أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الجبهة الوطنية العراقية لمناهضة مشروع قانون النفط والغاز - طبقة الأوزون العراقية















المزيد.....

طبقة الأوزون العراقية


الجبهة الوطنية العراقية لمناهضة مشروع قانون النفط والغاز

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:41
المحور: كتابات ساخرة
    


على سطح الذاكرة المتعبة , طفت نكته طالما أضحكتنا عندما كنا في مقتبل العمر مفادها أن كذابا بارعا تحدى من ينافسه على لقب (الكذاب الأكبر) وحتى يكتسب الشرعية, فقد نظم استفتاءا ديمقرطيا في المحلة , ولكونه (شقاوة المحلة) ويده والسكين كما يقال , كما أن له عصابة كبيرة تأتمر بأمره, لذا فقد جاءت نتيجة الاستفتاء لصالحه بنسبة 99.99% المعروفة والشائعة في ديمقراطياتنا العربية والمعبرة عن خصوصيتنا وليست كما في الديمقراطيات الأوربية المزيفة التي يشقى فيها المرشح ويكدح حتى يسيل عرق جبينه ويفرغ جيبه من النقود على الإعلانات والندوات التلفزيونية , وشراء الذمم للشرائح الاجتماعية الممكنة بوعود عرقوبا أخاه بيثرب, وإذا حصل على نسبة 50% من الأصوات , أفتخر ولافخر على كل من حضر وغبر وحكم وأمر من البدو والحضر والعرب والعجم والبربر , بفوزه التاريخي الذي يحصل في العمر مرة أو لايحصل , وعذرا فكلمة التاريخي لايستعملها الأوربيون وأن كانوا يفعلونها في الواقع , والإنسان أبن بيئته كما يقولونه علماء الاجتماع وقد أثرت في هذه الكلمة كما أثرت في غيري,وانطبعت في ذاكرتي منذ الصغر , والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر كما يقال , فمنذ صغرنا وكل شيء عندنا تاريخي , حتى دخول الزعماء والقادة إلى الحمام , إلى أن أصبحنا وأمسينا لانعرف من معنى (التاريخي) سوى شيء واحد , فإذا كان هناك شيء تاريخي , فأن مصيبة أوعدة مصائب ستقع على رؤوسنا ورؤوس من خلفونا .
المهم غير أن الفرحة لم تكتمل رغم أن الناس قد زينوا المحلة ورفعوا صورة (الكذاب الأكبر) في كل مكان ليطالعنا بنظراته الصارمة وكأنه يذكرنا ويهددنا دوما. غير أن أحد (البايعين روحهم) أفسد عليه متعته وزهوه مخبرا إياه عن وجود (كذاب أگشر) كما نسميه باللهجة العراقية , يسكن في المحلة المجاورة .
استثيرت كرامة صاحبنا وأصر على اصطحاب عدد كبير من الشهود ليشهدوا له بالفوز المحتوم , عندما يناظر (الكذاب إلاگشر) في مناظرة تلفزيونية تتفوق على مناظرة السيدين (بوش و كيري) الشهيرة في الكذب على الشعب الأمريكي والعالم بأنهما يختلفان في تأييد أو عدم تأييد قانون ((تنهيب العراق)) والحمد لله الذي نقلنا إلى الزمن الأمريكي , والذي لا يحمد على مكروه سواه .
بعد أن أذاع الكذاب الأكبر بيانا شديد اللهجة متوعدا المحلات المعادية بالويل و الثبور وعظائم الأمور, مبشرا محلته بالنصر الكبير كما انتصرنا في أم المعارك وحرب حزيران عام 1967م. ثم سار أخونا ومن معه من الشهود إلى المحلة المجاورة طارقين باب منزله ليخرج لهم فتى في مقتبل العمر سائليه عن أبيه فأجاب: لقد حدث فتق في السماء وذهب أبي لرتقه. فما كان من الكذاب الأكبر ألا أن بهت وسكت فقد كان الفتى ((أضرب)) منه ومن أبيه.
كانت قوة ألنكته في استحالة أن يحدث شرخ في السماء إلى أن جاءتنا الرأسمالية المعولمة بإحدى انجازاتها عندما شرخت وثقبت طبقة ألأوزون بفعل الاحتباس الحراري , لتندفع لنا من ذلك الثقب الأشعة الضارة رافعة درجة الحرارة المرتفعة عندنا أصلا في الوقت الذي نشهد فيه دخول الكهرباء عندنا متحف التاريخ , ألا من سويعات قليلة لتذكرنا بنفسها بين آونة وأخرى ((كي لا ننسى )) مع الاعتذار لبرنامج بهذا الاسم كان يعرضه التلفزيون العراقي , بعد انتهاء الحرب العراقية ألإيرانية باستمرار ليذكرنا بالموت والدمار والأشلاء المقطعة وما تعرضه آلان الفضائيات بتشف لأوصالنا التي تتفجر هنا وهناك وكأن الموت لعنة فرعونية حلت علينا ولا مناص منها , مادامت سود وقائعنا وحياتنا وحمر مواضينا و أشداقنا وما دمنا نصفق , هذه العادة اللعينة التي تعودنا عليها , حتى أن أحد الخبثاء ذكر لي أنه أبتلي بمرض خطير فهو يصفق كثيرا في نومه بل ويهتف رافسا الأرض تحت رجله وكانت الأرض زوجته المسكينة, مسببا لها ((البهتة والخرعة)) مما اضطرني إلى استدعاء ما قرأته من علم النفس لأثبت له أن كل من يمارس عملا روتينيا وكريها باستمرار ينعكس في المنام كأضغاث أحلام .
قال لي صاحبي ((على الخبير سقطت)) ويبدوا أنه قد ذهل من معلوماتي الطبية وطالبني ((بوصفة)) علاجية لإنقاذه من هذا المرض. أجبته علاجك الوحيد ياصاحبي أن تمتنع عن التصفيق والهتاف . وهنا وجم صاحبي وأرتعب قائلا هل تريد أن ترمل زوجتي وتقطع عيش أطفالي ؟ فسوف أصنف في خانة أعداء الثورة وأنت تعرف ماالذي يحصل لهؤلاء .
ويبدوا أن رائدة الحرية في العالم , أمريكا قد سمعت بحكاية صاحبي عندما صرخ (وبوشاه) فجيشت جيوشها وعزمت على تحرير صاحبي من البهتة والخرعة والقطع المبرمج للكهرباء والحياة بعدما حاصرته ومعه مواطنيه طويلا , ومنعت عنهم السلع والمواد ((المزدوجة الاستعمال)) ومن جملتها الدواء والبطيخ وأبر ماكينة الخياطة والماء الصالح للشرب ولكن بدل من القطع المبرمج للكهرباء (طارت) الكهرباء وبدل من القطع المبرمج للحياة جاءتنا بالقطع المبرمج وغير المبرمج للحياة حيث نتحول إلى أشلاء في أي مكان و زمان , سواء بسيارة مفخخة أو طلقة طائشة أو قنبرة هاون أو نيران صديقة عن طريق الخطأ . فبدلا من الشعب الواحد , وأن كان بالقسر لابالرضى وبالتسلط وألاخضاع لا بالإقناع , وتحولنا إلى شعوب وقبائل حسب وصفة السيد بريمر لالنتعارف ولكن لنتقاتل ليذبح بعضنا البعض على الهوية والجنسية وشهادة الجنسية المدققة بالختم المثلث سابقا أو الفسفورية حاليا أو البارافسفورية مستقبلا وعلى غير ذلك , فقد تعددت الأسباب والذبح واحد . ويبدوا أن الوصفة الرأسمالية المتعددة الجنسيات كانت لعينة فقد فجرت فينا كل ماهو قبل المدنية والدولة الحديثة , ودفعته إلى أقصى مدياته , محدثة ثقوبا كبيرة في طبقة الأوزون العراقية مهددة النسيج العراقي الاجتماعي بالتمزق حتى صار الوضع من الخطورة بمكان . وكعادتنا ألقينا اللوم كله على المحتل البغيض باعتباره متخصصا في ثقب طبقة الأوزون والعياذ بالله, فقد سحرنا نعوذ بالله وجعلنا نساهم معه في أفعاله المشينة مساهمة فعالة وأخذ بعضنا يهدم بيت الأخر لمجرد كونه..... الأخر .
لقد قامت الرأسمالية المتعددة الجنسيات بأخذ المواد الأولية من نسيجنا وصنعتها ووضعتها في مرجل كبير , بما لها من خبرة عميقة وطويلة , انبعثت وتنبعث منه الغازات السامة من طائفية وعرفية وعشائرية ونفطو-غازية (نسبة إلى قانون النفط والغاز) ووووووالله أعلم بما سيأتي .
أننا بحاجة إلى ((معاهدة كيوتو)) عراقية لتخيط ثقوب الأوزون العراقي العديدة التي حدثت بشرط ألا تكون كاذبة ووهمية كمهمة ((الكذاب إلاگشر)) الذي ذهب ليخيط فتوق السماء .
بقلم كامل الجباري



#الجبهة_الوطنية_العراقية_لمناهضة_مشروع_قانون_النفط_والغاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتتوحد جهود أحرار العراق للحفاظ على وحدة وثروة الشعب والوطن
- قانون النفط والغاز وطبيعة الصراع
- المختصر المفيد في شرح قانون النفط والغاز الجديد
- ملاحظات حول مشروع قانون النفط والغاز الجديد


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الجبهة الوطنية العراقية لمناهضة مشروع قانون النفط والغاز - طبقة الأوزون العراقية