أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - عندما قتلوا الملك الشاب وأثنين وسبعين من عائلته الشريفة















المزيد.....

عندما قتلوا الملك الشاب وأثنين وسبعين من عائلته الشريفة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


طبعة عراقية سيئة عن الأصل المصري !!
فيصل عبد الحسن- المغرب
ميزة العراقيين أنهم يصبرون كثيرا علي جار السوء حتي يرحل أو تأتيه مصيبة وتأخذه ، وهي طبيعتهم أيضا مع حكامهم الدكتاتوريين وأتذكر وأنا صغير بكاء والدي ووالدتي وجدتي لمقتل الملك فيصل الثاني يرحمه الله ، ولم يكن للحكم الملكي فضلا على أحد من أسرتنا غير الذي يجيئنا من العيش في الوطن العزيز في عهد ملكي كباقي المواطنين العراقيين العزل وإنا أعني بالعزل أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة ويتقبلون ما تخططه الأقدار لهم ، تفرحهم أفراحه وتحزنهم أتراحه ، فهم عند سماعهم بمقتل الملك وسبي عائلته أكتفوا بالبكاء في البيت كالكثير من أبناء الشعب العراقي ولم يخرجوا للفرح بالمذبحة قريبا من وزارة الدفاع وليس هذه الآلاف المسيسة التي خرجت في ذلك اليوم هي كل الملايين السبعة التي كانت تعيش في الوطن الذي أسمه العراق ، الشرعية الثورية التي لم تكن شرعية ولا قانونية وقد سلبت هؤلاء المواطنين العراقيين من مستقبلهم وحياتهم وأعرافهم وأعادتهم إلى أجواء مذبحة كربلاء التي كانت من أسبابها مبايعة الإمام الحسين والطلب منه المجيء إلى العراق وتركه وأتباعه القليلين غنيمة سهلة لجيش أبن زياد الأموي وأتعجب لقول البعض عن أحزابهم أنها مثل مجنون القرية الذي يصرخ في الشوارع إن بركاته هي التي تحميها.
الأحزاب العراقية المتأثرة بما حدث في مصر في عهد فاروق مصر وبتأثير مباشر من انقلاب البكباشي جمال عبد النصر على الملكية جعلهم يخططون لصنع طبعة عراقية مماثلة في العراق ، مع علمنا أن الاختلاف كبير بين فاروق مصر والملك فيصل الثاني وبين عهد الملكية في مصر والعهد الملكي العراقي فعلى سبيل المثال لا الحصر لقد تعددت انتفاضات المصريين منذ حملة بونابرت وكان الأمل أن يملكوا زمام أمرهم ويحدثنا التأريخ عن الكثير من الشهداء المصريين الذين سقطوا جراء هذه الانتفاضات ولكن زعماء الأزهر صعدوا إلي القلعة واختاروا للحكم جنديا ألبانيا لمجرد أنه يحمل ماركة الخلافة هو محمد علي باشا ومن يومها خضعت مصر لمدة قرن ونصف القرن لاستبداد أسرة تري أن المصريين عبيدا،لهذه الأسرة ولقد ثار المصريون تحت راية أحمد عرابي من أجل الدستور وثاروا مرة ثانية في عام 1919 تحت زعامة سعد زغلول والوفديين وجاءوا بدستور يقيد الحاكم وينزع من يده سلطة الحكم المطلق ولكن الملك فؤاد انقلب علي الدستور و كي يظل حاكما مطلقا من دون مشاركة للشعب وجاء من بعده ابنه فاروق ليجعل كل همه الانتقام من الوفد صاحب الأغلبية الشعبية فكان استهتاره سببا مباشرا في وقوع البلاد في براثن الدكتاتورية العسكرية. و قد قرأت للمؤرخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد الحالي، جمال بدوي ، قبل أيام في عموده الاثنين الفائت في جريدة حزب الوفد يقول عن تلك الفترة ملخصا أحوالها : في العهد الأول نجح الملك فؤاد في تسميم آبار الديمقراطية التي حفرها الوفد منذ ظهوره لتكون شرعه ومنهاجا للحكم، فقد تربي فؤاد في حضن الأوتوقراطية العلوية، وكان من الصعب عليه ان يري الشعب المصري منافسا ومشاركا في تقرير مصير البلاد، فانقلب علي الدستور واستعان بحفنة من المستوزرين الذين يشاركونه ازدراء السلطة الشعبية وينظرون إلي الشعب علي أنه قاصر يستحق فرض الوصاية عليه إلي أن يكبر وينضج !!
* فلما جاء فاروق ازداد الطين بلة وأسلم ذقنه إلي رائده ومربيه أحمد حسنين الذي جعل كل همه إبعاد الوفد عن الحكم حتى ينفتح أمامه الطريق إلي حكم مصر عن طريق السيطرة علي الملك الغلام، وأمه الرعناء، ولعب بمصير البلاد كما يلعب لاعب القمار .
* وفي العهد الثوري ( يعني طبعا حكم البكباشي جمال عبد الناصر والضباط الأحرار ): تبخرت أحلام الديمقراطية بعد أن تذوق الضباط حلاوة الحكم وعاشوا في أعطاف القصور ونسوا أنهم ثاروا للقضاء علي الفساد والاستبداد والرشوة وتنكروا للشعب الذي أيدهم بصدق لإنقاذه من فساد فاروق فإذا بكل منهم وقد أصبح فاروقا وتخلوا عن مواقعهم المقدسة في حماية استقلال البلاد وشغلوا مواقع الحكم فانفتح الطريق أمام إسرائيل لتحتل مصر مرتين ووصلت قوات بن غوريون وديان وغولدا مائير الي مياه قناة السويس !! . وإذا وجد الكاتب المصري أن أبن غوريون وديان وغولدا مائير أحتلوا مصر أحتلالا مجازيا فإن العراق بفعل هذه الدكتاتوريات العسكرية وقع تحت احتلال عسكري حقيقي ويعلم الله وحده متى يستطيع الشعب العراقي بكفاحه وصبره ودماء أبنائه تحويله من شكله العسكري البغيض إلى معاهدات وقواعد عسكرية ، في أفضل الأحوال أي بالعودة به إلى معاهدات كتلك المعاهدات التي كانت تثير الشارع في الأربعينات من القرن المنصرم! أن الحكم الملكي في العراق بمقارنة بسيطة وبالرغم من السلبيات التي كانت موجودة في مفاصله كأي نظام سياسي في شرقنا المتخلف الذي ينقل أمراضه الاجتماعية والأخلاقية إلى مفاصله وآلياته السياسية لأن كما يقول المثل العراق من هذا القماش فصلنا الصاية !! لم يكن بالسوء الذي كان عليه الحكم الملكي في عهد فاروق مصر لنطبق عليه مسطرة ثورة جمال عبد الناصر بزيادة غير منصفة تمت بذبح الملك الشاب وأثنين وسبعين فردا من عائلته الشريفة من النساء والأطفال والتمثيل بجثثهم في شوارع بغداد !! وعلينا بعد أن تحملت الأجيال العراقية وزر هذه الدماء البريئة طيلة العقود الماضية أن تتحرر من ذلك الماضي بنقده والتبرؤ من جرائمه ، ليبدأ الشعب العراقي في الوطن العراقي الحر الذي يستأهل منا كل التضحيات بداية جديدة معمدة بالصدق والوفاء لمن بايعهم أهلنا أحياء وأمواتا وخذلوهم أحياء وأمواتا .
نعم من المنصف للشعب العراقي أن تفكر الأحزاب الوطنية التي شاركت في تغيير الحكم بالقوة العسكرية في عام 1958 بنقد ما حدث وأن تكون قياداتها الحالية جريئة وشجاعة لمواجهة نفسها أولا وقواعدها ووفاء لذكرى شهدائها الذين سقطوا جزافا في معارك حزبية من أجل الوصول إلى السلطة أو للبقاء في السلطة أو لاستعادتها من غيرها في العقود الثلاثة والنصف الماضية من التأريخ الثوري للعراق .
ولي هنا أن أشكر العقيد محمود شاكر الحلي الذي أرسل لي رسالة كريمة فيها الكثير من المحبة للعهد الملكي ، ولومه للحزبين الملكيين اللذين أنشئا في العراق عقب 9 نيسان 2003 وحالما انتهت الانتخابات النيابية اختفيا من الوجود كأنما لم يوجدا أبدا !! وقد وجه رسالة من خلالي إلى ضرورة تواجد حزب ملكي في العراق يرعى آمال المتأملين بعراق حر ملكي دستوري يحترم المبادئ الديمقراطية ويطلب التحرر والسمو والرفعة لهذا الوطن العزيز الذي عانى أفراد شعبه كثيرا حتى وصل بهم المآل إلى ما نحن فيه من احتلال أجنبي و احتراب وأحوال سيئة.
وأقول هنا في إشارة لطيفة لأخي العزيز الكاتب والزميل محمد علي محيي الدين أن أسم أبي هو عبد الحسن وليس عبد الحسين ، وأني أشكره جدا للمعلومات الوفيرة التي جاءت في رده على مقالي واهتمامه العميق بفترة من أخصب فترات العراق السياسية وأود أن أهمس في أذنه أن قديما قيل : أنه إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه ، وسأل رجل عليا رضي الله عنه : ما بال المسلمين اختلفوا عليك ، ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر ؟ فقال : لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي ، وأنا اليوم وال على مثلك !!
كاتب وصحافي عراقي يقيم في المغرب
[email protected]



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زينها والعب أويانه
- إلغاء البطاقة التموينية..مؤامرة لتركيع الشعب العراقي
- سوء أعمالنا جابك علينه
- جانت عايزة التمت
- طركاعه
- اليدري يدري والما يدري كضبة عدس
- دافنينه سووه
- الربا الأسلامي
- الحوار المتمدن مرآة الفكر اليساري
- الديج
- اليقره هندي واللي يسمعون اهل الجريبات
- جابر جودة مطر...شيء من الماضي
- الشيوعية ومواقف رجال الدين/4
- محطات في حياة المناضل معن جواد/6
- الشيوعية ومواقف رجال الدين 3
- الشيوعية ومواقف رجال الدين/2
- قول على قول
- الشيوعية ومواقف رجال الدين1
- العلمانية نظام لتحقيق العدالة والمساواة
- متى نقول وداعا يا تكساس


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - عندما قتلوا الملك الشاب وأثنين وسبعين من عائلته الشريفة