|
نحو مؤسسة أكثر تجدداً للحوار المتمدن
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 2062 - 2007 / 10 / 8 - 12:26
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
شكـّل الحوار المتمدن منذ انطلاقته حدثاً بارزاً، ومنبراً هاماً للتعبير الحر عن الآراء بعد قرون طويلة من التعتيم والمصادرة والإغلاق، وضروب أخرى مقززة من القمع والتحكم بالكلمة وحرية التعبير التي كانت العون الأكبر لسلطات الاستبداد في التحكم برقاب هذه الشعوب والعباد. وكان ذلك سبباً في مد يد الحجب والتشفير له من مختلف منظومة الطوق الاستبدادي الذي يكبل هذه المنطقة المنكوبة. واستقطب، وبسبب من فسحة الحرية الواسعة التي يقدمها والتي تتجاوز كل المحظورات والتابوهات، نخبة مميزة من الأسماء العربية الكبيرة واللامعة من الكتاب والكاتبات على تنوع مشاربهم الماركسية والليبرالية والعلمانية وحتى المحافظة و"البين بين"، يجمع فيما بينها ناظم لا تخطئه عين المتابع من الرصانة التي لها خطوطها الحمراء الإيجابية الخاصة حين يتعلق الأمر بأي انتهاك للقيم الإنسانية والعلمانية التحررية، أو محاولة للانتقاص من مكونات ومجموعات بشرية متناقضة التفكير والاتجاهات نظراً لما يحدثه ذلك من بلبلة وشقاق، ولئلا يتحول هذا المنبر الهام لمسرح للشتائم والسباب وتصفية الحسابات.
وإنه لمن البديهي أن يتمتع موقع بهذه الصفات والسياسة التي تنم عن استشراف بعيد للآفاق، وقراءة جيدة للاحتياجات المجتمعية الفكرية والثقافية والمعرفية، بتلك الريادة على مستوى المواقع الأخرى، وهذه مكانة لن تأت من فراغ بل نتيجة عمل دؤوب ومتابعة يومية، ولاسيما لجهة التجديد اليوم وبهذا الكم الهائل من المقالات. ونتيجة للحيوية الدائمة التي يتمتع بها هذا الموقع والمشرفون عليه، فقد ارتأوا أن يتحول هذا الموقع إلى مؤسسة ثقافية تطور العمل وتتوسع به وترتقي به نحو آفاق جديدة من الكشف والتألق والإبداع. ولا شك أن خطوة كهذه تتطلب الكثير من الدراسة والإعداد لاسيما إذا ترافقت مع تغيير نوعي على صفحة الحوار التي اجتذبت بشكلها الحالي قطاعات واسعة من المتابعين والقراء وتآلفوا معها، وإن أي تغيير جذري من هذا القبيل قد يكون له مفاعيله العكسية على مجمل العملية. وحرصاً منا على استمرار هذا الموقع وعطائه الدائم بما يخدم قضايانا الفكرية والثقافية العامة التي ترنو إلى الوصول إلى النتيجة المرجوة في النهاية وهي مجتمعات متحررة من عفن الماضي الأليم تقبل التنوع والتعددية كسمة معاصرة للعولمة الإنسانية التي تتقدم يومياً باطراد، فلعله من المسموح لنا أن نورد بعضاً من رؤية متواضعة قد تساهم في رفد الآراء الأخرى لتشكيل رؤية شاملة عن مستقبل وسيرورة هذا الحوار والخروج بصيغة متكاملة لدفع العمل والارتقاء به.
لعل من أولى هذه الآراء، ولن نأتي هنا بجديد، إنما للتأكيد والأهمية، وهي كانت قد وردت في مداخلة لإحدى الأطياف الحزبية المساهمة في الحوار، وهي حول ضرورة أن يكون لكل كاتب مساهم ودائم في الحوار مفاتيح خاصة من كلمة سر وسواها درءاً لأي سوء استخدام من قبل الغير من حيث سهولة النشر الحالية ودون التحقق من اسم الكاتب وما قد يسبب سوء الاستخدام هذا من ضرر على سمعة وموقف الكاتب من مختلف القضايا، هذا لو حصل سوء استخدام غير مستبعد.
أرى أحياناً أن إعطاء الموضوعات الماركسية واليسارية الكلاسيكية "الصفحات" الأولى، برغم وجود أحداث، ومقالات تتناول حدثاً راهناً يستقطب اهتمام القراء، قد يضفي على الموقع طابعاً دوغماتياً عقائدياً وهو ما لا نرجوه ولا نتمناه لموقعنا هذا.
وكلنا ندرك ما للغة، أية لغة، من أهمية على صعيد التذوق والجمالية والإحساس، وما للالتزام الصارم بقواعدها من أهمية على الصعيد الشخصي والمهني والنوعي وشد الانتباه للكتابة يسمو به ويسمو بها ويرفع من مستوى الحوار فنياً، لا فكرياً. ولذا يقتضي ذلك كله المتابعة النحوية والإملائية وعدم نشر أي مقال يزخر بذاك الكم من الأخطاء اللغوية والنحوية وحتى الإملائية المنفرة جداً. فقد يكون هناك بعض السهو والهفوات التي يقع بها كتاب وعلماء كبار، ولكن بنفس الوقت، هناك أخطاء قاتلة متكررة وتافهة ولا يقع بها تلاميذ المرحلة الابتدائية وخريجو مدارس محو الأمية الأغرار. ومن هنا ضرورة وجود مصححين ومدققين لهذا الجانب الهام.
ونعلم أيضاً ما لتسليط الضوء على قضايا المرأة من أهمية في رسالة الحوار المتمدن، وكلنا مع هذه الرسالة السامية والعظيمة، ولكن هذا لا يعني تقديم بعض المقالات المكتوبة بـ"أقلامهن"، والتي لا تخلو أخياناً من أخطاء إملائية ونحوية أحياناً، وليست بتلك الأهمية من الناحية الفكرية، بل تغلب عليها السطحية، وتتقدم على مقالات تتناول قضايا أكثر أهمية وحساسية.
مما هو ملاحظ أيضاً، وهذا من رسالة الحوار المتمدن في تشجيع الكتابات الجديدة والكتاب الناشئين على نشر إبداعاتهم في هذا الموقع الذي أصبح ملاذاً لكل الأصوات المخنوقة والمبعدة عن ساحة الإعلام العربي الرسمي المأجور، ولكن مع ذلك لا يجب أن يكون الكم على حساب النوع، أبداً، فهناك، أحياناً، بعض المقالات المتواضعة جداً، ولا يجب أن تحظى بشرف النشر في هذا الموقع، ما لم تحقق المواصفات المطلوبة والشروط الفنية والفكرية للنشر، بما يساهم في رفع سوية النشر والإبقاء عليها على مستوى عام ودرجة معينة من المهنية والجودة ولا تتخلى عنها على الإطلاق.
قد يكون هذا الاقتراح صعباً بعض الشيء، ألا وهو ضرورة تخصيص زاوية، أو مكان محدد ومخصص لكل كاتب، يتمكن القراء والمتابعون من متابعة كتاباته في نفس الحيز في كل مرة بدل التنقل من أعلى الصفحة وذات اليمين وذات الشمال أو أن يكون هناك تخصيص لأرقام الصفحات من حيث نوعية المقالات.
لا ننكر جميعاً ما للعامل المادي والمالي من أثر هام في استمرار أي استثمار أو مشروع فكري، ولا ننكر أيضاً ما قدمه القائمون على هذا المشروع من تضحيات ومن جيبهم الخاص في كثير من الأحيان، ولكن من الضروري أن يكون هناك مورد مالي من خلال الإعلانات يرفد مسيرة الحوار ويجعلها قابلة للصمود والبقاء وتخصيص حوافز مادية، هذا إن لم تكن موجودة، لهيئة التحرير والنشر.
ما يرعبني في كل هذا، وأرشيفي موجود كله في الحوار، أن يكون هناك آلية فنية لضمان بقاء الحوار بعيداً عن عوامل التدمير والتخريب الفيروسي، وبعيداً عن الارتباط بشخص أو بأشخاص وأن تكون ملكيته وإدارته دائمة ومتداولة أوتوماتيكياً، ولاسترجاع الأرشيف فيما لو حدث أي مكروه، وكما حدث معنا في مواقع أخرى حيث فقدنا كل مساهماتنا وتبخرت وطارت في الهواء.
كلنا أمل أن يرتقي "حوارنا" نحو الأفضل والأحسن، في سبيل الكلمة الحرة والواعية والصادقة والتي ستساهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وحرية وتسامحاً ومساواة وانفتاح.
هذا ما تيسر في هذه العجالة وإلى المزيد في مساهمات جديدة.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نور الدين بدران: وداعاً
-
زمن الحارات
-
إستراتيجية الغزو السلفي
-
الأميّة بين الجاهلية والإسلام
-
الدعارة الحلال
-
الفاشية الإخوانية
-
الحرب الشاملة ضد سوريا
-
متى نفطر على الكرامة والحريات؟
-
انتصارات العرب الجوفاء
-
مرحى لأستراليا
-
السيد محافظ اللاذقية
-
المثلية الجنسية ومنع الاختلاط
-
هل المثلية الجنسية عيب وعار؟
-
خطر الفكر الديني
-
الاتجاه المعاكس والأمن الإعلامي العربي
-
هل تشفع لنا النذور؟
-
بيان من أمير الجماعة الفنية
-
إمارة -فنّستان- السورية
-
بيان ثوري
-
من قصص ولاية خازوقستان
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|