الشيوعيين العماليين وهوس السماعات!! عندما يتحول العجز الجماهيري إلى تضخّم صوتي!
جاسم سلام عادل
2025 / 3 / 11 - 20:01
يابه، إذا گلتلي شنو المشترك بكل صور سمير عادل، سكرتير ما يُسمّى الحزب الشيوعي العمالي العراقي (وينك يا قذافي من هذا الاسم!!)، الجواب واضح: سماعات.. سماعات.. وسماعات بعد أكبر! كأنه داخل بحرب صوتية مو بحزب سياسي! كل صورة جديدة، لازم السماعات تكبر، كل منشور جديد، لازم مكبرات الصوت تكون بطل القصة، حتى صار عنده هوية بصرية خاصة: القائد، الخلفية، وسماعات أكبر من الحضور!
يعني مو كافي أن القاعة فارغة، لا، لازم نتصور وكأنها ممتلئة بالألوف، مو بالمقاعد الفاضية. بس الجماهير مو غبية، ومحد راح ينخدع بحجم السماعة، لأن الفكرة اللي ما تعبر للعقول، ما راح توصل لو تحط مليون مكبّر صوت.
الوضع صار حالة نفسية تستحق الدراسة. حسب فرويد، هاي "عقدة التعويض المفرط"، الإنسان لما يشعر بضعف بشي، يعوضه بشي ثاني، بس بشكل مبالغ بيه. مثل واحد ضعيف بس يلبس أضخم جاكيت حتى يبين مفتول العضلات، أو شخص مفلس بس يشتري ساعة رولكس حتى يوهم نفسه أنه ثري. بس المشكلة؟ الساعة ما تزيد الرصيد بالبنك، مثل ما السماعة ما تزيد عدد الجماهير!
شنو الفكرة؟ هل السماعة هي الحل لمشكلة عدم وجود جمهور؟ هل إذا كان الصوت أعلى، راح تتحول القاعة الفارغة إلى ساحة ثورية؟ الخطاب السياسي مو حفلة دي جي، والجماهير ما تجي لأن السماعة ضخمة، بل لأن الفكرة واضحة، والمشروع جذاب، والتنظيم قوي.
بس لا حياة لمن تنادي.. أو بالأحرى، لا جمهور لمن ينادي! الجماهيرية تُبنى بالعمل، مو بالديكور الصوتي، بس الظاهر الحزب اكتشف طريقة جديدة لتعويض الفراغ السياسي: إذا الجماهير مو موجودة، خنخلّي الصوت يغطي على هالفراغ! النتيجة؟ صدى أعلى، بس نفس القاعة الفارغة، ونفس الحضور المعدود اللي إذا تجمعوا كلهم، بعدهم ما يملون تكسي!
المشكلة؟ أن هالأسلوب ينعكس على كل شيء. ماكو تغيير، ماكو تطور، نفس السيناريو يتكرر: صورة جديدة.. سماعات أكبر.. جم نفر بالقاعة.. وخطاب بنفس الجمل، نفس الشعارات، نفس الوهم! الفرق الوحيد؟ زاوية التصوير، حتى يبين الجو ثوري، ولو بالحقيقة الصدى يجاوب أكثر من البشر!
يا رفيق، مو مهم كم سماعة عندك، المهم كم عقل اقتنع بكلامك، وكم شخص آمن بحزبك! كم نفر عندكم فعلًا؟ بس طول ما السماعات صاحية، راح يبقى الحزب متوهم أن عنده تأثير، ولو بالحقيقة، القاعة ما بيها غير صوت السماعة يرجع بالصدى:
"أكو أحد؟!"
على الهامش...
وتكملة عركة جديدة بين الشيوعيين العماليين، أبطالها قاسم علي فنجان وفلاح علوان!
أبشر، انشقاق جديد! هذول راح يدخلون موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد الانشقاقات! الله يكون بعونكم يا عمال العراق، من هيچ قيادات تريد تبني لكم حكومة عمالية!