أكاديوس
الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:22
المحور:
الادب والفن
في الجنوب ...
حيث الرقابُ المقطوعة ..
تستطيل للسماء ..
ترنوا حدودَ الثــــــــأر
أفواه َمدافع ..
تنفثُ بخارها الأحمر
ثورةً حاقدة ...
أرواحاً هامدة ..
و سمواتٍ منحورة
النهر يجري ...
والكواسجُ تلاحقُ أمواجَه
والحبُّ يبحث عن بيتٍ للإيجار
حتى لا يبيت في الثلاجة
طواويسُ الغروب ِتندس في أعشاشها..
لتمارس الغرام مع تمــــــوز ..
في الطابق السفلي
الصيفُ وقد طوى عباءة البريسم
وكأنه يرحل دون رجعة
والشتاءُ وقد أناخَ جمله ..
محملاً بالصقيع
وبدأ ينشرُ ضبابَه المحتبس ..
في قواريرهِ العتيقة
منذ الفصول الحجرية
مذ صنع الرب تجارب الخليقة
المضطربة المقاسات
يوم أكلت الديناصورات ..
حقول الشعير
فماتت الخراف كمداً
وارتدت الأرضُ أثوابَ الحدادِ البيض
وذات سحر ..
ألقى الملاكُ الكهل ..
نجمة الرب الأخيرة
في سُرَّةِ عشتار
فحملتنا إلى بلادِ المشركين
أحاداً ..
أحاداً ..
فشِدنا من أحلامنا جناناً
وعلقنا على أستارها أحزاناً
وبقرنا رحم الأرض اليباب
برماحنا الفضية
وصنعنا من عظامها
ثيراننا المجنحة
نعبر بها البحر الصابئ ..
نخسفه
والريح السوداء تطاردنا
لمدينة الملح العمياء
وأنا أكتب خاتمة القرآن
"سنُقرئك فلا تنسى"
فيقرؤون خاتمتي
"سنذبحك فلا تمت"
ستحمل أحزانك الريح
ستحمل أخطاء التأريخ
آه ٍ
آه ٍ يا ورق الليمون
يا قطر الزيتون
هل ستذكرني عند القيامة ..؟
هل ستستر جسدي الغارق في النعاس
حتى الثمالة ..؟
الليلة سآوي للكأس
سأفرغه في دمي المشلول
حتى آخر رعشة
سأجلسُ عندك ِ..
أرقبُ وجهك المنتظر منذ الأمس
و المشاحيف مواعيد ..
الحضارات القديمة
فأريني لحمكِ الغارق ..
في الشهوةِ منذ الطوفان
والدنيا مصابيح يتيمة
فما عاد لنا غير سويعات ..
ويغطينا القصب
[email protected]
[email protected]
#أكاديوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟