أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(26)















المزيد.....

حديث الروح(26)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:37
المحور: سيرة ذاتية
    


العودة إلى العراق
في أوائل آب غادرت بيروت الى دمشق وذهبت الى فندق قصر النيل وبعد ان حجزت غرفة وتركت حاجياتي فيه توجهت لزيارة صديقي الأثير مصطفى وأخبرته بقدومي للحصول على الوثيقة الدراسية والعودة الى العراق والدراسة في كلية التجارة هناك وفعلا أنجزت الوثيقة من جامعة بعد ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع ذهبت الى الحاج في محله فوجدت هناك الدكتور عز الدين فسلمت عليهم وأخبرتهم عن عزمي على العودة الى العراق لإكمال الدراسة هناك فذهب الحاج الى محل لبيع الحلويات وجلب علبتين كبيرتين زنة أربع كغم لكل واحدة وسلمها لي قائلا هذه الى الدكتور احمد العندليب زوج ابنته والأخرى لعائلتي والحوا علي لتناول طعام الغداء لديهم إلا إني اعتذرت وشكرتهم داعيا لهم بالصحة والموفقية والعمر المديد شاكرا أفضالهم الجزيلة وما ابدوا من اهتمام في رعايتي وقضاء مصالحي طيلة وجودي في سوريا وغادرتهم الى بيت صديقي مصطفى وتناولت طعام الغداء معه ثم شكرتهم وودعتهم وذهبت الى الفندق وحملت حقيبتي وحاجياتي متوجها الى كراج السيارات الذاهبة الى بيروت وبعد وصولي الى بيروت عصرا حجزت غرفة في احد الفنادق وذهبت الى مكتب شركة الخطوط الجوية للشرق الأوسط اللبنانية وحجزت بطاقة سفر الى بغداد في يوم 20/8/1967 وغادرت بيروت فوصلت مطار بغداد الدولي الساعة التاسعة مساء فوجدت أهلي وأقاربي بانتظاري في المطار كما وجدت الفاضل الحاج سعيد الطاهر وولده النبيل صديقي الأستاذ رؤوف الطاهر وبجهوده ومساعدته أنجزت معاملتي وغادرنا المطار الى مدينة الحلة بالسيارات التي جاء بها أقاربي فوصلنا مدينة الحلة الساعة الحادية عشر ليلا فوجدت الأهل والأقارب والأصدقاء باستقبالي حيث تبادلنا العناق بعد الغيبة الطويلة.
وفي صباح اليوم التالي لقدومي أخبرتني شقيقتي ان احد الأشخاص في الباب يريدك فذهبت إليه فوجدت شخصا لا اعرفه يرتدي اللباس المدني وشخص آخر يقف الى جانبه يقف بالقرب منه وتوقعت ان هذين الشخصين جاءا لزيارتي فقلت لهما تفضلا فاعتذرا عن الدخول وقال لي الشخص الواقف الى جانبي ارتدي ملابسك وتفضل معنا الى مديرية امن الحلة لإعمال روتينية لمدة نصف ساعة وتعود فارتديت ملابسي وأخبرت شقيقتي بان مطلوب في مديرية امن بابل وغادرت معهم فأصاب عائلتي القلق والاضطراب فاتصلوا بأخي في المحل واخبروه بالأمر وعندما وصلت الى المديرية اقتادني الشرطي الى الطابق الثاني فطرق باب غرفة المدير وأدخلني إليه وتركني واقفا أمام طاولة كبيرة يجلس خلفها رجل أشيب ويبدو من هندامه انه طويل القامة فسلمت عليه فسألني أين كنت فأخبرته باني كنت ادرس في كلية التجارة جامعة دمشق ونجحت من الصف الأول وعدت الى وطني لاكما دراستي في العراق فقال كنت في موسكو أم دمشق وكنت حينها احمل جواز سفري فأخرجته وناولته إياه فقراه وهز رأسه وأعاده لي وقال عليك اعتراف من قبل الشيوعي مجيد الطعمة وانك محال الى المجلس العرفي العسكري في معسكر الرشيد ثم طرق الجرس فجاء احد شرطة الأمن فقال له اجلب لنا كتاب تبليغ المتهم فلاح أمين الرهيمي من المفوض رشيد فذهب وجلبه فوقعت على النسخة الثانية واستلمت النسخة الأولى وفي هذه اللحظة طرق الباب فدخل الراحل الكريم رؤوف علوش ومعه المرحوم أخي فقام مدير الأمن وسلم عليهما وكلمه المرحوم رؤوف وكان صديقا له واسمه أبو وفاء فجلسنا وطلب لنا الشاي ثم طلب عمل وكالة لإطلاق سراحي فكفلني الحاج رؤوف وغادرنا دائرة الأمن وفي الموعد المحدد لإجراء المحاكمة ذهبت الى معسكر الرشيد لحضور المحاكمة في المجلس العرفي العسكري وبعد ثلاث مرافعات حدث انفراج بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث لإقامة تحالف وطني فأصدرت السلطة آنذاك قرارا بالعفو عن المعتقلين والسجناء السياسيين وإلغاء جميع الدعاوى المقامة ضد المتهمين وإعادة المفصولين السياسيين وبفضل جهود الفاضل والصديق العزيز رؤوف الطاهر تم تصديق شهادتي وتسجيلي في كلية التجارة القسم المسائي في الجامعة المستنصرية كما تم في ذلك الوقت تعيني موظفا في مصرف الرافدين فرع الحلة فتركت الدراسة بعد تعيني لان نهاية الدوام في المصرف في الساعة الثالثة ظهرا والدوام في الكلية مساء فأصبحت أواجه صعوبة في الذهاب مساء الى بغداد في الكلية،وعدت في تلك الفترة لمواصلة علاقتي بالحزب كصديق ادفع التبرعات وأشارك في الفعاليات وكان اتصالي فرديا بالرفيق الراحل معن جواد أبو حاتم الذي كنت التقي به في محل احد أقاربي في شارع أبو القاسم القريب من دارنا أو مع الشهيد كامل نعمة ابن عم الشيوعي مجيد الطعمة من سكنت الصباغية قضاء المحاويل الذي كان يتردد علي في مصرف الرافدين او في دارنا في محلة الجباويين ويتناول معي طعام الغداء حيث كنا سابقا في خلية واحدة وكان جدي الذي هو عم والدي مسئول عن إدارة الأرض الزراعية التي تعود ملكيتها لوالدي في مقاطعة ام الخرز في ناحية الإمام قضاء المحاويل وكان جدي صديق لوالد الشهيد كامل نعمة فكان يرحب به ويجلس معه عندما يأتي لزيارتي وكان يجلب لي أدبيات الحزب وأعطيه التبرعات وحينما طلب مني العودة الى التنظيم اعتذرت له لأنني متعب وليس لدي مجال او فرصة لارتباطي بالوظيفة ولأني سأتزوج خلال الأيام المقبلة مما يزيد مسئولياتي وعملي لذلك لا استطيع التوفيق بين العمل الحزبي ومتطلبات الوظيفة والحياة العائلية ،وعندما فتح الحزب مقره في حي الإبراهيمية كنت أتردد عليه بصورة دائمة واحضر الفعاليات والندوات والاماسي والاحتفالات وفي احد أيام الصيف اللاهبة عقدت ندوة في مقر الحزب حول الجبهة الوطنية التي ينوي الحزب إقامتها مع حزب البعث وكان يدير الندوة الشهيد البطل الدكتور صفاء الحافظ وعند دخولي القاعة جلست الى جانب الشيخ احمد عبد الله الذي اعرفه منذ العهد الملكي عندما كان يتردد على علوة المخضرات ومن شدة الازدحام والحرارة ازدادت حرارة القاعة التي لا تتوفر فيها أجهزة التبريد الحديثة مما دفع الشيخ احمد لان يغمس يشماغه في الماء ويبلل به وجهه ورأسه وكان الدكتور الحافظ يلقي محاضرته وينظر الى ما يعمله الشيخ الجليل وبعد انتهاء المحاضرة توجه بالكلام الى شيخ احمد قائلا رفيقي طوال الندوة وأنا انظر إليك فكنت تضع الماء على وجهك وكوفيتك ولم تنتبه الى الندوة فقال له الشيخ رفيق إنا لا اعرف التكتيك ولا الديالكتيك ولكني اعلم بأنكم ستقيمون جبهة مع صدام حسين وان هذا الشخص سوف يشعل سلفه سلفانه) فضحك الشهيد الراحل وضحكنا جميعا وبعد ان غادرنا القاعة طلبت منه مرافقتي ليكون في ضيافتي ولكنه اعتذر بتأخر الوقت وان معه جماعة من أهالي القاسم وسيعودون سوية بنفس السيارة.
في سنة 1974 سافرت مع مجموعة في إحدى الشركات السياحية للسفر لزيارة تسعة دول أوربية ومن ضمنها انكلترا لمدة خمسة وأربعون يوما فسمع بسفري الراحل يوسف ججو الى لندن وكان حينها يسكن في حي بابل بجوار بيت أخي محمد علي الرهيمي وكان ولده الدكتور سلام يوسف (ولا ادري هل هو الذي يكتب الآن في جريدة طريق الشعب أم غيره)كان يدرس الطب في جامعة لندن وعندما كان في الحلة يعرفني جيدا باني شيوعي لأنه كان صديقا لأبناء أخي فجاءني الراحل والد سلام وسلمني مبلغا من المال بالعملة البريطانية لإرساله الى ولده سلام وكانت أول محطات سفرتنا هولندا وبعد قضاء أربعة أيام فيها سافرنا الى لندن فاستأجرت سيارة أجرة وذهبت الى عنوان سكن الدكتور سلام فوجدته ورحب بي كثيرا وجلست معه عدة ساعات وتناولت الغداء معه وسألته المبلغ المرسل من والده وأهديت له قلادة من عظم العاج الهندي ثم دعاني ذات يوم للمشاركة في سفرة طلابية من القوى التقدمية الى مدينة براين فحضرت في الموعد المحدد فوجدت بعض الشباب يحملون الآلات الموسيقية وقبل ان يقدمني الى الدكتور رائد فهمي قال لي أتعرف شيوخ الرياضة العراقية انه احد أقارب أو ابن أخ الأستاذ أكرم فهمي مدير الرياضة العام في ذلك الوقت ثم جاءت سيارة باص كبيرة فصعدنا إليها وكان الدكتور سلام يجلس الى جانبي ولكن يبدو انه اخبر الجماعة عني وعن اتجاهي السياسي فنهض الدكتور سلام وجاء الدكتور سلم علي الذي لم اعرفه وجلس بجانبي واخذ يتجاذب معي إطراف الحديث عن الوضع في العراق وما هو رأي قاعدة الحزب في عقد الجبهة مع البعث فذكرت له حادثة الشيخ احمد عبد الله مع الشهيد الحافظ وقلت له بالرغم من إني لست منتظما في الحزب إلا إني كنت اسمع من بعض الشيوعيين عدم موافقتهم على إقامة تحالف مع البعثيين كما نقلت له قول للرفيق معن جواد سمعته منه شخصيا حينما كنت معه في نقاش حاد وجدي ختمه بقوله: رفيق نقيم التحالف مع حزب البعث من اجل حماية قواعدنا ومنظماتنا من حزب البعث،وكانت في تلك الفترة قد انشات منظمة حنين الأمنية ويديرها مباشرة صدام حسين وقامت بعمليات خطف واعتقال بعض الشيوعيين ومنهم الشهيد محمد الخضري والشهيد ستار خضير والشهيد عبد الأمير ممثل الحزب الشيوعي في الجبهة الذي قتل بواسطة سيارة فولكس واكن عائدة للمنظمة المذكورة حينما كان خارجا من مستشفى الكرامة مع ابنته المريضة ،وقضينا وقتا جميلا وممتعا في مدينة برايتن وعدنا مساء الى لندن وبعد يومين أقامت السفارة العراقية في لندن احتفال بمناسبة ثورة 14 تموز وكنت ضمن المدعوين للاحتفال وقد عرفت الدكتور سلم علي الذي جلس الى جانبي في السفرة وذلك عندما ألقى كلمة الحزب الشيوعي في الاحتفال ومضت الأيام والسنين تارة عاصفة هوجاء وأخرى هادئة مطمئنة تعبث بالناس والناس يعبثون بها وكانت أذني منذ انقلاب 8 شباط 1963 ولحد الآن لم تهدأ وإنما ازدادت وطيلة تلك الفترة كنت أراجع الأطباء الأخصائيين لفحصها وأجريت لها عدة عمليات،وعند زيارة لندن عرضة حالتي على احد الأطباء ولم أجد عنده الشفاء وفي احد الأيام علمت إن الراحل صبري مصلح الدين قد سافر برفقة زوجته التي تشكو من تقيحات وآلام في إذنها إلى جيكوسلوفاكيا لوجود أطباء مختصين لمعالجة الإذن فالتقيت به وإعطاني عنوان الطبيب المختص وكذلك الغرفة التي كان يسكن فيها عندما كان في براغ في تلك الفترة من عام 1979 كانت الأخت الفاضلة أنيسة شقيقة الأستاذ مفيد الجزائري قد تم تعينها في مصرف الرافدين وكانت ضمن شعبة عملي وحينما سألتها عن إخباره(وكان قد غادر الحلة بعد ثورة 14 تموز ومارس العمل الصحفي في بغداد وفي سنة 1960 سافر إلى الصحراء الكبرى في الجزائر حينما كانت فرنسا الاستعمارية تنوي تفجير قنبلتها الذرية في صحراء الجزائر فتطوع المناضل مفيد مع خمسة من صحافيي العالم كفدائيين وذهبوا إلى الصحراء الكبرى لإثارة الرأي العام العالمي ومنع فرنسا من تفجير قنبلتها النووية ومن هناك ذهب إلى الدول الاشتراكية وهو الآن احد مذيعي إذاعة براغ وجلبت لي عنوان سكنه هناك)



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟
- ما هي الحقيقة (1-2)
- ما هي الحقيقة(2-2)
- العلاقة الجدلية بين المجتمع و الانسان
- ذكرى العيد الميمون الرابع و السبعين للحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع و حاجاته الضرورية
- حديث الروح(24)
- حديث الروح(25
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)
- حديث الروح(7)
- حديث الروح(8)
- حديث الروح(9)
- حديث الروح(10)
- حديث الروح(11)
- حديث الروح(12)


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(26)