جمال هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد اشتداد الخناق على إرهابيي القاعدة في الجبال الحدودية بين باكستان وأفغانستان ، وبعد الضربات المتوالية التي تلقوها في العراق ، وبعد انكشاف العديد من مخططاتهم في مجموعة من الدول نتيجة التنسيق الأمني والإستخباراتي الدولي ... بقي المتنفس الوحيد للإعلان عن استمراريتهم في الحياة هو المتنفس الإعلامي عبر شبكة الأنترنيت ، وعبر القنوات الفضائية المدعمة للإرهاب الدولي وعلى رأسها قناة الجزيرة . لقد أصبح هم قادة القاعدة خلال الأشهر الأخيرة هو القيام بخرجات صوتية لمحاولة بعث الروح في آلة إرهابية في طريقها إلى الزوال، وسطع نجم طبيب الإرهاب العالمي الظواهري بعد اختفاء سيده بن لادن ، وأصبح يفتي في كل قضايا العالم ، وخصص برنامجا للإجابة عن أسئلة المستمعين ، وفي آخر خرجاته تهجم على إيران ، ودعا المسلمين إلى دعم تنظيمه الإرهابي لإقامة دولة طائفية ديكتاتورية لأهل السنة في العراق ، وكأنه يبشر بفتح جديد لدولة لايعتبرها إسلامية لأنه لايعترف بإسلام الشيعة ويطمح إلى تحويل العراق إلى قاعدة جديدة للإرهاب بعد الإطاحة بنظام طالبان ، كما يطمح إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط وتكليف أتباعه في المغرب العربي لإقامة قواعد في منطقة الساحل الصحراوي لزعزعة استقرار هذه المنطقة بدورها ، لكن الحصار الأمني والإستخباراتي دفع إرهابيي القاعدة إلى التراجع والبحث عن أموال ومجندين لتعويض خساراتهم المتوالية ، كما أن الإحصائيات تثبت تراجع عملياتهم الشيء الذي دفعهم إلى تعويض التراجع الميداني بالصراخ الإعلامي والنضال الإبكتروني الذي تسمح به الوسائل التي اخترعها الكفار حفدة القردة والخنازير من أنترنيت وقنوات تلفزية وهواتف خلوية وأقمار اصطناعية ...تمكننا من سماع صوت طبيب للإرهاب العالمي وهو آمنا في مخبئه . إن ما هو مطلوب اليوم من مختلف دول العالم هو الإستمرار في تضييق الخناق على هذا التنظيم الإرهابي ومحاصرته وفضح مخططاته الإجرامية ، خدمة للحضارة الإنسانية ، وخدمة للدين الإسلامي نفسه ، كما أن المثقفين مطالبون بالمساهمة بكثافة في هذا الهجوم المضاد على قاعدة الإرهاب العالمي وفضح ركائزها الإديولوجية الطائفية المتطرفة وإساءتها لصورة الإسلام ، كما أنهم مطالبون بفضح كل الفضائيات والوسائل الإعلامية التي تدعم هذا التنظيم الإرهابي وتمرر رسائله ودعواته الإجرامية إلى غاية أن ينتصر الفهم المعتدل والمتسامح للدين في كل أرجاء الإعلام الإسلامي وتنتهي أسطورة القاعدة وطالبان اللذان رسما لوحة دموية للدين الإسلامي وأفسدا مستقبل الآلاف من شباب الأمة بعد تحريفهم عن الجهاد العلمي الحقيقي .
#جمال_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟