إضاءات حول استخدام الدكاء الاصطناعي في الإبادة بفلسطين


الهيموت عبدالسلام
2025 / 4 / 10 - 19:53     

يبدو أنه ليست مايكروسوفت وحدها من تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية.
العلاقة بين شركات الذكاء الاصطناعي والجيش الإسرائيلي
محاطة بالسرية العسكرية التامة ، وشركات الذكاء الاصطناعي التي تعمل مع الجيش الإسرائيلي هي :

1/ شركة "AnyVision" (أي فيجن) والخدمات التي تقدمها للجيش الإسرائلي التعرف على الوجه ، والمراقبة الجماعية
وقد تعاقدت مع الجيش الإسرائلي لتنفيذ أنظمة مراقبة في الضفة الغربية ( وفقاً لتقارير واشنطن پوست و BBC )
استخدمت تقنياتها في الحواجز العسكرية لتحديد هويات الفلسطينيين عبر كاميرات التعرف على الوجوه
كيف تعمل؟
- تُثبت كاميرات ذكية التعرف على الوجوه في الحواجز العسكرية وخاصة المستوطنات، والقدس، وتمسح وجوه المارة وتطابقها مع قواعد بيانات ضخمة تحتوي على بيانات الملايين من الفلسطينيين فتعتقل الأشخاص بناء على القوائم المطلوبة حتى لو كان التطابق غير دقيق وتمنع البعض الآخر من دخول القدس أو مناطق معينة.

2/ شركة "Cortica" (كورتيكا)
تقدم تقنيات الرؤية الحاسوبية (Computer Vision) للطائرات المسيرة ، بموجب الاتفاقية تزود الجيش الإسرائيلي بتقنيات تحليل الصور والڤيديوهات لاستشراف تهديدات محتملة
تعمل مع وحدات استخباراتية إسرائيلية دون إفصاح كامل عن طبيعة المشاريع.

3/ شركة "Rafael" (رفائيل) وهي شركة حكومية
تزود الجيش الإسرائلي بتقنيات أنظمة السلاح ذاتية التحكم (مثل الطائرات المسيرة (SPICE)
-وبموجب الاتفاقية طورت أنظمة ذكاء اصطناعي لتوجيه الصواريخ بدقة عالية استُخدمت في حروب غزة ، الخبر ورد في وثائق وزارة الدفاع الإسرائيلي.

4/ شركة "Elbit Systems" (إلبيت سيستمز)
تقدم تقنيات المراقبة والطائرات المسيرة وبموجب الاتفاقية زودت الجيش بأنظمة ذكاء اصطناعي للمعابر (مثل Smart Fence على حدود غزة ، الخبر ورد في تقارير رويترز وموقع الشركة الرسمي .

5/ الشركات العالمية الكبرى
غوغل كلاود و أمازون ويب و مايكروسوفت يشتركون في مشروع Nimbus في إطار عقد ضخم للذكاء الاصطناعي مع الجيش الإسرائيلي قدره 1.2 مليار دولار منحته الحكومة الإسرائيلية لهاته الشركات مقابل تقديم خدمات حوسبة سحابية متقدمة (Cloud computing) وكشفت التقارير أنها تستخدم لأنظمة المراقبة (صور، وجوه، تحركات رسائل ...)وكذا الاستهداف العسكري وقتل الفلسطينيين وليس فقط تحديث البنية الرقمية للدولة.
وقد رفض الموظفون والمستخدمون في Google و Amazon ونظموا احتجاجات ضد المشروع صارخين : "لانريد دماء الفلسطينيين على أيدينا"، كما نظم الموظفون كذلك احتجاجات على شركة مايكروسوفت لتواطؤها في جرائم الحرب على الفلسطينيين عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي .
إن الذكاء الإصطناعي أصبح مثل لعبة ڤيديو القتل ولكن الضحايا في هذه اللعبة حقيقيون وهم الفلسطينيون.

6/مشاركة شركات الذكاء الاصطناعي في هذ الجرائم أثارت ردود فعل دولية وحقوقية وقانونية
- منظمة العفو الدولية :
أدانت استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في المراقبة الجماعية والاستهداف العسكري ووصفته بأنه تمييز رقمي ضد الفلسطينيين، وطالبت بحظر دولي على تصدير هذه التقنيات لإسرائيل
- هيومن رايتس ووتش : نشرت تقريرًا بعنوان "القتل بالخوارزميات" سنة 2023 يكشف دور الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال.
- بتسيلم :وثقت حالات استهداف مدنيين عبر أنظمة مثل "الجوسبل" ووصفتها بأنها "جرائم حرب مُمَنهجة".
- الأمم المتحدة:
- المقررة الخاصة المعنية بحرية التعبير ذكرت: أن أنظمة المراقبة الإسرائيلية تنتهك الحق في الخصوصية.
- مجلس حقوق الإنسان ناقش تقريرًا سنة 2023 يحذر من عسكرة الذكاء الاصطناعي في الأراضي المحتلة.
- الاتحاد الأوروبي:
- دعا إلى تنظيم صارم لتصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي لإسرائيل، لكن لم يُتخذ إجراء فعلي حتى الآن.
-احتجاجات العاملين في شركات التكنولوجيا
-موظفو Microsoft طالبوا بإلغاء العقود العسكرية مع إسرائيل في رسالة مفتوحة سنة 2023.
-حملات المقاطعة (BDS) :
نظمت BDSحملات لمقاطعة شركات Google، Amazon، Microsoft، وNvidia لدعمها الاحتلال عبر الذكاء الاصطناعي وقد نجحت في الضغط على بعض المستثمرين للانسحاب من شركات مثل AnyVision.
- محكمة الجنايات الدولية :
تبحث إدراج الاستهداف الآلي كجزء من تحقيقاتها في جرائم الحرب الإسرائيلية.
- دعاوى قضائية في الولايات المتحدة: رفعها ناشطون ضد شركات التكنولوجيا بتهمة التواطؤ في جرائم حرب.

ختاما :التكنولوجيا المحايدة وهم، الذكاء الاصطناعي في يد المحتل سلاح دمار شامل (خبير في القانون الدولي).