من مظاهر أزمة التعليم الجامعي بالمغرب


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 08:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي     

من الإفرازات المقززة لأزمة التعليم ببلادنا، والمثيرة للغثيان والباعثة على ملامسة العبث بقذارته ومظاهره الميئسة لمن يبذل مجهودا في سبيل التعليم والتربية أن تجد بين ظهرانينا حاملا للدكتوراه ويجهل كيف يعرب هذا الذي يقع عليه الفعل!!!
والأنكى من كل ذلك أن يجهل الدكتور الشاب أن مذكر الجمع السالم يرفع بثبوت الواو الذي يكون في نفس الوقت محل الفاعل.. هل يمكن الاستهانة بهذه الموارد الأساسية أثناء اختبار الطالب قبل السماح له بالترقي إلى الدرجة المبتغاة؟ هذا التساهل قد يتيح لي بأن استنتج أن الساهر على الامتحان يجهل بدوره لزوم الحفاظ على الواو في حالة كان الاسم مبتدء أو فاعلا...
المشكل الكبير أن الحاصلين على الدكتوراه في دراساتنا الإسلامية التي أريد بها التغطية على الدراسات الفلسفية، لم تؤهلهم درجتهم العلمية والأكاديمية لاكتشاف أن الكلب يلهت ٱذا حملت عليه ويلهت إذا تركته، كما ورد في القرآن، بينما الواقع الذي نشاهده بأم أعيننا أن الكلب يلهت حتى ولو حملته على سيارة رباعية الدفع. فلماذا يسكت دكاترة الدراسات الإسلامية عن قول مثل هذه الأشياء من منطلق حقهم في الفكر النقدي، أم هم خجولون من دينهم؟
من خلال تفاعلي مع الدكاترة المغاربة المسلمين في مختلف التخصصات، تبين لي أنهم متعصبون لسردية أسطورية يتقاسمها العرب مع المسلمين واليهود، وأنهم أسرع لأن يتحولوا إلى داعشيين بمجرد أن تدعوهم إلى النزول من على المنصة الخرافية التي يقفون عليها إلى جانب أعدائهم الإسرائليين والإسلاميين. وبحكم إصرارهم على تمسكهم بنهجهم المنافق، ينعتوتنك بأقبح النعوت، من منطلق أن الحقيقة المطلقة من نصيبهم، هذا ما حدث لي، مؤخرا مع يحيى اليحياوي، المدعي مفكرا مستقلا، بينما هو أسير للماضي ولا نزوع لديه للحرية الفكرية والاستقلالية الشخصية. هو خروف ضمن قطيع، بينما يريد أن يسوق لنا نفسه مفكرا ثوريا ينتقد الواقع الفارض نفسه رغم صرخات الفقراء والضعفاء ..
بفعل النفاق المستشري في حياتنا اليومية، يتعاظم سجل المسكوت عنه بحكم خضوعنا واستسلامنا للأمر الواقع...