أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - لماذا الخوف من الحرية؟














المزيد.....

لماذا الخوف من الحرية؟


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 00:39
المحور: المجتمع المدني
    


ان تكون حرا، يعني ان تكون مسؤولا وصاحب قرار وتتحمل مسؤولية ما تتخذه من مواقف وآراء، قد تتعثر وتخطئ هنا او هناك ولكن في النهاية سوف تتراكم لديك الخبرة والتجربة وحرية الاختيار بين البدائل المتعددة التي سوف تتوفر لك من خلال الانتقال الى المنطقة المضيئة في الحياة البعيدة عن السلبية والاتكالية،او الاعتماد على الاخرين في تقرير مصيرك او اتخاذ القرارت الكبرى في اللحظات الحرجة.ان غياب الحرية بشكله النسبي يجعل الانسان في حالة استلاب فتغيب عنه ذاته الانسانية، وتتحول الحياة الى صراع من اجل البقاء.ولكن الحرية المطلقة تتحول الى جحيم، وهذا ما ادى الى الفوضى في كل شيء واصبحت القوة هي الفيصل في حسم المنازعات والازمات التي تعصف بالعراق، وربما يشعر البعض بالحنين الى السوط والبندقية وهذه حالة مرضية ان ترى في الظلم والاضطهاد حالة الامان والاستقرار وقد تشكل عملية حفظ الذات وغريزة البقاء عاملا مهما في هذا التصور.يرى افلاطون وهوبز ان النظام اهم واجدى للانسانية من الحرية وانه لهذا السبب بالذات اختار الناس ان يتخلوا عن حالة الطبيعة التي كان يسودها قدر كبير من الحرية وان ينتظموا في نظم سياسية تقيد من حريتهم تلك، لان الحرية في ان تفعل اي شيء وان كانت ضرورية في نظر البعض الا انها تؤدي الى الفوضى في نظر البعض، ويعتبر دوماستر في انتقاده لفلاسفة الثورة الفرنسية عندما طالبوا بالحرية لرجل الشارع العادي فانهم كانما اطلقوا نمرا مفترسا من قفصه.ولو قدر لهؤلاء ان يعيشوا اجواء الحروب المدمرة التي انطلقت في اوروبا خلال القرن الماضي، لربما قد اعادوا النظر في تصوراتهم القائمة على افتراض عقلانية الحاكم وان الضرورة في البقاء على سدة الحكم سوف تمنعه من التهور والطيش والقيام بحروب مهلكة طالما انه غير مقيد بشيء، وقد دفعت اوروبا ثمنا باهظا من خلال تلك الافكار التجريدية لان حرية الفرد سوف تتحول الى مؤسسات فاعلة تلجم من الاندفاعات غير المحسوبة للانظمة الدكتاتورية ولذلك ان حرية الفرد على سلبياتها اهون من حرية الحاكم على ايجابياتها، كون الاولى تقود بالضرورة الى الديمقراطية فيما تقود الثانية الى الدكتاتورية، ولو نظرنا الى التاريخ نرى ان احتقار افلاطون للديمقراطية قاد انظمة الحكم الى الدكتاتورية.اذ ان حرية الرأي تؤدي الى ظهور المعارضة وظهور المعارضة يؤدي بدوره الى ظهور الاحزاب وتعددها وكل حزب يطمع في ان يفوز بالحكم يوم من الايام، في حين ان نظام الحزب الواحد انما يظهر لتلافي الفرقة والاختلاف الذي قد يترتب على تعدد الاحزاب، كما يخشى ان تضم المجالس جماعات متعددة مختلفة الاهواء والمصالح بحيث يتعسر النيابية معه قيام حكومة تستمر في الحكم مدة طويلة.واتذكر ان الدكتاتور في العراق كان يقول ان البرلمان يعطل الكثير من القرارات او مشاريع القوانين في حين انه يستطيع خلال وقت قصير المصادقة على حزمة من القرارات وبالتالي ان المجالس النيابية لا ضرورة لها وتثقل من كاهل الدولة كما يزعم.هذه النظرة الساذجة للقانون والمشاركة الشعبية عبر ممثليه في البرلمان تجمل نوع الخوف او الفوبيا من الحرية التي تنوع من مراكز القرار والسلطة وتسحب البساط من حكم الفرد.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - لماذا الخوف من الحرية؟