أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.














المزيد.....

بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان الانتصار الرياضي العراقي حدثاً مفرحا وحيدا بين جبال الأحزان العراقية المستمرة منذ عهد صدام والمتواصلة بعد الحكم الطائفي والعنصري والدموي.
لقد تناولنا في مقال خاص في أعقاب الانتصار الفريق العراقي وصوله للنصف النهائي. كانت فرحة تحدت كل التيارات السياسية باسم الدين؛ تحدت الذين منعوا ملابس الرياضة في العراق؛ تحدت مقتدى الصدر الذي سبق وأفتى بأن لعب الكرة حرام والأفضل الاستعاضة عنها بالفروسية والمبارزة بالسيوف!!
إن ما يشوه ويجرح هذه الفرحة الفريدة والوحيدة هو استمرار المآسي العراقية المتلاحقة، وآخر ذلك فشل مؤتمر اللاجئين العراقيين. كما نشر يوم 29 تموز المنصرم تقرير منظمة أوكسفام OXFAM الخيرية الدولية عن الوضع الكارثي لأكثر من 8 ملايين عراقي في الداخل، بينهم نسبة كبرى من الأطفال.

لقد كان المفروض أن يتخذ مؤتمر اللاجئين خطوات ناجعة لتحسين أوضاع أكثر من مليوني عراقي، يعيش معظمهم ظروفاً صعبة جدا في سوريا، والأردن، ومصر. لقد تبارت منظمات ودول أجنبية لإنجاح المؤتمر، وتم الحصول على 129 مليون دولار تقدم للدول العربية المضيفة؛ لكن ما جرى مع الأسف مزايدات هذه الدول طمعا في أموال أكثر، بل منها من قدم لوائح بأعداد اللاجئين تتجاوز العدد الحقيقي.

إننا نفهم الصعوبات الكبرى التي تواجه هذه الدول بسبب النزوح العراقي الكثيف جدا إلى أراضيها. إنها لا يجب إنصاف نكرانها، ولكن كان على حكومات هذه الدول أن تتفهم أكثر الدواعي القاهرة التي أرغمت المليونين على الهجرة وتعذر عودتهم بسبب سوء الأوضاع الأمنية وتدهورها المستمر في العراق.

أجل، إن قوى الإرهاب المجرمة، وصعود الأحزاب الدينية للسلطة بنهجها الطائفي، وتجاهلها التام للمشاكل اليومية المزمنة التي يعانيها المواطنون، هي أسباب هجرة العراقيين بعد موجات الهجرة زمن حكم الطاغية صدام، خصوصا بعد استفحال الطائفية، ومطاردة المسيحيين ونهب ممتلكاتهم. لقد كان على الحكومة العراقية نفسها أن تقدم أكثر من مليون على الأقل لصندوق اللاجئين، ولكن!! إن تقريرا دوليا جديدا يتحدث عن حاجة 8 ملايين عراقي في الداخل لمساعدات عاجلة وليس فقط اللاجئين إلى الخارج رغم أن مأساة هؤلاء مضاعفة.

يقول التقرير إن 4 ملايين عراقي داخل بلادهم يعانون من النقص الغذائي، و43 بالمائة منهم في فقر مدقع. وإلى جانب هذا الوضع، نجد انتشار الفساد الإداري، وإلى ما قبل شهور كان ما "اختفي" من أموال التبرعات الدولية 8 مليارات لا غير! أما ما يحصل عليه النواب من رواتب وامتيازات فحدث ولا حرج. إن كل حارس لنائب من حمايته يقبض شهريا 2500 دولار؛ فإذا تذكرنا العدد الكبير من هؤلاء الحرس تكون اللوحة أكثر رعبا. إن لرئيس المجلس وحده 200 حارس يشغلون طابقا بكامله في المنطقة الخضراء، وكل نائب متقاعد، ولو قضى في البرلمان شهورا قليلة، يأخذ راتبا تقاعديا بمبلغ 2500 دولار شهريا. مع كل هذا النهب الصارخ يأخذ البرلمان العتيد عطلة صيفية طويلة تاركا مشاكل الشعب والبلاد بكل خفة وعدم مبالاة. نضيف لكل هذا النهب تهريب النفط على أيدي يعض المليشيات والأحزاب الحاكمة وبعض المحافظين في الجنوب.

إن كثيرين من العراقيين داخلا يقولون ما معناه :" طيب، البلد غني فليأكلوا هنيئا مريئا، ولكن ماذا فعلوا مع الحكومة لمكافحة البطالة، ومعالجة مشكلة الكهرباء، والماء؟!!!"، بل حتى الشوارع والأحياء لا تزال مملوءة بالقاذورات رغم مرور أكثر من أربع سنوات على الخلاص من النظام البائد.
نعم إن انتصار فريقنا الكروي يثلج الصدور وينعش قلوبا ملؤها الهموم؛ لكن الأحزان الكبرى مستمرة، ولا يبدو أي ضوء يبشر بالخروج من الجحيم العراقي المظلم.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابوس الليبي وتراجيديا الممرضات البلغاريات..
- الفوز الرياضي العراقي بين الابتهاج والموت!
- جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..
- مفهوم الاعتدال السياسي لدى القيادات العراقية
- الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!
- مع الانتخابات الفرنسية (2/2)
- سركزي رئيسا: بضع ملاحظات [ 1 ]


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.