|
النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!
رضا عبد الرحمن على
الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 08:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية أود أن أنوه إلى أمر هام بخصوص ما يسمى عند الكثير من المسلمين بالزى الإسلامي ، وهنا لابد من القول أنه ليس هناك ما يسمى بالزى الإسلامي ، وإلا لكان بمجرد أن يرتدي الإنسان هذا الزى يحسب على الإسلام والمسلمين ، ولكن الإسلام دين الله ـ عقيدة داخلية خاصة جدا بين كل مخلوق وخالقه ، لا يعلم سرها إلا المولى عز وجل ، وهذه العقيدة تتمثل في العبادات والطاعات وجميع أعمال وأفعال الإنسان وعلاقاته مع غيره من البشر ، والحساب على كل هذا متروك ، ومفوض لرب العالمين في يوم مخصص للحساب ، ليس للبشر أي بشر دخل فيه ، وليس من حق أي إنسان أن يحاسب غيره في الدنيا ، كما يحدث في كثير من الأمور ، وكذلك من غير المنطقي أن يرتدي أي شاب أو رجل زيا معينا ويقول أن هذا هو الزى الرسمي للإسلام ، وعلى نفس الخط ليس من اللائق أن ترتدي شابه أو سيدة زيا معينا ثم تدعي أن هذا هو الزى الرسمي للسيدات المسلمات ، ومن لم تلتزم به تعد كافرة وخارجة عن الدين .. وهنا لابد أن نقول لهؤلاء من الجنسين البس ما شئت والبسي ما تشائين لكن لا تقول و لا تقولين أن هذا من الدين .. أطلق لحيتك البس جلبابك القصير ـ البسي نقابا أو حجابا ـ لكن لا تقولوا هذا من الدين .. الدين ليس لباسا أو شكلا خارجيا أو مظهرا يمكن أن يحكم عليه الناس بمجرد النظر ـ يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم : 32 ، وعليه فليس من حق أي إنسان أن يزكي نفسه أو يزكي غيره في الأمور الدينية ، لأن هذا الأمر خاص بالخالق عز وجل لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله.. هيا معا نبدأ قصة النقاب والطفلة ....... و بعد هذه المقدمة : كانت طفلة بريئة تعيش على الفطرة التي فطرنا الله عز وجل عليها ـ تربت في بيت ريفي عادي يشبه ملايين البيوت التي تربينا فيها جميعا ، ولكن قبل أن يطرق بابها أحد المبشرين بالفكر السلفي الوهابي المتشدد ، والمتعصب .. عاشت هذه الطفلة حياة ريفية عادية جدا بين الأهل والأقارب والجيران ورغم جمالها المعقول لم يفكر أحد في النظر إليها بعين قبيحة أو بنظرة دنيئة ، ولم تتعرض بعد ما كبرت وأصبحت في سن يسمح لها بالزواج لأي مضايقة من أحد سواء من الجيران أو من البلاد المجاورة ـ والسبب لأنها على خلق ومؤدبة .. وفجأة وهي في سن الثامنة عشرة كانت إحدى صديقاتها من أصحاب الفكر المتشدد والمتعصب أقنعتها صديقتها أن تلبس الخمار أولا ـ فلبست ، وبعد فترة من الزمن ـ هذه الطفلة كبرت وأصبحت شابة في سن الزواج فتقدم لخطبتها شابا سنيا من أصحاب اللحى والجلباب القصير ـ تقدم لخطبتها وهي ترتدي الخمار فقط ، وبعد فترة من الزمن أخذت تقتنع وتتشرب تعاليم ودروس التعصب والتشدد الديني ، ويبدوا والله أعلم أن الزوج كان متفقا معها أن ترتدي النقاب بعد الزواج مباشرة ، وقد حدث ـ صارت البنت أو الزوجة منقبة فور زواجها من هذا الشاب .. وهنا تدخل طفلة أخرى معنا في القصة لأن دورها هام جدا ـ هذه الطفلة الأخرى هي بنت أحد أصدقاء الزوجة المنقبة وهي في سن الخامسة ، وبالطبع قبل الزواج كانت هذه الطفلة تلعب مع البنت الشابة أقصد الزوجة المنقبة قبل أن تكون منقبة ، ولأنهم أصدقاء فكانتا تلعبان أجمل أنواع اللعب وكانت هناك علاقة مودة بريئة وحب عارم بين الطفلة والشابة الغير منقبة ، لأن كل منهن ترى الأخرى وتعرف ملامح وجهها وتفاصيل هذه الملامح الدقيقة أثناء اللعب والضحك أو حتى البكاء .. وأثناء مرور الزوجة المنقبة مع زوجها في أحد شوارع القرية وجدت الزوجة المنقبة الطفلة الصغيرة تلعب مع أقرانها في الشارع ، ولأنها بعد الزواج لم تراها قط أو تلعب معها قط فقالت فرصة أن تسلم عليها وتقبلها كالعادة ، ولكن الغريب في هذا الموقف أن هذه القبلة مغلفة بلباس أسود لا يظهر شخص البنت الشابة أو الزوجة المنقبة ، وبالإضافة إلى هذا الغلاف الأسود الذي أخفى معالم وملامح الشابة الجميلة ، المحفور في ذاكرة الطفلة التي تلعب في الشارع ، نبه عليها الزوج بالطبع ألا تتحدث في الشارع ، لأن صوت المرأة عورة حسب معتقداته ، وهنا كانت الصدمة كبيرة جدا على الطفلة الصغيرة ذات الخمسة سنوات ـ فقد وجدت سيدة مجهولة تلبس أسود في أسود تقترب منها و تقبلها بدون كلام ، ثم تتركها وهي في حالة صدمة شديدة دون أن تعرف من هذه الشخصية التي هبطت عليها من السماء ولم تنطق بحرف واحد ، ثم وقفت الطفلة الصغيرة في ذهول لدقيقة أو أقل تعقبها نظرات متقطعة تتابع فيها بنظرات تملؤها الدهشة خطوات هذه السيدة وهي تمشي بعيدا عنها ، ثم ذهبت للعب مع أصحابها ، وهي في حيرة من أمرها ..
#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يسألون ولا يقرؤون
-
نشر الفكر السلفي يبدأ من الروضة
-
لمن تبنى هذه المساجد ... ؟؟
-
مفتي الجمهورية وتحريم الذهب والعدد الذري
-
هل هناك صدقة جارية .. في الإسلام ..؟
-
الفرق بين التبذير والإسراف والزهد (التقتير) و الفقر
-
يوم الطفل اليتيم
-
هل يساهم المواطن المصرى فى فساد المجتمع ..؟؟ 2
-
عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!!
-
هل يساهم المواطن المصرى فى فساد المجتمع .؟؟
-
الكادر الخاص والمدرسون فى مصر
-
ثقافة الديكتاتورية
-
هل يدافعون عن الإسلام حقا .. ؟؟؟
-
مازال التكفير مستمرا
المزيد.....
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|