مع النضال الذى خطّطنا له و نظّمناه بعملنا ، لنجتث النظام البطرياركي و نحطّمه
شادي الشماوي
2025 / 4 / 3 - 22:49
https://www.tkpml.com/tkp-ml-kkb-with-the-struggle-we-have-woven-and-organized-with-our-labor-let-us-uproot-and-destroy-the-patriarchal-system/?swcfpc=1
اليوم ، شأننا شأن ملايين النساء عبر العالم ، نؤكّد مرّة أخرى أنّ 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، ركيزة حيويّة في نضالنا من أجل الحرّية و الدفاع عن عملنا و حقوقنا و كرامتنا الإنسانيّة . ذلك أنّ 8 مارس ليس إحتفالا و إنّما أداة حيويّة للتقدّم بنضالنا بإتّجاه التحرّر – لا سيما في وقت تشدّد فيه الدكتاتوريّة الفاشيّة في بلدنا من إستغلالها و إضطهادها ، وقت يتصاعد فيه العدوان الإمبريالي و التبعات المدمّرة للحروب ، وقت تتعرّض فيه أجسادنا و يتعرّض فيه عملنا إلى أشكال متنامية أبدا من القمع .
و الإمبرياليّة ، مثلما تضطهِد شعوب العالم ، تسحق النساء العاملات في حلقات مفرغة من الإستغلال و العنف . و السياسات الليبراليّة الجددة و الحروب الدائرة عبر الكوكب ، و البطالة و الفقر و الكوارث البيئيّة تفقّر بشكل ممنهج النساء و تسرق حياتهنّ و تحكم عليهنّ بالعبوديّة . و اليوم ، النساء حول العالم لسن ضحايا فحسب للأزمات الإقتصاديّة و إنّما أيضا للحروب . و وفق معلومات الأمم المتّحدة ، النساء في البلدان التي تؤثّر فيها الحرب و الاحتلال و النزاعات تعاني كضحايا للتمييز 70 بالمائة أكثر من بقيّة النساء . و الهجمات الوحشيّة التي تواجهها النساء في الحروب ، و العنف الجنسي و الإغتصاب و الإستعباد ، تقف أمامنا بإعتبارها الوجه الأكثر وحشيّة للإمبرياليّة .
و نحن ، كنساء ، لسنا ضحايا الحروب فحسب و إنّما أيضا اللواتي يحملن أثقل أعبائها . نحن اللواتي يقع تهجيرهنّ من ديارهنّ و أراضيهنّ و تتعرّضن إلى التعذيب و العنف ، و تُجبرن على الحياة في بؤس كمهاجرات ، مهمّشات إجتماعيّا و إقتصاديّا ، و مدمَّرات بكلّ الطرق الممكنة . علينا أن لا ننسى : العدد المتنامي أبدا من المهاجرين و اللاجئين من النساء هو النتيجة المباشرة للدمار الناجم عن الحروب و الرأسماليّة .
و الإمبرياليّة لا يجعلنا نحن النساء ضحايا الحروب و الأزمات الإقتصاديّة فحسب بل كذلك ذات النظام هو الذى يستغلّ النساء و يحافظ على مكانتهنّ كمواطنات من درجة ثانية . و اليوم ، النساء أيضا في تركيا تتأثّر بعمق بالإنعكاسات المدمّرة لهذا النظام العالمي . و الأزمة الإقتصاديّة للبلاد و البطالة و التضخّم المالي و ظروف العمل الهشّة تضرّ بصفة غير متناسبة النساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا . و في حين أنّ نسبة مشاركة قوّة العمل الأنثويّة في تركيا تقارب 30 بالمائة ، فإنّ هذا الرقم لا يسلّط الضوء على إقصاء المرأة من مواطن الشغل فقط بل يفضح كذلك مدى التمييز الذى يواجهونه في مواطن الشغل . و تتعرّض النساء لللامساواة في الأجر و عدم الأمان في الشغل و التجمّع في مواطن شغل أجرها زهيد، ما يفضى إلى إستغلال لا رحمة فيه لعملهنّ .
و في الأثناء ، حكومة AKP-MHP التي تقيم حواجز شرطة لتحمي الأعراف ضد كلّ إضراب للعمّال و كلّ حركة مطالبة بالحقوق ، تبذل كلّ ما في طاقتها لسحق نضالنا . و لا يقف الأمر عند هذا الحدّ . ففي السنوات الأخيرة ، تمّ تسجيل تراجع شديد في حقوق النساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا . في تركيا . و قد تصاعد التحكّم البطرياركي في أجساد النساء و منذ إنسحاب الحكومة من إتّفاقيّة إسطنبول لسنة 2021 ، لم يفتأ حزب العدالة و التنمية يُضعف بصفة منهجيّة القوانين ضد العنف القائم على الجندر تحت قناع " حماية الأسرة " ، مفاقما من عدم الأمان لدي النساء . و قد أصبح العنف ضد النساء واقع يوميّ ، يتوّج عادة بجرائم قتل في حقّ النساء ، بينما موقف الدولة و السلطة القضائيّة لم يفعل عدا تعزيز ثقافة العنف هذه .
و يشير بيان هذه السنة بإعتبارها " سنة الأسرة " إلى كون هذا الوضع من عدم الأمن لن يفعل سوى مزيد التعمّق . ففي السنة الماضية ، 68 بالمائة من جرائم قتل النساء إقترفها زوج أو شريك سابق أو حالي ، ما يجعل من الواضح أنّ الأسرة ذاتها تهديد أمني جوهري للنساء . و المحاولات الجارية للقضاء على حقوقنا في النفقة الإجبارية التي هي بعدُ غير مناسبة و ضعيفة ، وسيلة أخرى لإيقاعنا في سجن إسمه " الأسرة " .
و في الوقت نفسه ، الحقوق التي كسبناها بصعوبة على حساب أجسادنا الخاصة يتواصل الهجوم عليها من خلال قوانين مناهضة للنساء . و حقّنا في الإجهاض تعرّض للتهديد الشديد في السنوات الأخيرة ، و خطاب حكومة حزب العدالة و التنمية عن تقليص مدى الإجهاض ليس شيئا آخر سوى محاولة لأن يسحبوا منّا حقّ القرار بشأن أجسادنا الخاصة .
" سننتصر بواسطة النضال المنظّم ! "
إنّ السياسات العدوانية الإمبرياليّة و التهديد المتفاقم بالحرب ، و زيادة سوء الأوضاع الإقتصاديّة و الإجتماعيّة للنساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا في بلادنا يدعونا جميعا إلى التنظّم و الوحدة و التضامن و التصدّى . و بالرغم من هذا الواقع الكئيب ، يجب أن ترفع النساء أصواتهنّ في كلّ مجال ، من الشوارع إلى المصانع ، و من المعاهد إلى أماكن العمل . علينا أن نضاعف من جهودنا التنظيميّة كلّ يوم و أن نوسّع المقاومة و نخوض قتالا لا يقبل بالتسويات ضد النظام البطرياركي / الأبوي / الذكوري . و علينا القيام بهذا ليس من أجل حقوقنا و حسب و إنّما أيضا من أجل التحرير الحقيقي للطبقة العاملة و الجماهير المضطهَدَة .
عبر التاريخ ، قاومنا و قاتلنا و حقّقنا إنتصارات ! و الآن ، كنساء من تركيا و حول العالم قاطبة ، لنرفع مجدّدا راية نضالنا حتّى أعلى و نعلن قتالنا من أجل المساواة و الحرّية و العدالة . و النضال الذى أشعلت جذوته سنة 1857 عاملات النسيج في نيويورك ، دافعين ثمنا له حياتهنّ ، مستمرّ و سيستمرّ في كلّ ركن من أركان العالم !
عاش تضامن النساء العالمي ّ
سنقاتل و سنحقّق الظفر ضد تهديدات الحرب الإمبرياليّة و ضد الفاشيّة و العنصريّة و الفقر و البطرياركيّة !
عاش حزبنا ، الحزب الشيوعي التركي – الماركسي اللينيني ( TKP-ML )
و عاش الإتحاد النسائي الشيوعي ( KKB )
مارس 2025