إبراهيم الأيوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 00:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاءت خطوة هدم الجدار الحدودي بين مصر وقطاع غزة من قبل حركة حماس لتنقذ الكيان الصهيوني من مأزق وضع نفسه فيه , حيث أن معاناة مواطني قطاع غزة جراء الحصار النازي الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع , والذي توج بوقف إمدادات الوقود عن القطاع مما أدى إلى بوادر كارثة إنسانية , لعب الإعلام الفلسطيني والعربي والعالمي دورا رئيسيا في كشف أبعاد الكارثة , وتأجيج العالم والرأي العالمي والعربي ضد الكيان الصهيوني , حتى من أقرب حلفائه , وخرجت مظاهرات التنديد والاعتصام في جميع أنحاء العالم تضامنا مع أهالي غزة المحاصرين , واجتمع مجلس الأمن ودعت الجامعة العربية لاجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب , كما دعا الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مؤتمر قمة عربية في 15 من فبراير من أجل غزة .
وكانت الأمور تسير بالاتجاه الإيجابي , حيث لأول مرة منذ الانقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس يكون هناك التفاف وإجماع فلسطيني عربي دولي لفك الحصار عن قطاع غزة , والذي يعني فشل السياسة الإسرائيلية في حصار حكومة حركة حماس , لو صبرت كانت حركة حماس ستجني انتصار سياسي هاما يغير من مجريات وضعها المتأزم , ويفتح المجال أمامها للتعاطي معها كعنوان تمثيلي لمواطني قطاع غزة مما سيعطيها شرعية عربية ودولية كأمر واقع .
لكن مع هدم حركة حماس للجدار الحدودي , أفرغت شحنة الغضب العالمي من مضمونه , وأعطت فرصة للكيان الصهيوني بتحميل مصر المسؤولية وبمطالبتها بسد الاحتياجات الإنسانية لمواطني قطاع غزة , وأعطت صورة غير حضارية عن الشعب الفلسطيني عبر وسائل الإعلام المباشرة, وأحرجت الحكومة المصرية حيث وصف الرئيس مبارك شعب غزة بالجائعين حين قال ( فلندعهم يأتوا ليأكلون ويتبضعوا ويعودوا إلى غزة ) , وفوق كل هذا وما قدمه وما يقدمه الشعب المصري من دعم للفلسطينيين , كان رد الجميل للشعب المصري بإصابة وجرح أربعين من عناصر الأمن المركزي جراح بعضهم خطيرة , وحرق بعض محطات الوقود .
رغم كل ما حدث أضافت حماس خطأ آخر إلي قائمة أخطائها من بداية تشكيل الحكومة ومحاولة الجمع بين السلطة والمقاومة , إلى الحسم العسكري بالانقلاب الدموي إلى هدم الجدار الحدودي . حيث الفشل الذريع للرؤيا الحمساوية في التعامل مع الحدث , هُدم الجدار واستمر الحصار.
ودمتم حالمين بغد أفضل
#إبراهيم_الأيوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟