أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر السلامي - سامراء.. وريثة كربلاء وشاهدة التاريخ














المزيد.....

سامراء.. وريثة كربلاء وشاهدة التاريخ


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 03:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعد خافيا على ذي بصيرة ماذا تعني سامراء للعالم الإسلامي اليوم، وليس بمقدور أحد أن يغمض عينيه عما تعرضت له من خراب ودمار على أيدي المجرمين حاملي أجندات الخارج الطائفية والمراهنين على إفشال الشيعة في حيازة الحكم وإدارة دفة السفينة المخرقة.

سامراء ليست مدينة تاريخية تحوي مواقع أثرية تدلل على عظمة الأجداد حسب وإنما هي مثال واقعي وشاهد حي على التاريخ الإسلامي كله ومرآة عاكسة بكل دقة لحركة الراهن العراقي لإرساء ركائز الحرية والعدل والبناء والتقدم.

إن لسامراء معطيات كبيرة على مسرح العقيدة الدينية والسياسية كما أنها تلعب دورا هاما في تمتين البنية التحتية للنسيج الاجتماعي العراقي ولقد أظهر الحدث المزلزل الذي أصاب قلب سامراء (الضريح المقدس) الكثير من صور الانفعال الصادق النابع من الضمير الإنساني.

وأصبحت سامراء ـ أو كادت تصبح ـ كربلاء ثانية عبر حراكها المتعدد الأبعاد والمتزايد التبلور في الوعي الجمعي الذي لم يعد ردة فعل عاطفية وقتية بل جعل من سامراء رمزاً ملهماً للثورة ضد الانحراف عن المسار الإسلامي الصحيح والانجرار وراء سياسة التفريق بين أعضاء البيت الواحد والتمزيق للجسد الواحد.

سامراء ورثت من كربلاء الشيء الكثير وبذرت في المجتمع بذور الصحوة والنهوض بمشروعها من أجل طي صفحة الركون والاستسلام للطواغيت مهما عتوا وجاروا.

لكن سامراء بقيت جرحاً فاغراً وستبقى كذلك ما شاء لها البقاء.. حتى وإن أعيد بناؤها وعمر ضراحها السامي وانتصرت ظلامتها على ظلامها ودمها المراق على سيفها الغادر النصر المؤزر وهزمت المستحيل..

ستبقى سامراء دمعة تذرف كل حين.. وستبقى صرخة تدوي آناء الليل وأطراف النهار.. وتفصح بلسان الفعل لا القول "الظليمة .. الظليمة" كما أن سامراء قد تحولت إلى انتفاضة عارمة لا قبل لفراعنة الأرض الوقوف بوجهها.

ففي أمريكا.. سامراء ، وفي أوربا.. سامراء ، وفي آسيا وأفريقيا وفي كل أرجاء الأرض.. هنالك صرخة وهتاف ومطالبة ونداء واستغاثة وكشف لمخطط العدوان على سامراء..

ويسعى أحباب سامراء وأنصار قضيتها في كل زاوية من زوايا الوجود لإسماع الكون ـ كل الكون ـ صوت سامراء.. وحديث سامراء يتجدد والحزن على سامراء يزداد كلما مر ذكرها..

فسامراء ليست مدينة طيبة وليست ضريحا مقدساً وليست موقعاً أثرياً شاخصاً يتحدى الخراب.. إنما هي الهوية والانتماء الحقيقي للمثل والقيم والعقيدة الحقة والتراث العظيم.. تتحدى بصرختها الضياع.

سامراء ـ كأختها كربلاء ـ مدينة القلوب.. تهوي إليها عامرة بالوفاء والنصيحة.. مدينة العيون الساهرة المنتظرة لقدوم الأمل الموعود والفرج المنتظر والشمس التي ستبزغ قريباً من بين السحاب لكي تملأ الأرض عدلا وقسطا ورحمة وخيرا وبركة..

سامراء.. السر المباح والحرم المستباح والقبر المهدوم ـ كما البقيع ـ شهادة باقية على حقانية القضية المحمدية العلوية وتمامية النور الإلهي الذي يريدون إطفاءه بأفواههم "ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون"..



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن هنا..
- أنا وأنت والوطن
- تماهي
- الطائر الناري
- الغاضبة
- يُجيبكم موتي..
- صهوة الفرْش
- لستُ.. لستُ
- أربعٌ قصار
- لوافت
- الأول الأخير..
- المحكمة..
- مُت وحيداًً
- سنعبر المحن
- أفكار بالصوت العالي
- الخطاب الديني عبر الأثير
- تجلىّ لي المارد
- أمن كربلاء.. وتساؤلات أظنها مباحة
- هل تكفي 10 مليون دولار لحقن دمائنا ؟!
- نصبح وتصبحون


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر السلامي - سامراء.. وريثة كربلاء وشاهدة التاريخ