فن البناء المعماري .... سلطنة عمان

محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بيت المقحم:

يعتبر بيت المقحم من المعالم التاريخية الأثرية العريقة التي توجد في ولاية بوشر الذي يبرز فيها بشموخه، ويسمى يبت المقحم بالبيت الكبير لأنه اكبر بيت بولاية بوشر، كما لأنه يقع في منطقة المقحم بالولاية، وكذلك يطلق عليه بيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي قامت ببنائه وعاشت فيه خلال القرن الثاني عشر الهجري، وقامت وزارة التراث والثقافة بترميمه عام 1991م .
إن المعيار الذي يميز فن عمارة ، بيت المقحم هو استعمال مفردات بنائية قد تتقارب مع التصاميم ، الأخرى في مواقع أثرية متعددة في عمان .
ولذلك هناك تميز واضح في إعداد البناء العمودي ، والذي كان نادرا في بنائيته في حقب تاريخية مختلفة ، وهنا عندما نستقدم ( القديم ) ونضعه في أحكام المعاصرة ، نستطيع أن نقيم حوارا بين الثقافات في تلك المرحلتين ، أي خلال القرن الثاني عشر موازيا إلى القرن الواحد والعشرين ولكي نتواصل مع فنون العمارة العمانية ، علينا ألا نحطم اسيجة بنائها القديم والأنظمة الفنية التي عملن فيها . وإنما علينا أن نفهم فنون البناء المعماري الذي يشكل جزء هام من الفنون التشكيلية بصورتها العامة .
هذا النوع من البناء قد يبدو غالبا في الكثير من مواقع عمان ، لأنه في اعتقادي يقع ضمن تجربة إنسانية ولم يأتي من فراغات مطلقا ، اخذين بنظر الاعتبار موقع عمان التاريخي الذي أسس نوع من المفاهيم ، الواعية وأقحمها التاريخ في موضعها الصحيح ، ضمن اتجاهات الفكر المعاصر.
إن بيت المقحم يشتغل بأربع وجهات نظر استطيع التحليل من خلالها، الأولى هي تستند إلى حقبة تاريخية مهمة من حقب سلطنة عمان ولذلك الدراسات الأثرية والتاريخية تكون كفيلة لوحدها بتحديد هويتها التاريخية . الأمر الثاني التركيب البنائي الواعي الممتد من تراث أعطى للأصالة دورا واضحا في أن يبرز أفكار الفنان العماني والمهندس المعماري في أن ينظم ، آليات العلاقات في التشكيل البنائي في مستوى يحافظ على هوية وتراث سلطنة عمان ، هذا التنظيم بالتأكيد مستند إلى مرجعيات ومفاهيم ارتبطت بأفكار الإنسان العماني منذ فترة ، طويلة ولهذا كانت فنون البناء المعماري ولبيت المقحم دوال ( شكلية ) هي بمثابة تكثيف لاف كار جديدة تبرز البناء المعماري العماني المعاصر ، الرؤية الثالثة احتلت الوسط المناسب والفناء المتعامل مع فضاءات البناء ، بصورة تبدو لي تتعامل مع حرية ذهنية مرة ومع إدراك تقني أدائي دون الوقوع في الارتداد الصعودي للبناء ، كون البيت مجموعة من الأفكار كانت بحوزة الإنسان العماني وافرزها ، ليظهر إبداعات التعبير بما يؤلف جوهر تراثه في التصميم .
والأمر الرابع تشكلات البناء الخارجي أعطت تناص واضح للتشكلات في الداخل ، وهذا اعتمد أساسا على المفردات البنائية المشكلة التي بدورها تحولت إلى انساق اكتسبت علائقها الخارجية ، وصهرت في تنظيم دواخل البناء لتكون رؤية جديدة من آثار سلطنة عمان المتداولة رمزيا لفن البناء المعماري المعاصر.

#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات