أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيصل الياسري - غربال الذاكرة : سيغموند فرويد















المزيد.....

غربال الذاكرة : سيغموند فرويد


فيصل الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كل مرة ازور فيها فيينا تقودني قدماي إلى بعض شوارعها ، التي عايشتها قبل عشرات السنين – أيام الدراسة - فأتفقد المعالم واسترجع بعض ما حفظته الذاكرة عن هذه المدينة الثرية حضاريا ! ومن أول ما اذهب إليه هو شارع الاسباني الأسود ( شفارتس شبانير ) حيث مقهانا المفضل ونحن طلبة ، ويقع تحت المنزل الذي توفي فيه الموسيقار بيتهوفن قبل مائة وثمانين عاما (1827).. فوجدت المقهى قد تحولت الى مكتبة علمية ..
فواصلت سيري مع امتداد الشارع حيث ينحدر زقاق الجبل ( بيرغ غاسه) الذي قطنت فيه سنتين في غرفة صغيرة في شقة ذات طراز كلاسيكي تعود للسيدة نوفاك على بعد أربع بنايات من المنزل الذي أقام به لسنوات عديدة العالم النفساني الشهير سيغموند فرويد !
كانت السيدة نوفاك معجبة بجارها القديم فرويد وقد خصصت لمؤلفاته رفا في مكتبتها ، وكانت تعتز بنسخة من كتاب ( العلاج النفسي للجميع ) عليه إهداء بخط فرويد الذي كانت تتفاخر بانه كان جارها , وانها قد عرفته عن قرب قبل ان يغادر الى لندن ليموت هناك بمرض السرطان عام 1939 !!
صورة منزل فرويد في فيينا ***
اقتربت من المنزل الذي تؤكد لوحة على واجهته أن فرويد قد عاش فيه لسنوات عديدة ، فوجدت أمامه حركة غير عادية ، ثم علمت انهم يحتفلون بالذكرى الخمسين بعد المائة لميلاد سيغموند فرويد الذي تتناقض الآراء حول نظرياته في الطب النفسي من أقصى الإعجاب إلى أقصى الرفض الذي قد يصل الى حد اتهامه بالشعوذة والمكر العلمي !! وقد تصدت للدفاع عنه ابنته الطبيبة آنٌا فرويد في كتابها( منهج فرويد) مستعرضة تاثيره الايجابي في نواحي عديدة وحتى على الفنون ومنها مثلا على الحركة السريالية في التشكيل ( كما في لوحة بشاعة الحرب للرسام الاسباني سلفادور دالي) وفي السينما (كما في أفلام هتشكوك) !!
كان الاحتفال بالذكرى المائة والخمسين لميلاد فرويد مناسبة جديدة لاثارة كل الاراء السلبية والايجابية حول أطروحاته المتعلقة باللاوعي والتحليل النفسي وتفسير الاحلام واغراءات الطفولة وتاثير العامل الجنسي والاغواء والشبق على السلوك الانساني !
فهذا نابوكوف مؤلف رواية لوليتا يسمي فرويد بدجال فيينا / والفيلسوف كارل بوير لا يعتبر مؤلفات فرويد اعمالا علمية / ويقول العالم الالماني غرونباوم ان فرويد اعتمد التضليل في احكامه الخاصة بالوعي واللاوعي !! بينما يعترف الكثير من الروائيين الاوروبيين والامريكان بفضل تعاليم فرويد الخاصة بالتحليل النفسي على ما كتبوه من روايات لاقت نجاحا !
فراو نوفاك – التي كنت اسكن في غرفة بمنزلها على بعد خطوات من منزل فرويد - كانت متعصبة لفرويد (جارها القديم ) ولا تكل من سرد سيرته على مسامعي وكيف جاء مع عائلته الى فيينا وعمره اربع سنوات ، وانه كان تلميذا متفوقا وقد احتل المرتبة الأولى في صفه عند التخرج , وانه التحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره وكان أمل فرويد أن يصبح عالما في التشريح ولكنه تخصص بمعالجة امراض الأعصاب عام 1881م.- وتقول فراو نوفاك انها كان تعرف زوجته مارتا التي أنجبت له ستة أطفال ثلاثة بنين وثلاث بنات وأصبحت احدهن( أنا) طبيبه معروفة في لندن متخصصة بإمراض الأطفال النفسية !! .
كانت السيدة نوفاك تحتفظ بمعلومات دقيقة ومفصلة عن فرويد نابعة عن اهتمامها الشخصي به فتذكر بداياته في الثمنينات من القرن الماضي مع بروير ( توفي 1925 ) الذي كان طبيبا ناجحا في استخدام التنويم المغناطيسي لعلاج الهستيريا , وقد عمد الاثنان إلى استعمال طريقة التحدث مع المرضى فنجحا بعض النجاح وصارت طريقتهما مزيجاً من التنويم والحديث ، ثم سافر فرويد الى باريس ليدرس على يد طبيب نفساني فرنسي مشهور ( جين شاركوه ) الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي ايضا في علاجه للهستيريا . كانت زيارة فرويد إلى باريس هامة لسببين على الاقل ، الأول هو ان فرويد تعلم من شاركوه إمكانية علاج الهستيريا كاضطراب نفسي و ليس كأضطراب عضوي ! والثاني انه سمع شاركوه يؤكد بحماس ان اساس المشكلات التي يعاني منها احد مرضاه جنسي !! وهذا لفت اهتمام فرويد إلى إمكانية ان تكون المشكلات الجنسية سببا في الاضطرابات النفسية !!
استطيع أن أقول الآن إن السيدة نوفاك هي التي (ثقفتني) فرويديا ، وكانت تقف أمام مكتبتها وتسحب كتاب ( مدخل في التحليل النفسي ) وتقول هذا من اهم اثار فرويد الى جانب كتابه تفسير الأحلام ( الحلم عند فرويد هو انحراف عن الرغبة الأصلية الكامنة في أعماق النفس وهي رغبة مكبوتة يقاومها صاحبها في مستوى الشعور ويعيدها إلى اللاشعور ، وأثناء النوم عندما تضعف الرقابة تأخذ طريقها باحثة لها عن مخرج )
أما في كتابه (الأنا وألهو das ich und das es – نشره عام 1923) فيطرح فرويد ثلاثة مصطلحات هي : (الأنا و الأنا العليا والهو ) لتقسيم النفس البشرية ويرى ان هذه المصطلحات تقدم وصفا ممتازا للعلاقات التفاعلية بين الوعي و اللاوعي / فالأنا ( واعية) تتعامل مع الواقع الخارجي ، و الأنا العليا (واعية جزئيا) وهي تقوم بدور المحاكمة الأخلاقية الداخلية في حين تمثل الهو اللاوعي كونها مخزن الرغبات و الغرائز اللاواعية و الدوافع المكبوتة !! ومن هذه التركيبة الثلاثية فسر فرويد نظريته بخصوص كيفية تنظيم نشاط العقل البشري وفهم سلوك الإنسان ، وعليه نشأت أكثر تعاليم فرويد شيوعا حتى على المستوى الشعبي ، نظرية التحليل النفسي للتعرف على شتى نواحي السلوك الإنساني !!
وتستند نظرية التحليل النفسي الفرويدية على أسس ثلاثة هي : الجنس - الطفولة - الكبت الذي هو دعامة نظرية التحليل النفسي ، ويدعو أهم قسم فيها إلى الرجوع إلى الطفولة المبكرة للكشف عن المشاعر والأحاسيس الخفية عند الطفل والتي يحاول فرويد غالبا ان يجد لها محركات جنسية حتى في مص الأصابع عند الأطفال !! . فالجنس عند فرويد هو النشاط الذي يستهدف اللذة وهو يلازم الفرد منذ مولده إذ يصبح الأداة الرئيسية لاستجابة الطفل لمفردات العالم الخارجي والتعامل معها ، فأطلق مفهوم ( عقدة اوديب ) لتجسيد تعلق الشخص بأمه و ( عقدة الكترا ) لتعلق البنت بابيها !!
وقد طبق نظرياته هذه حتى على فهم الدوافع الأساسية للأعمال الإبداعية وربطها بالغرائز الكامنة لدى الفنان ، بل إن فرويد يرى أن علم النفس قادر على تفسير كل ما يدور في حياة الإنسان فنراه في كتابه (مضايقات الحضارة – صدر 1930 ) يحاول أن يجيب عن السؤال " لماذا لا يحظى الانسان بالسعادة التي ينشدها ؟ " ويزعم أن الشعور بالذنب هو السبب الرئيسي لتطور الحضارة. ولكن الإنسان كثيرا ما يضع الذنب على غيره ويسمي فرويد هذا السلوك بالإسقاط Projection - والإسقاط هي حيلة دفاعية يعزو الشخص عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر يكون قد كبتها بداخله ، فينسب الفرد عيوبه و رغباته المحرمة و العدوانية أو الجنسية للناس حتى يبرأ نفسه و يبعد الشبهات عنه, فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب, و المرأة التي تحب جارها قد تتهمه بمغازلتها. والموظف الذي يحمل مشاعر عدوانية نحو رئيسه قد يسقط هذه المشاعر عليه و يتصور أن رئيسه يكيد له و يتربص به لكي يؤذيه فيبادر الموظف بالهجوم و الاعتداء !!
يقول فرويد في كتابه ( مدخل إلى النرجسية – الصادر 1914 ) إن الإسقاط يتجسد بصورة خاصة عند الشخص النرجسي الذي يضع اللوم دائما على الأخر لأنه – النرجسي – لا يمكن أن يعتبر نفسه مخطئا في شيء، فيبحث عن أسباب الفشل والتقصير عند غيره وبدافع من أنانية مفرطة يرى النرجسي - وهو إنسان عاشق لنفسه - يري أنه أفضل الناس و يستبيح لنفسه استغلال الناس وتسخيرهم. والنرجسي يهتم كثيرا بمظهرة وكيف يبدو في عيون الأخرين وكيف يثير أعجابهم ويستفزه التجاهل جدا ويحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح وكلمات الإعجاب.
كانت فراو نوفاك - ربة البيت الذي اسكن فيه - قد تعلمت من نظريات فرويد إن تفسر كل سلوك إنساني بأنه نابع عن غريزة خيرة أو شريرة ، ومن ذلك الحرب العالمية الثانية التي عاشت ويلاتها .. وهي تعتبر كل حرب مجرد قتل وتدمير لا تكسب منها الإنسانية شيئاً في نهاية الأمر ، مهما كانت هوية المنتصر أو المهزوم. ...وهو كلام اقتبسته نوفاك على ما يبدو من رسالة وجهها عام 1932 فرويد إلى اينشتاين بناء على دعوة من عصبة الأمم إلى عدد من كبار مفكري العالم لتبادل الخطابات والأفكار حول سؤال مركزي واحد هو «لماذا الحرب؟» !! وكانت الرسالة الأولى من مؤسس النظرية النسبية اينشتاين حيث اقترح فيها على فرويد أن يكون تبادل الرسائل بينهما متعلقاً بمسألة ما يمكن فعله بغية حماية الإنسانية من لعنات الحرب !! وقد كان اينشتاين قد بدأ رسالته بالإشارة إلى العلاقة بين الحق والقوة، فيرد عليه فرويد بأنه من الأجدى إبدال كلمة «القوة» بكلمة «العنف» لأنها أكثر جسارة وفظاظة؟
يقول فرويد: إن الناس عموما يحلون صراعات المصالح بينهم باستخدام العنف. وكانت القوة العضلية في البداية، الأكثر تفوقاً في قطيع بشري صغير وهي التي تقرر من يملك الأشياء، وإرادة من هي التي ستسود». ولكن سرعان ما أضيفت الأدوات الى القوة العضلية، «فالفائز بات من يملك الأسلحة الأفضل أو من يستخدمها في شكل أكثر مهارة... ومع استخدام الأدوات – أي الأسلحة– بدأ التفوق يحل ً محل القوة العضلية. ولكن الغرض النهائي من القتال بقي كما هو: إجبار الطرف الآخر على التخلي عن طلبه بفعل شل قوته أو وقف مسيرته بفعل الدمار الذي يلحق به . وهذا الغرض يتحقق بالكامل إذا أباد عنف المنتصر خصمه بصفة نهائية، أي بعبارة أخرى إذا ألغى وجوده أي قتله. إضافة إلى أن قتل العدو كان يشبع ميلاً غريزياً !! ثم اكتشف المتحاربون ان العدو المهزوم يمكن ان يستخدم في إنجاز خدمات مفيدة للمنتصر إذا ترك حياً ولكن في حالة من الخوف المستديم وهكذا كانت بداية فكرة الإبقاء على حياة العدو.. فنشأت عادة اخذ الأسرى... ولكن كان يتعين على المنتصر أن يعالج تعطش خصمه المهزوم الى الانتقام...
ويستخلص فرويد من هذا ان تاريخ الجنس البشري هو سلسلة لا نهاية لها من الصراعات بين جماعة، أو جماعات، وأخرى... بين كيانات أكبر وأصغر ... تتم تسويتها دائماً بقوة السلاح - ويرى فرويد «أن الحروب لن تمنع إلا إذا اتحدت الإنسانية في إقامة سلطة مركزية يسلم إليها حق إصدار الحكم على كل الصراعات بين المصالح» مما يعني في علم السياسة خلق سلطة عليا وتزويدها بالقوة الضرورية .. ( أكانت أفكار فرويد هذه منطلقا لتأسيس هيئة الأمم المتحدة ؟! )
بعد الحديث السياسي، يعود فرويد في رسالته الى اينشتاين للحديث عن الغريزة البشرية وعن اختيار الحرب كوسيلة للبقاء أو للسيطرة. ومن هنا يقول مخاطباً أينشتاين : ان الغرائز الإنسانية نوعان : غرائز تسعى للحفاظ على النوع والتزواج التوحيدي – ونسميها غرائز شبقية، بالمعنى الذي يستخدمه أفلاطون ونسميها نحن غرائز جنسية، وغرائز أخرى تسعى الى لتدمير والقتل والتي نصنفها معاً على انها غرائز عدوانية أو تدميرية. وهذا ما يوضح التعارض المألوف بين الحب والكراهية
ويرى فرويد أن ظواهر الحياة تنشأ من عمل النوعين معاً، فالغريزة التدميرية تعمل داخل كل كائن حي من أجل تحطيم الحياة وردّها الى حالها الأصلية، حال المادة غير الحية. ومن هنا فإنها تستحق أن تسمى غريزة الموت، بينما تمثل الغرائز الشبقية/ الجنسية الجهد من أجل الحياة. وبذا يرى فرويد أن المخلوق الحي يعتقد دائماً انه يحافظ على حياته الخاصة من طريق تدمير حياة خارجية.
ما الذي ينقذ الإنسانية من الحروب ومن التدمير.. ؟ يرى فرويد ان ما يمكن ان ينقذ الإنسان من الغرائز التدميرية هي الثقافة !! لأن الثقافة تفعل قبل أي شيء آخر، في مجال تقوية العقل الذي يتحكم في الحياة الغريزية، ويكبح الدوافع العدوانية.!! ويقول فرويد ( قد لا يكون من قبيل التفكير الطوباوي أن نأمل بأن يؤدي الموقف الثقافي من ناحية، والفزع المبرر من عواقب الحرب من ناحية ثانية، الى وضع نهاية لشن الحروب» أما بأية سبل وعلى أية خطوط جانبية سيتم هذا الأمر «فذلك أمر لا قبل لنا بتخمينه. ولكن شيئاً واحداً يمكننا أن نقوله: ان كل ما يدعم نمو الثقافة يفعل في الوقت نفسه ضد الحرب ))
** صورة فرويد على العملة النمساوية

تركت منزل فرويد والمحتفلين بذكرى ميلاده الخمسين بعد المائة ، وتوجهت إلى نهاية الشارع حيث كنت اسكن عند السيدة نوفاك ، لم أتوقع وجودها بعد كل هذه السنين ومع ذلك صعدت إلى الدور الأول ، وفرحت عندما وجدت لوحة اسمها ما زالت على الباب !! قررت أن أدق الجرس واسأل .. ففتحت لي الباب شابة ما زالت بملابسها المنزلية ونظرت إلي متسائلة بعد أن ردت على تحيتي مبتسمة بتحفظ !! قلت لها ( قد يثير الغرض من زيارتي دهشتك... إنا اسأل عن السيدة نوفاك ...!)
أثار سؤالي فعلا دهشتها وقالت ( فراو نوفاك .. هذه ماتت قبل أكثر من ثلاثين سنة.. قبل أن أولد أنا !!)
أشرت إلى اللوحة المعلقة على الباب وقلت ( ولكنني أرى أن اسمها ما زال معلقا هنا..! هل انتم من عائلتها .. اقصد تحملون نفس الاسم ؟)
أجابت الشابة ( أبدا.. ولكن رفع اللوحة النحاسية سيترك آثرا على خشب الباب .. كما ان بقائها فيه نكهة تراثية )
تجرأت وقلت ( أنا كنت اسكن هنا قبل أن تولدي .. هل لي ان القي نظرة على غرفتي .. اقصد غرفتي السابقة .. هي الثانية إلى اليسار ..)
بعد تردد ونظرة فاحصة ، وجرأة غير مألوفة في زمن انعدمت فيه الثقة بين الناس وشاع فيه الحذر من الإرهاب والأذى ، أفسحت لي الطريق قائلة ( تفضل ..)
دخلت الشقة بحذر وأدب شديدين ، وفتحت لي باب الغرفة المقصودة فألقيت عليها نظرة من الباب دون ان ادخلها .. التفت الى الشابة قائلا ( أرى ان كل شيء قد تغير !! عفوا لهذه الملاحظة الساذجة .. طبعا ان الامور قد تغيرت .. بعد كل هذه السنين .. ولكن لي سؤال صغير .. السيدة نوفاك كانت تملك في غرفة الجلوس مكتبة غنية بالكتب .. )
أجابت الشابة بشيء من التباهي وقد بدأت تطمأن لي ( هذه ما زالت موجودة كما هي .. تعال انظر..)
كانت المكتبة فعلا كما كانت عليه قبل أربعين سنة وأكثر.. اقتربت منها .. ما زال الرف الذي يحمل كتب فرويد كما هو .. قلت ( هذا الرف يحمل كتب فرويد .. كانت فراو نوفاك معجبة به .. هل قرأت كتب فرويد ؟)
-( أبدا .. لم يخطر ببالي يوما حتى ان ازور منزله الذي يبعد عنا خطوات !!)
سحبت كتاب ( مدخل في التحليل النفسي ) وقلت ( انظري .. هذا الكتاب عليه إهداء للسيدة نوفاك بخط فرويد !!)
خطفت الكتاب من يدي وهي تهتف ( عظيم .. هذا سأبيعه عن طريق الانترنيت .. سيجلب لي بلا شك مبلغا كبيرا ..خاصة في هذه الأيام .. ذكرى مائة وخمسين سنة على ميلاد فرويد !! )



#فيصل_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربال الذاكرة - الموسيقار صلحي الوادي
- غربال الذاكرة : محمد الماغوط


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فيصل الياسري - غربال الذاكرة : سيغموند فرويد