أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام الخضرا - أزمة الديمقراطية في الوطن العربي














المزيد.....

أزمة الديمقراطية في الوطن العربي


عصام الخضرا

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس من المعقول أن نتهم الإسلام بأنه العائق حيال الوصول الى الديمقراطية , رغم انه عامل مشترك في تكوين الشخصية العربية ونمط تفكيرها , والتي هي أساس أزمة الإنسان العربي وبالتالي أزمة المجتمع العربي , حيث ان الإنسان في مجتمعاتنا لا ينتمي في اغلب الأحيان إلى القرن الحادي والعشرين بل الشطر الأكبر من مشاعره وأحاسيسه وتكوينه الفكري ينتمي إلى قرون ماضية ربما وصلت احيانا الى مطلع الاسلام .
فالقليل منهم يستطيع ان يتعامل بعقلانية مع المشاكل السياسية المحلية والدولية او مع قضايا علمية معاصرة , وينطبق ذلك كما على الانسان العادي ,على القائمين على السلطة من جانب والمعنيين بالفعل الديمقراطي من جانب اخر, بالرغم من محاولاتهم تطبيق نظم ديمقراطية لم تكن نتاج بيئتهم ولكنها مستوردة من الخارج سواء كانت مبنية على اسس دينية اوفكرية سياسية كالشيوعية والقومية .
إن ضعف الوعي الاجتماعي المتمثل برفض الاخر والعمل على محاربته يجسد ضعف مقومات الفكر الديمقراطي فالفرد في مجتمعنا الحالي سواء في الوطن او المهجر يخضع في سلوكه وممارساته لقواعد متماثلة من حيث الاعتقاد بصحة موقفه وتطابقه مع احكام المنطق والعقل , بينما يعتبر الراي الاخر اقل شانا وخالي من كل مضمون.
وبالقاء الضوء على الاحزاب السياسية الداعية الى الممارسة الديمقراطية وتحليل سلوكها الاجتماعي نجد حتى القائمين عليها بعيدين كل البعد عن الممارسة الديمقراطية حيث تلحظ انفصاما واضحا بين القاعدة – ان وجدت - والقيادة التي تنفرد بالقرارات دون التفكير بالتحدث الى القاعدة او حتى إبلاغها , ويعود ذلك الى التكوين الاجتماعي التربوي للفرد العربي الذي ما ان يتاح له التمتع بقسط من السلطة الاجتماعية حتى نجده ينفرد بقرارات ويستأثر بكل ما هو متاح ولو كان على حساب الآخرين .
فأزمة الديمقراطية هي أزمة اجتماعية ثقافية بالدرجة الاولى تعاني منها كافة الاطياف الاجتماعية والسياسة ,القومية والدينية كما هي متجلية في شرعية السلطة السياسية التي لم تستمد من المواطنين, والتي فهمها المسلمون الاوائل تحت اسم البيعة وشرحها ابن خلدون في مقدمته على انها العهد على الطاعة وغالبا مشروطة بتطبيق سنة الله فاذا ما خالف الوالي أو السلطان هذه السنة فان في ذلك حلا للأفراد عن بيعتهم .
ورغم ذلك فقد كانت الحكومات العربية وفي أرقى اوقاتها حكومات استبدادية متجاهلة امر الإسلام بالشورى فعمر بن الخطاب لم يستشر يوما احدا فيما اعتقده خيرا لرعيته .
وبقي الخلفاء المسلمون يمارسون لعبة البيعة للحصول على الشرعية السياسية لسلطتهم على ان هذا حقا مستمدا من الدين و مازال الكثير من حكام الجزيرة العربية يستمدون سلطتهم من الدين واضعين المجال السياسي والتعددية الحزبية التي هي اساس الديمقراطية الحديثة خارج اهتماماتهم الحقة.
أما مستوردي التيارات الفكرية الحديثة سواء كانت قومية أم اشتراكية فلم يكونوا أحسن حالا من أصحاب التيارات الدينية, فلم يحصلوا وغالبيتهم من الضباط على شرعيتهم بالأساليب الديمقراطية الحديثة بل إنهم اعتمدوا على جذورهم العشائرية او الطائفية وسلموا جميع زمام الأمور التي تضمن بقائهم في السلطة إلى أبناء طائفتهم أو عشيرتهم . وللعرب في هذا الامر تراث مجيد يمتد الى قرون قبل الاسلام
وقد اعطانا العقيد الروماني سوري الاصل فيليب العربي مثلا رائعا للحاكم العربي المعاصر, حيث قام فيليب الذي كان نائبا لقائد الجيش بتسميم رئيسه ليصبح قائدا للجيش ولم يكتف بهذا الحد بل حرص على قتل القيصر الشاب جيريانوس الثالث وذرف الدموع على موته ونصب له تمثالا حيث مات بمقربة من نهر الفرات وتسلم السلطة كقيصر لروما وكانت أولى مهامه تسليم أخاه ولاية العراق وسوريا وأبو زوجته ولاية ما يسمى اليوم بالصرب وانعم على زوجته وأولاده بألقاب القياصرة , واحضر إلى روما من قرية شهبا مسقط رأسه كبار الموظفين والمستشارين ويبدو ان هذا النمط من من التصرف وهذه العقلية مازالت تسيطر على عقول الكثيرين من قادتنا في القرن الواحد والعشرين ..



#عصام_الخضرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام الخضرا - أزمة الديمقراطية في الوطن العربي