خواطر فلسفية حول هيجل وماركس والاغتراب في النظام الرأسمالي
غازي الصوراني
الحوار المتمدن
-
العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 20:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1- التاريخ عند هيجل هو تطور الفكرة المطلقة , وهي بالطبع فكرة مثالية منبثقة من ميتافيزيقا هيجل , أما ماركس فالتاريخ عنده هو تطور الواقع المادي الاقتصادي والاجتماعي عبر بنيته التحتية التي تولّد بنية فوقية تشمل الفكر والقانون والأخلاق والدين والفلسفة , وبين البنيتين علاقة جدلية متبادلة.
2- الاغتراب : هو احد اعمق مفاهيم الفكر الماركسي , فالانسان في النظام الرأسمالي يغترب عن ذاته لأنه لا يملك ما ينتجه , ويغترب عن الاخرين لأن العلاقات الاقتصادية تحولهم الى منافسين لا شركاء , وهذا الاغتراب لا يحدث فقط في المصنع بل في الوعي أيضا , فالطبقة المهيمنة التي تملك وسائل الإنتاج المادي وتحقق تراكم رأس المال من خلال الاستيلاء على فائض القيمة او القيمة الزائدة , تملك أيضا وسائل انتاج الفكر والمعرفة , ومن هنا تنشأ الأيديولوجيا التي تسعى الى اقناع الناس بمشروعية الاستغلال الطبقي .
3- ان ما يعتقده الناس وما يؤمنون به ليس نتيجة التفكير الحر بل هو انعكاس لحياتهم وظروفهم المادية التي يعيشونها , فليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي , بل ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم , بهذه الجملة قَلَبَ ماركس الفكر الاجتماعي والسياسي رأس على عقب .
4- العمال أو البروليتاريا الذين لا يملكون سوى قوة عملهم , فإنهم وهم ينتجون الثروة في المجتمع الرأسمالي يتم تجريدهم في الوقت نفسه من ثمار عملهم , إذ ان العمل الذي يقومون به يتم تحويله الى سلعة , والسلعة تتحول الى قيمة تبادلية , والانسان أو العامل البروليتاري نفسه يصبح أداة في عملية الإنتاج من خلال مراكمة القيمة الزائدة , وهنا بالضبط يتم توليد الاغتراب الذي تحدث عنه ماركس .