داود أمين
الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 12:17
المحور:
المجتمع المدني
كتبت مرة في مقال لا أتذكره , أن للآنصار الشيوعيين مزاج خاص يوحدهم , فهم غدوا مثل فئة متميزة لها لغتها ومصطلحاتها ونكاتها وأغانيها , هذا ناهيك عن ذكرياتها المشتركة عن معاركها وشهداءها وبطولاتها وخساراتها , وهذه الحقيقةِ التي أشير اليها ( حقيقة أن ألآنصار الشيوعيين فئة متميزة وموحدة ) ترسخت عندي أكثر , وعند الكثيرين من الآنصار الشيوعيين , حين عشت تفاصيل المؤتمر الرابع والمهرجان الثقافي الثاني للانصار الشيوعيين في أربيل , واللذان عُقدا للفترة من 5 الى 10 تموز 2007 . فقد إلتم في الفعاليتين المئات من الآنصار القادمين من شتى أنحاء العالم , ورغم هذا التباعد في المنافي المختلفة ومدن وبلدان العالم المتنوعة , ومنذ أكثر من عقد ونصف على ألآقل , إلا أن المزاج الخاص الذي أشرت له ولغة الود والحياة المشتركة , كانت هي ما يوحد الجميع ويشدهم لبعضهم , وهكذا كنت أشهد العناق الطويل والقبلات المتبادلة بين الآنصار في مقر ( رابطة الآنصار الشيوعيين العراقيين ) في أربيل أو في قاعات المؤتمر والمهرجان , كما كنت أسمع حديث الذكريات وأسماء المواقع والمقرات والمعارك الآنصارية والشهداء تترى بين المتقابلين , كانت الآصوات تعلو , كما هي عادة الآنصار عندما يتحدثون , والضحكات تتوالى والآسئلة تمطر , وكنت أعيد للذين أراهم وأعرفهم هيئاتهم الآنصارية السابقة , فأُلبسهم شراويلهم وجمدانياتهم وأُثخن من شواربهم , وأُطلق لحاهم وأُخففها على هواي , وعلى ما يعلق في ذاكرتي من صور سابقة لهم , وعلى العموم كنت أُخفف من أوزانهم , وأُزيح ثلوج الزمن التي تُجلل رؤوس معظمهم , وأمسح الغضون والتجاعيد مُعيداً للصور السابقة لونها وبهجتها ! ومن المؤكد أن الجميع كانوا يفعلون مثلي , كي يدخلوا في تلك الحياة الآنصارية الجميلة السابقة !
المرح معادل موضوعي لقسوة الواقع !!
ألآن وما يفصلني عن الحياة الآنصارية يقترب من العقدين , أحاول تفسير مزاج المرح الذي كان سائداً في الحركة ألآنصارية , ولا زال سارياً في روح الآنصار ومع دمهم كلما إلتقوا ! هل هو من طبيعة الآنصار الشيوعيين الذين إنغمروا في تلك الحركة ؟ فقد كانوا في أغلبيتهم نخبة من المتعلمين وأصحاب الشهادات ! ولكن ذلك وحده لا يفسر طابع المرح وروح الدعابة وسيادة النكتة التي كانت سائدة في الحياة الآنصارية , وفي أقسى المواقف وأشدها جدية وصرامة , أثناء المعارك والاقتحامات , وخلال صد الهجمات وتجنب القصف المدفعي والجوي , وحتى في المقرات الثابتة وحياتها اليومية المكررة ! أعتقد أن التفسير الآقرب للواقع يتلخص في أن جو المرح الذي كان الآنصار الشيوعيون يصنعونه , هو معادل موضوعي لقسوة الحياة الآنصارية , ولإفتقارها لكثير من المتطلبات الآنسانية الطبيعية كالحياة الآسرية والحضارة والمدنية بكل تفاصيلها ! فقد كان الجميع في حياة شبه بدائية , يتعاملون مباشرة مع طبيعة بكر , ينامون في الكهوف والمغارات وتحت ظل الآشجار , ويستحمون في مجاري الانهار والعيون , يبنون قاعات مقراتهم من صخور وطين المواقع التي يختارونها , ويسقفوها بجذوع وأغصان أشجارها , يطبخون طعامهم فوق نار حطب يجمعونه بأيديهم , ويُنضجون أرغفتهم في تنانير تصنعها سواعدهم , وفوق كل ذلك فهم يواجهون طبيعة قاسية وغادرة ! حيث يرتفع الثلج أمتاراً في الشتاء ماسحاً ملامح الطرق التي يعرفونها , فتتيه أقدامهم في دروب مجهولة , كما كانت الآمطار تسقط ساعات متسللة لمسامات الجسد ولإبعد نقاطه ! كما كان الانصار يواجهون أيضاً عدواً شرساً لا يتوانى عن إستخدام أقذر الآسلحة وأشدها فتكاً وإيذاءاً ضدهم , كالقصف المدفعي والجوي والسلاح الكيمياوي , حتى غدا الآستشهاد طقساً مألوفاً بينهم , فهم يفقدون أعز الآصدقاء , وأنبل الرفاق , وعليهم أن يواصلوا الحياة , ويكملوا المهام التي نذروا حياتهم من أجل تحقيقها !
إن حياة صعبة وقاسية ( ولا إنسانية في مقاييس البعض ! ) كتلك التي عاشها الآنصار الشيوعيون , لابد لكي تُحتمل وتُعاش , من أن تتوازن مع جو من المرح والنكتة والدعابة والسخرية , تلك التي تجلت في العديد من الشخصيات الآنصارية المتميزة , كما تجلت في ألآغنية ألآنصارية , وفي أحلام ألانصار , وفي تفاصيل حياتهم المتميزة والفريدة , وقد رأيت كل ما أتحدث عنه وأشير له الآن متجسداً في المؤتمر والمهرجان الاخيرين في اربيل , فقد سادت الروح الآنصارية السابقة , وعمت المودة القديمة , وأُختصر الزمن وإلتم في لحظات نادرة من ألآلفة والمحبة , وقد تجسد ذلك في اللحظات الجادة أثناء يومي المؤتمر وجلساته الطويلة وحواراته المتشعبة , وأيام المهرجان الثقافي الثلاثة بكل تنوعها وغناها , وأيضاً خلال اللحظات غير الجادة , حيث جلسات السمر الليلية الرائعة والرحلات النهارية الجميلة والحفلات الكثيرة الخاصة ! لقد كانت بحق أياماً لا تنسى !
المؤتمر الرابع للرابطة !
بعد الآفتتاح الرسمي للمؤتمر الرابع للرابطة , والذي تم بحضور شخصيات عراقية وكردستانية هامة , تمثلت في مسؤولين رسميين وقادة أحزاب , وقامت بنقل وقائعه الكثير من الفضائيات ووسائل الاعلام الآخرى , بعد هذا الآفتتاح بدأ المؤتمر أعماله بحضور المندوبين والضيوف الذين مثلوا معظم فروع الرابطة في مختلف دول العالم , ورغم تعدد وتنوع جدول عمل المؤتمر وإختلاف وتعارض الآراء التي طرحت داخله , إلا أن النتائج التي تمخض عنها , بعد يومين من النقاش الحيوي والمثمر , جسدت الروح الجماعية لآعضاء الرابطة وجو الديمقراطية والشفافية الذي يميز الآنصار الشيوعيين داخل إجتماعاتهم ومؤتمراتهم , وبودي هنا إبداء رأي شخصي في قضيتين هامتين ومتلازمتين تتعلقان بالرابطة ومستقبلها , وكان لهما صدى في المؤتمر وبعده أيضاً .
القضيتان هما : أولاً علاقة الرابطة بالحزب الشيوعي العراقي , وثانياً فكرة تحويل الرابطة لمنظمة مجتمع مدني , وفتح عضويتها لمن يشاء ! ورأيي في القضية الآولى , أي في علاقة رابطة ألآنصار بالحزب الشيوعي العراقي لا يختلف عن رأي غالبية الآنصار الشيوعيين المنتمين للرابطة , والذين يرون أنها علاقة متلازمة وجوهرية وواقعية , أي أنها علاقة غير مفتعلة ولا مفروضة , فأعضاء الرابطة جميعاً كانوا مقاتلين ( أنصار ) في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي العسكرية في كردستان , فهم تدربوا في دورات نظمها الحزب في لبنان واليمن وغيرها , وعبروا الحدود نحو كردستان عبر محطات حزبية في سوريا وتركيا وإيران , ووصلوا لمقرات الحزب , وحملوا سلاح الحزب , وقاتلوا في أفواج وسرايا وفصائل الحزب , ولم يكن أي منهم مستقلاً , أو يعمل خارج إطار تشكيلات الحزب الآنصارية , لا في سلاحه ولا في لباسه ولا في طعامه ولا في راتبه ولا في مهامه , من بدء الحركة الآنصارية حتى نهايتها ! نعم لقد كان هناك عدد من الآنصار غير الحزبيين , وهم قلة , ولكن مع ذلك فهذا أمر أخر لا علاقة له بما نتحدث عنه , فنحن نتحدث عن حركة الآنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي , وكانت تضم حزبيين وغير حزبيين , ألحركة التي نظمها وقادها وأشرف على كل تفاصيلها الحزب الشيوعي العراقي طوال أكثر من عقد من السنين ! إذن كيف يمكن فصل الرابطة التي تضم هؤلاء الآنصار عن الحزب الشيوعي العراقي ؟ بل لماذا التفكير بهذا الفصل أصلاً ؟ يعرف الجميع أن عدداً كبيراً من ألآنصار الشيوعيين لم يعودوا ألآن أعضاءً في الحزب , وإن للبعض منهم مواقف متعارضة مع سياسة الحزب , وهو أمر مفهوم ومقبول وطبيعي , ولكن مواقف بعض هؤلاء الرفاق الحالية يفترض أن لا تنسحب على فترة سابقة , فأن لا أكون الآن ضمن التنظيم الحزبي لا يعني إنني كنت كذلك في السابق ! أو أن تشكيلات الانصار التي إنتميت اليها , وكنت أحد مقاتليها لم تكن تشكيلات تابعة للحزب الشيوعي العراقي ! نعم لقد كنا جميعاً ( حزبيين وغير حزبيين ) أنصاراً في التشكيلات العسكرية التابعة للحزب الشيوعي العراقي , والى جانبنا كانت هناك تشكيلات عسكرية أخرى تابعة لحدك وأوك والآشتراكي والآشوري وغيرها , وكان الفصل والتميز بين هذه التشكيلات واضحاً وجلياً ولا يحتاج لجهد كبير ! ولذلك فالرابطة الحالية هي رابطة لآؤلئك الآنصار الشيوعيين الذين عاشوا فترة محددة ضمن تشكيلات الآنصار , إنها تضمهم جميعاً بغض النظر عن بقائهم ألآن أو خروجهم من الحزب . الرابطة تتحدث عن فترة كان الجميع فيها ضمن تشكيلات آنصار الحزب , ولا علاقة للرابطة بالفترة اللاحقة , أي فترة ما بعد إنتهاء الحركة الآنصارية , إنها رابطة تنتسب للماضي , للفترة الآنصارية وليس للحاضر ! إذن كيف نحاول فصلها عن جذرها وإلغاء ما كانت عليه ؟ بل لماذا نفكر أصلاً بذلك ؟
أجزم أن رابطة الآنصار الآن , ليست منظمة من منظمات الحزب الشيوعي العراقي , وهذه حقيقة يعرفها الجميع , فهي رابطة مستقلة يعمل الشيوعيون في قيادتها وفي لجانها وفي نشاطاتها المتنوعة بحكم كونهم أنصاراً سابقين , كما ينشط غير الشيوعيين أيضاً من الرفاق الآنصارالذين تركوا التنظيم الحزبي , ومؤتمرات الرابطة الاربعة وقياداتها المنتخبة , ومؤتمرات الفروع وقياداتها المنتخبة أيضاً , وفي مختلف البلدان , تشهد بهذه الآستقلالية , وبإحتلال الكثير من غير الحزبيين لمواقع قيادية في الرابطة !
أعرف ويعرف الرفاق الذين ينادون بفك العلاقة بين الرابطة والحزب الشيوعي العراقي , أن المكاسب التي حققتها الرابطة والتي ستحققها لم تكن بمعزل عن جهد وعمل ومتابعة الحزب الشيوعي العراقي وقيادته ! إذ لا أعتقد أن أحداً يدعي , وهو يجلس في بلد إسكندنافي أو أوربي أو أمريكي , أنه كان السبب في حصول أكثر من 900 نصير على الحقوق التقاعدية ! أو أن الآمر حصل تلقائياً ودون جهد أو متابعة وعمل متواصل من قبل قيادة وكوادرالحزب الشيوعي العراقي ! ونفس الشيء بالنسبة لمكاسب أخرى كالحصول على مقر للرابطة في أربيل مع رواتب شغيلته , وتغطية تكاليف فعاليات الرابطة ونشاطاتها من قبل حكومة الآقليم ! أهذه المكاسب كلها , وتلك المكاسب القادمة كانت وستكون بمعزل عن نشاطات وعلاقات قيادة الحزب الشيوعي أو من يمثلها بقيادة إقليم كردستان ؟
إن من يطالبون بفك العلاقة بين الرابطة والحزب الشيوعي العراقي , يدعون لرفع كلمة ( الشيوعيين ) من إسم الرابطة , ولا أدري ماذا ستكون الرابطة إذا إستجبنا لطلبهم ؟ وكيف ستتميز عن روابط وجمعيات مماثلة تابعة لآحزاب أخرى ؟ ثم اليس في ذلك هروب لا مبرر له من واقع كان موجوداً وحقيقياً , وهو إننا كنا ( أكرر كنا ) أنصاراً شيوعيين !
أما القضية الثانية , أعني تحويل الرابطة لمنظمة من منظمات المجتمع المدني , وفتح عضويتها لغير الآنصار , فهي مرتبطة بالقضية الآولى وأصحابها هم بعض رفاقنا الذين تركوا التنظيم الحزبي , ويعتزون في نفس الوقت بتأريخهم الآنصاري , ويريدون توظيفه والرابطة لآهداف سياسية مستقلة عن الحزب ! ورأيي الشخصي أن هؤلاء الرفاق يتناسون أننا رابطة لمحاربين قدماء متقاعدين ! ( حصل معظمنا فعلاً على راتب تقاعدي ! ) وإننا رابطة خاصة , رابطة تضم في عضويتها عدداً محدوداً من الآعضاء , ممن قاتلوا في تشكيلات الحزب الشيوعي العراقي في كردستان , وهؤلاء الآعضاء يتناقصون , بحكم قانون طبيعي , وربما لن يبقَ منهم أحد , بعد عقدين أو ثلاثة ! وهو أمر غير محزن ولا كارثي ! والرابطة لها الآن أهداف عليها أن تؤديها , أهداف تتعلق بخصوصيتها وبطبيعتها , وفيما عدا هذه الاهداف فإن لغيرها أهدافه وبرامجه وهو من ينفذها لا رابطة الآنصار ! وأهداف الرابطة ومهامها تتلخص في رأيي , في توثيق تأريخ الحركة الآنصارية , بكل تفاصيله ومفرداته , تأريخ الشهداء , تأريخ المعارك , تأريخ إنشاء المقرات والآفواج والسرايا , تأريخ ألآعلام الآنصاري , الطبابة , مفارز السلاح والطريق ... الخ وتحقيق هذا الهدف الرئيسي والمركزي سيفيد الجيل الحالي والاجيال القادمة , كما إن من مهام الرابطة إنصاف الشهداء الآنصار بالبحث عن قبور من لا قبور لهم , وإنشاء مقبرة مركزية للآنصار تضم القبور المتناثرة الآن في مناطق كردستان المختلفة , كما إن ألآنصاف يقتضي أيضاً الكتابة عن الشهداء وبطولاتهم والمعارك التي خاضوها وإستشهدوا فيها , والسعي الجاد من أجل الآعتراف بكون الشهداء الآنصار هم شهداء الشعب والوطن , وإنصاف عوائلهم وأبناءهم من خلال المطالبة بحقوقهم المادية والمعنوية أسوة بشهداء الحركة الوطنية العراقية . ومن مهام الرابطة أيضاً السعي لإنتزاع حقوق ألآنصار في الرواتب والتقاعد وقطع الآراضي , والآعتراف بدورهم ومأثرهم وما بذلوه من تضحيات أثناء مقارعتهم للنظام الدكتاتوري الصدامي ! كما إن من مهام الرابطة إقامة المهرجانات الثقافية الآنصارية التي تعكس طبيعة ونوع ومستوى المقاتلين الذين إنغمروا في تلك الحركة , والكفاءات النوعية التي ضمتها حركة الآنصار الشيوعيين . أعتقد أن هذه المهام الكبيرة والخاصة بالرابطة وأعضاءها هي الجديرة بالمتابعة والتنفيذ لا الانشغال بمهام أخرى مفتعلة ! إن بأستطاعة من يشاء من أعضاء الرابطة أن ينتمي أو يؤسس أية منظمة من منظمات المجتمع المدني , وهي كثيرة ومتنوعة , وبالفعل فقد فعل الكثير من الآنصار ذلك , فقد إنتموا وأسسوا الكثير من المنظمات , ولكن ليس من حقه أن يحول رابطة أنصارية واضحة المعالم والآهداف لمنظمة مجتمع مدني , ويطالب بفتح عضويتها لمن يشاء بحجة أن عضويتها الحالية محدودة وأنها ستنتهي مع الزمن ! أكرر نحن رابطة أنصار قاتلنا في التشكيلات العسكرية للحزب الشيوعي العراقي , فكيف نسمح لغيرنا , ومن لم يكن فعلاً في صفوف أنصارنا أن يكون عضواً في رابطتنا ؟ !
وأسأل هل يحق لي أن أنضم الى رابطة أطباء ألاسنان ولست واحداً منهم ؟ أو حتى لو كان أخي أو أبي طبيباً للاسنان ؟! وهل يحق لي أن أنتسب لرابطة المرأة العراقية متحججاً أن أمي إمرأة ؟! أعتقد أن الدعوة لفتح الرابطة لغير المقاتلين الشيوعيين الذين قاتلوا في صفوف ألآنصار, هي دعوة غير واقعية ولا مقبولة ولا مبررة !
مهرجان ثقافي ناجح رغم الآرتجال !
رغم الطابع المتعجل والآرتجالي الذي لمسته في إعداد معظم فقرات المهرجان الثقافي الثاني لرابطة الآنصار , ألا أنه كان ناجحاً وجيداً , فإفتتاحه الرسمي من قبل رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني , وعدد من قادة الآقليم , كان مفاجأة سارة لآعضاء الرابطة , وكان لمحتوى الكلمة التي القاها السيد رئيس الآقليم أثر رائع في نفوس الآنصار الشيوعيين , حيث أكد أن قيادة ألآقليم لا تفرق بين إبن البصرة وإبن أربيل , وإن تضحيات الآنصار الشيوعيين ودمهم وعرقهم الذي روى جبال وسفوح كردستان , هو موضع إعتزاز وتقدير شعب وحكومة كردستان . كما كان للتنوع في البرنامج الثقافي ولثلاث أيام متتالية أثره في شد الجمهور ونجاح المهرجان , إذ ساهم شعراء الفصحى والعامية , من الآنصار وغير ألانصار , من العرب والكرد , في اليوم الآول , فتمتع الجمهور بقصائد موفق محمد وكاظم الحجاج وعريان السيد خلف ومحمد المنصور وقاسم البصري وغيرهم , وفي اليوم التالي كانت هناك ندوة صباحية ساهم فيها ثلاثة من الآنصار , تناولت أدب ومسرح وصحافة الآنصار , تلتها عصراً شهادة واقعية عن القصف الكيمياوي , أعقبها عروض مسرحية .
وفي اليوم الثالث كانت هناك فرقتان فنيتان الاولى فرقة أشورية قدمت العديد من اللوحات الراقصة والعروض الفلكلورية الجميلة , والثانية فرقة الطريق القادمة من بغداد , والتي أسعدت الجمهور بأعذب الآغاني العراقية التراثية وبالحان الزمن الجميل ! وكان قد سبق هذه الفعاليات إفتتاح معرض تشكيلي كبير ساهم فيه عدد من الآنصار المقيمين في بلدان مختلفة ! هذا وقد حضر معظم فعاليات هذا المهرجان جمهور أنصاري بشكل خاص , وكنت أتمنى أن تتوسع الدعوة لتشمل جمهور أوسع يضم مثقفين كرد وطلبة جامعات وجالية عربية ليست قليلة في اربيل ! كما أقترح أن يكون هناك مهرجان ثقافي أنصاري سنوي أو كل سنتين مرة على الآقل , وأن يجري الآعداد له في وقت مبكر ( قبل أربعة أشهر على ألآقل ) ويشمل هذا المهرجان معظم جوانب الحياة الآنصارية السابقة : المسرح , التشكيل , الصور الفوتغرافية , السينما , القصة والشعر , شهادات وذكريات , الموسيقى والغناء , وغيرها , وأن يكون لكل لون من الوان الثقافة هذه لجنة خاصة من المعنيين , لتضع برنامجها وتهيء تفاصيله , فمثلاً تتكون لجنة للمسرح من ألآنصار الذين عملوا في مجال المسرح , وهؤلاء يجتمعون ويضعون برنامجهم الخاص بفقرة المسرح ويشرعون بتنفيذه في المهرجان , بعد أخذ الموافقة عليه من قيادة الرابطة . ونفس الشيء بالنسبة للتشكيل والادب وغيرها , وفي الرابطة الكثير من الكفاءات المعطلة , والتي لن تتوانى إذا ما كُلفت بمثل هذه المهام ! أعتقد أن بإستطاعة الرابطة أن تقيم مهرجاناً ثقافياً سنوياً متنوعاً ومميزاً وسيكون علامة مضيئة في سماء الثقافة العراقية المعتمة الآن ! أن ألآستعداد المبكر لمثل هكذا فعالية من قبل قيادة الرابطة واللجان التابعة لها , والتنسيق المبكر مع قيادة إقليم كردستان لتوفير القاعات ووسائل النقل وأوجه الدعم ألاخرى , وكذلك الآبلاغ المبكر لوسائل الاعلام العراقية لتغطية المهرجان , ولإعلام الجمهور بفعالياته . إن كل ذلك سيعكس وجه الحركة الآنصارية الشيوعية المشرق , وسيرسم صورة صادقة لأؤلئك المقاتلين العراقيين الشجعان الذين منحوا السنوات الغالية من أعمارهم , من أجل قضية شعبهم العادلة في الحرية والخلاص .
#داود_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟