مهدى بندق
الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في عام1989 دعت ليبيا عدداً من الشعراء العرب للمشاركة في احتفالها بافتتاح النهر الصناعىّّ العظيم .. أذكر من هؤلاء الشعراء بول شاؤول ( لبنان) وعبد الكريم الناعم ، ومحمد خضير ( سوريا) ومحمد عفيفي مطر ومهدى بندق وأسامة عفيفي ( مصر) سألتُ شاعريْ سوريا : ماذا تفعلون بالضبط في لبنان؟ أجاباني بكلام كثير خلاصته أن الوجود العسكرىالسورى ثمة ،إنما يحمي الخاصرة العربية كلها . قلت أنا بحدة: أما كان الأولى أن تحرروا ذلك الجزء تحت الخاصرة في جسدكم أنتم؟!عندئذ شتمني عبد الكريم الناعم ( من باب العشم العربي الأخوى ) أما بول شاؤول فقد تحرك مبتعداً دون تعقيب .
والآن – وبعد اخراج الجيش السورى من لبنان – وبعد التحرشات الإسرائيلية الأخيرة بأجواء سوريا ، فانني لا أجد اجابة على سؤال يبحثه العقل السياسى العربىليل نهار، غير الإحالة الى مقطع من قصيدتي " أنا آخر الهنود الحمر" يقول :
( ساعة الغلس
يقف المرء على طلل بسيجارته ويبكي
يتذكر غرناطة وهو ينفث الدُخَان
ما ضره لو جلس
وتذكر الجولان ..........)
والمشكلة في تقديري لا تنحصر في سؤال الحرب ومتى تقوم، أو كيفية إقرار السلام ،
فهذا وتلك عائدان إلى توازنات القوى الدولية على المستويين العالمى والإقليمى ، كذلك لا تنحصر المشكلة في ضعف الآنظمة العربية – وهل يمكن لوم التاريخ ؟! –
لكنها تتعلق بثقافة مرجعيتها ما يسمى بالماضى الذهبى ،مع غياب كل مقوماته وعناصره ، دون إلتفات الى معطيات الحاضر- تجربة إلمانيا وإيطاليا واليابان ماثلة
أمامنا – وهىمعطيات لابد وأن تؤخذ بجدية كاملة ،باعتبارها مسألة ثقافية بالدرجة الأولى .
لسوريا أن تفاخربآنها "قلعة الصمود" بيد أنها لاتستطيع استعادة أرضها المحتلة
بهذا الشعار وحده ، كما أنها لا تفكر في الحرب مالم يفرض عليها التماهي مع النظام
الإيراني الذى يحلم بإعادة عقارب الساعة الى عصور الأكاسرة – وهو حلم مستحيل
بكل المقاييس – والمرجح أن تتغلب ثقافة الحداثة التى تؤسس لها النخب السورية على ثقافة الماضويين ولو بعد وقت . إنما المشكلة الحالية تكمن في أن مؤتمر السلام
المزمع عقده هذا العام ، ليس مما يمكن تأجيله انتظاراً للمعركة " الثقافية " الدائرة
الآن في سوريا. ماهو الحل اذن؟!
ذلك هو السؤال الذى ينتظر العقل العربى أن يجيب عليه ، الآن وليس غداً
#مهدى_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟