عند حده من خلال اثارة و تاجيج و تشجيع مكونات الشعب لابداء ارآئهم على القضايا الهامة وبه يتكون الراي العام،وليس لاية حكومة القدرة على تحاوزه.اي ان مواقف الاكثرية تكون دائما هي الصحيحة حتى و ان كانت لها افرازات مؤقتة، فعليه يجب ان نعمل على ايجاد مجموعات الضغط و تاسيس الركيزة الاساسية لبيان الراي العام الشعبي، و هذا يتطلب تكاتف الجميع من المثقفين و الاكاديميين و الاعلاميين والسياسيين المبدئيين و الفنانين المخضرمين و الرياضيين، من اجل ابراز الراي العام و بيان الموقف الشعبي ازاء اية قضية او اي موقف حكومي و حزبي غير سليم، والعمل على تصحيح مسار المواقف الضرورية و الحساسة، و الخطوة العملية الاولى هي دعم و تشجيع من كان دائما مع راي الشعب بعيدا عن المصالح الذاتية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل التغيرات الحاصلة من مصلحة الشعب
- الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي
- الإتحاد يفرض الارادة
- ماذا بعد،في كردستان العراق
- اقليم كردستان العراق والمجتمع المدني


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المواقف السياسية المتناقضة في العراق