أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لكل حصيلته














المزيد.....

لكل حصيلته


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لكل حصيلته
للمواطن حصيلته وللحكومة حصيلتها، فما هي حصيلة جطو؟
قال إدريس جطو، الوزير الأول: "نحن نعتز بالحصيلة الإيجابية التي تحققت لبلادنا ولفائدة مواطنينا"، في حين نعاين يوميا تذمر المواطنين محدودي الدخل والفقراء جراء حرمانهم من العلاج لعدم قدرتهم على الدفع، ما دام هؤلاء حرموا من الحق في الصحة بفعل التخلي عن مجانية العلاج في القطاع العمومي، هذا في وقت تفاقم فيه الفقر على أرض الواقع المعيش، خلافا لما أقرته أرقام سي إدريس جطو في حصيلته "الممتازة التي لم يعرف مثلها المغرب منذ سنوات خلت"، والتي لم يعاين المواطن العادي أي علامة بخصوص امتيازها وإيجابيتها في الواقع الملموس، اللهم إذا كان سي إدريس جطو يعني مغربا غير المغرب الذي نعاينه يوميا، ولربما يعني "المغرب – الجزيرة"، مغرب الأقلية وليس "المغرب – المحيط"، مغرب الأغلبية، وهو المغرب الذي نعنيه، وإن كان الأمر كذلك فهو محق فيما أقر به بخصوص الحصيلة الإيجابية الممتازة التي لم يشهدها المغرب الذي يعنيه منذ سنوات خلت، وإنما كان عليه أن يخبرنا مسبقا أنه يعني "المغرب – الجزيرة" حتى لا تذهب مجهوداتنا في البحث عن علامات "الحصيلة الإيجابية" في "المغرب – المحيط" سدى باعتباره غير معني بإيجابية حصيلة سي إدريس جطو.
يقول الوزير الأول: "تراجعت نسبة الفقر من 19 في المائة سنة 1998 إلى 11 سنة 2006"، لكن على أرض الواقع لازلنا نعاين تزايد المتسولين بل ظهور عينة جديدة منهم، أناس لا يمتهنون التسول لكن أصبحوا يعيشون أوضاعا خانقة دفعتهم دفعا إلى مد اليد لسد الرمق، فهل نصدق سي جطو أم نصدق ما نعاينه على أرض الواقع يوميا، اللهم إذا كان يعني "المغرب – الجزيرة"، مغرب الأقلية، ونحن نعاين "المغرب – المحيط"، مغرب الأغلبية.
يقول الوزير الأول: "حصيلة إيجابية تحققت لفائدة المواطن"، في حين لازالت الزيادة في الأسعار مستمرة في ارتفاعها المسعور والأجور جامدة جمود الجلمود، ألم يرتفع مؤخرا ثمن الخبز والدجاج والزيت ارتفاعا استنزف جيوب المواطنين، وأن أكثر من 40 في المائة من العاطلين ذوي الشهادات العليا عمرهم يتراوح ما بين 25 و34 سنة؛ على أي مواطن يتحدث سي إدريس جطو، هل هو المواطن الفعلي الذي ما زال يعاين استمرار تدهور حاله، أم المواطن الافتراضي الذي لا وجود له إلا اعتباطيا في عرف حكومتنا الموقرة؟
فهل يعقل القول بتراجع الفقر والأسعار سائرة نحو الارتفاع والبطالة نحو المزيد من التضخم والأجر والدخل مجمدان، فكيف يمكن للفقر على أرض الواقع المعيش أن يتراجع والحالة هاته؟
هذه ملامح من حصيلة الحكومة وحصيلة المواطن العادي، فما هي يا ترى حصيلة إدريس جطو، رجل الأعمال بخصوص سؤال: هل سيبقى وزيرا أولا؟ مهما يكن من أمر سيظل سي إدريس جطو رجل أعمال ولن يتمكن من الانسلاخ من جلدته، رجل أعمال على رأس "مجموعة قيل إنها قوية في قطاع السباط"، الذي بعد أن كان في عافية بدأ، منذ مدة، يشكو من الوهن الشديد. والحالة هاته، فإن مجموعة جطو تعيش ضائقة خانقة بفعل أزمة "قطاع السباط"، ولم يكن أمام سي إدريس جطو إلا الاستنجاد بالملك لتوسل العون والمساعدة قصد الخروج من عنق الزجاجة.
وفي هذا المضمار، يقال إنه استفاد من بعض الملايين وبعض الهكتارات لتغطية الخسائر التي لحقت بمجموعته، فهل سي جطو فشل في تدبير شؤون مجموعته، رغم أنه حقق نجاحا في الوزارة الأولى بدليل الحصيلة الأخيرة التي قدمها مؤخرا والتي قال عن نتائجها إنها غير مسبوقة منذ سنوات خلت؟
علما أن مجموعة سي جطو في قطاع "السباط" عملت، على امتداد السنوات الأخيرة، على إنتاج الأحذية لفائدة "ماركات" ذات صيت عالمي مثل "كيكرز" و"كامبيرس" و"ميفيسطو"... فهل هذا يعني أن مجموعة سي إدريس جطو ظلت تنتج بالخسارة؟ وكيف لرجل أعمال محنك مثله لم يعمل على تصحيح المسار، وهو يعلم علم اليقين، ظروف سوق "السباط" العالمي، أم أن عمل الحكومة لم يمكنه من الانتباه إلى أين كانت تسير مجموعته رغم تموقع متاجرها الـ 25 في أحسن الأماكن؟
ظل سي جطو بعيدا عن السياسة، وهذه نقطة محسوبة له وليس عليه، في وقت عرفت أغلب الأحزاب السياسية تقهقرا، كما أنه أمازيغي، وهي صفة مهمة حاليا، خصوصا وأن هناك شبكات أمازيغية تسانده، وهذا أمر في صالحه كذلك اعتبارا للظرفية وبروز الإشكالية الأمازيغية بطريقة لم يسبق لها مثيل، لاسيما وأنها أضحت تخترق كل المجالات وعلى رأسها المجال السياسي.
وكان جطو حريصا دائما على أن يحشر أنفه في جملة من الأحداث المرتبطة بالبلاط، وبذلك لم يتموقع في الصراع الذي قام بين "الأمنقراطيين" و"صاحب شكارة الملك"، الماجدي الذي سقط رأسه مؤخرا.
ولازال الإسبان والفرنسيون يرون فيه الرجل المناسب للاضطلاع بمهمة الوزير الأولى، ربما لأنه كان دائما حريصا عن حسن استقبال رجال الأعمال الإسبان والفرنسيين.
لكن هناك نغمة نشاز، مساندته لأطر المكتب الشريف للفوسفاط الذين تم إبعادهم من طرف التراب الذي جلبه الملك من البنك الدولي للقيام بمهمة إنقاذ المكتب من الإفلاس المحقق.. لم يكن أمام جطو إلا محاولة الدفاع عن المبعدين بحكم العلاقة القوية التي تربطه بهم، وفي هذا الصدد يكون قد خالف الرغبة الملكية الرامية إلى تطهير المكتب الشريف للفوسفاط الذي كان على حافة جرف آيل للسقوط.
وخلاصة القول إن لكل حصيلته؛ بالنسبة للوزير الأول، الحصيلة ممتازة، وبالنسبة للمواطن العادي، حصيلته هي ما يعاينه على أرض الواقع المعيش، أي استمرار اغتيال قوته الشرائية وتنامي عدد المعطلين ضمن العائلة مع مرور السنين، والمزيد من استشراء الرشوة في مجال الخدمات الاجتماعية، أما حصيلة سي إدريس جطو الخاصة به، فهي تمكنه من إنقاذ مجموعته باللجوء إلى الملك.
المهم لكل حصيلته، وضمن كل ما حصل، فحصيلة الحكومة هي الحصيلة الوحيدة الممتازة والله أعلم.
إدريس ولد القابلة





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطر العسكر تربّت على معاداة كل ما هو تحرري وتقدمي
- قميص عثمان الذي ينسب إلى الجيش راجع إلى كونه جهاز أبكم
- السلطة الحقيقية للحكم بالمغرب بيد الجيش
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة الأخيرة
- تزوير الانتخابات اتخذ من قبل القصر قبل وصول البصري إلى وزارة ...
- تزور الانتخابات ليظل الطابع المخزني للدولة هو الغالب
- تحرك المجلس الدستوري لم يتم إلا بعد مراسلة الملك
- الدستور الممنوح أصل التزوير
- هل نحن أهل فساد وإحباط واكتئاب رغما عنا؟
- -طبخة- جديدة في طور الإعداد بنبركة يتقاضى أجرا من مخابرات إم ...
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 1
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 2
- تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة
- بعد أن مسكت أمريكا بملف الصحراء واشنطن بدأت تخطط لإعدام البو ...
- نتمنى أن يتعامل القضاء مع دعوتنا بشكل نزيه
- المحنة التي تمر بها أمتنا هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن ل ...
- ضرورة محاكمة الجنرال حميدو العنيكري لأنه ورط الملك
- السمة المميزة للسياسة الأمنية المغربية هي الخروج عن القانون
- الإفلات من العقاب هو الذي سمح بظهور جلادين جدد
- النظام السياسي المغربي لم يغير من طبيعته الاستبدادية


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لكل حصيلته