|
التدوير
محمد الإحسايني
الحوار المتمدن-العدد: 2154 - 2008 / 1 / 8 - 08:30
المحور:
الادب والفن
شعر التفعيلة
ظواهر فنية
التدوير الجزء1
تعريف التدوير: التدوير انقسام كلمة تقع بين عروضة البيت من الشعرالعمودي وبداية عجزه؛ فيوصف البيت حينئذ بأنه مدور أو فيه تدوير، وفي الشعر التفعيلي يقتصر الأمر على انقسام التفعيلة. مثاله في الشعر العمودي ، قول الحرث بن حلزة من البحر الخفيف : ثم ملنا على تميم ٍ فأحرمْـ= نا وفينا بنات قوم إماءُ فاعلاتن متفعلن فاعلاتن = فاعلاتن متفعلن فاعلاتن فعبارة" فأحرمنا "=[ فأحرمْ ، نا] اجتازت فاعلاتن في عروضة البيت مع بقية من كلمةأخرى كالتالي:[ نا، الدالة على الفاعل] إلى ضرب البيت حيث يمتد النفس الموسيقي المحدث بعد الوقفة الزمانية المفاجئة ليمتد بانتهاء عروضة البيت في القافية.وهذا هو سبب الهزة المطربة في التدوير.وذاك يسترعي ملاحظتين أ- ف+ أحرم+ نا بكونها عبارة هي المنقسمة وليست التفعيلة فاعلاتن التي انتهت بانتهاء العروضة. ب- التفعيلة الثانية فاعلاتن في بداية الضرب انقسمت فأصبحت فا+[ التي ذهبت مع بقايا أحرمنا] علاتن الممثلة في: [وفينا]، خلافاً للذين يقولون بحصول الانقسام في " الكلمة" وحدها بالبيت فقط، لأن للبيت العمودي وحدته المستقلة موسيقياً. والتفعيلة المنقسمة إنما تقع في حشو وبداية الضرب في العمودي. التدوير في شعر التفعيلة: لا تستسيغه نازك الملائكة. عللت ذلك بـ : 1 -أن الوحدة هي الشطر.لذلك ينبغي أن يبدأ بـ كلمة لا بنصف كلمة [ ببعض من الكلمة أو العبارة على الأصح كما قدمنا] و كما أشارت إلى ذلك، عند جورج غانم- تقول نازك-[ ص 69 – قضايا الشعر المعاصر] من المتقارب: لأهتف قبل الرحيل ترى ياصغار الرعاة يعود الـ رفيق البعيد [ نداء البعيد، بيروت1975 ص18] - 1تلح على أن ينتهي شعر الشطر الواحد بقافية[ أو على الأقل بفاصلة] -2 ترى أن التدوير يتعارض مع القافية "... وهذه حقيقة تفوت الشعراء الناشئين وبسببها يضعون قوافيهم التي يجهدون لها أحياناً. " ص 97 .إنهما اكتشافان هي سباقة إليهما. غير أنها عندما أرادت تعزيز حججها وقعت في خطإ فادح لا يمحوه إلا شموخها ورزانة دراساتها، ودرجاتها الأكاديمية، وتحرياتها وكونها سباقة إلى إبدا عات في الشعر الحر ودراسات عن الشعر المعاصر، خاصة آراؤها في مقدمة " شظايا ورماد" ووجه الخطإ في المحاجة، قولها الذي أرادت به تعزيز أطروحتها: " ...وإذا كان يريد – تعني جورج غانم- أن يجعل " يعود " قافية؛ ويحسب أن الشطر قد انتهى عندها، فكيف فاته أن بداية الشطر التالي[ الرفيق البعيد ]كانت حرفاً ساكناً هو همزة الوصل؟ ومتى كان البيت العربي يبدأ بساكن؟ " مناقشة: صحيح أن العرب لاتبتدئ بساكن ولا تقف على متحرك.لكن إذا بدأ أحدنا بهمزة وصل من [ ال] – وهي هنا، ال شمسية، وحتى لو كانت قمرية- يقطعها [يحركها] فلا تعود حرفاً يُتوصل به إلى الساكن لأنها لم تقع في وسط الكلام.إذن: فوصل همزة[ ال] ليس مطلقاً بل نسبياً [ وسط الكلام فقط].ولذلك يمكن للبيت العربي أن يبدأ بـ [ ال]، قال زهير من البحر الكامل بعروضة حذاء وضرب أحذ مضمر : السـِتر دون الفاحشات ولا=يلقاك دون الخير من سِتر/ مستفعلن مستفعلن فعَلنْ= مستفعلن مستفعلن فعْلنْ وقال طرفة، من المديد: الهبيب لافؤاد له= والثبيت ثبته فهمه عدا الأرجاز التعليمية المبدوءة بالحمدلة. ففي حال افتراض أن جورج غانم بدأ "الشطر" الموالي ب [ ال] ؛ وهو جائز كما قدمنا بالأبيات المستشهد بها: ترى ياصغار الرعاة يعود الرفيق البعيد. ماذا سيحدث؟ أن ينتقل وزن الشطر من المتقارب إلى المتدارك. وهنا سيضطرب الوزن رغم أن البحرين شقيقان. تسوق نازك في موضع آخر، شعراً لعبد الوهاب البياتي : وهجرت قريتنا، وأمي الأرض تحلم بالربيع ومدافع الحرب الأخيرة لم تزل تعوي هناك ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع وكان عمري آنذاك عشرين عام وترى أن لفظة " صقيع " هنا كان ينبغي أن تكون قافية مجانسة للفظ " الربيع " ولكن الشاعر أضاعها لأنه جعل الشطر مدوراً ، فأصبحت القافية الفعلية " الصقي". أما عين الكلمة فقد انصرف إلى موضعها الصحيح في أول الشطر التالي[ ع وكان عمري آنذاك] لأنها تكمل الثغرة الفارغة في أول تفعيلة الكامل وقد تركها الشاعر مثلومة في أولها فلا بد لها أن تنغلق بالعين لتكتمل. وبذلك أصبحت الأشطر خلواً من القافية.":[ القصيدة المدورة في الشعر العربي الحديث / نص محاضرة في مهرجان المربد4 /نازك الملائكة- مجلة الآداب، العدد الثاني، شباط 1978 ص /ص 20 /21 ] وبما أن نازك تمنع التدوير في الشعر الحر منعاً باتاً، فقد أنهت حسابها مع شعراء الشعر الحر الذين لجأوا عمداً - كما لجأت هي أيضاً إلى قصيدة التفعيلة – إل التدوير، فانغمسوا فيه كلاً على شاكلته، مشرقاً ومغرباً.بل تصنعتْ شعراً مدوراً لا شاعرية فيه – العبارة لها – لتبرهن للشعراء على ذلك : " طلعت نجوم الليل تفرش ظلمة الأحراش أحلاماً طريات ورش العطر خد الليل، والدنيا تلفع كل ما فيها بأستار الظلام المدلهم البارد القبريّ وانتاب المدى خوف من المجهول، يا قلبي تيقظ واترك الأوهام تجني كل باقات الأماني أمسك الجذلان بالأفراح والرغبات قد نفض النعاس وعاد يملأ مشرق الدنيا ضياء وابتسامات فدع فتن الصباح المشرق المسحور ينفذ لاتكن حيران مقطوع الرؤى..." الآداب عدد2 شباط 1978 :و كتابها قضايا الشعر المعاصر ط4 .
#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرات كلب غير عابئ ولامخدوع1
-
النقود المزيفة
-
العام ما قبل الأخير من إشراقات باهتة
-
سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-
-
أغنية أعلى البروج
-
الكلب والقارورة..... ش.بودلير
-
عيون الفقراء
-
في الواحدة صباحاً...........بودلير
-
المغريات أو إيروس، وبليتوس ، والمجد
-
هل الإنسان مجرد وهم؟
-
اقتراني بالكتابة من زواج سري إلى رباط لاانفصام له
-
الفضاء الروائي في المغرب متعدد ويرتبط بالإنسان أصلاً
-
النسيم
-
الحياة السابقة
-
النوافذ لشارل بودلير
-
من الدروس التي تعلمناها من نازك الملائكة
-
الحس التاريخي
-
ثرثرة في حقبة الهزيمة 1
-
نعم ...أثر أرسطو في المناطقة العرب
-
دليل رحلة رامبو
المزيد.....
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|