ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟


امال الحسين
2025 / 2 / 23 - 01:30     

إن الإنسان الذكي أو الذكاء عند الإنسان يعود تاريخه إلى سبعة ملايين سنة كما حددته دراسات الفيزياء الفضائية، ولم تصل الأركيولوجيا بشمال غرب إفريقيا إلا إلى ثلاثمائة ألف سنة وهي نسبة ضئيلة جدا من ذلك التاريخ، ولا يمكن نفي وجود إنسان هذه المنطقة لأن في نفيه تعسف على تاريخ الإنسان في حد ذاته، هذا التاريخ الذي لم يبدأ بالخزف كما يريد الأركيولوجيون أن يوهموا القراء بذلك، فأعمالهم بالمغرب لم تتجاوز 300000 سنة بجبل إيغود وهو جزء قليل من تاريخ الإنسان الذكي، لم يصل إلا إلى 0،04 % من تاريخه الحقيقة، حيث الأركيولوجيا تعتمد أدوات بدائية عبر اعتماد الحفريات التي لم تتجاوز تلك النسبة الضئيلة.
إن الذي يجب اعتماده في تحديد هذا التاريخ هو المادية التاريخية حيث الأركيولوجيا بأدواتها البدائية لن تتجاوز العصور المتقدة في حياة الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، حيث اعتمادها على الحفريات وجمع بعض عظام بشرية وأدوات أغلبها طينية لن يحدد تاريخ الأولون الأذكياء، وما يحصلون عليه عبارة عن مخلفات من حركة الإنسان في الطبيعة في عصور لم تتجاوز بضعة مئات آلاف السنين، أما الغوص في تاريخ الإنسان الذكي يتطلب المنطلقات المادية التاريخية للتفاعل بين الفكر والمادة وبين الحركة الاجتماعية والحركة الطبيعية، التي من خلال تم اكتشاف اللغة في عصور متقدمة من حركة الإنسان الذكي، ويمكن أن نبين بالملموس في الواقع الموضوعي أي المادة في الحركة الطبيعية متى انطلقت حركة الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، عكس ما يعتبره الأركيولوجيون إنجازات تاريخية في البحث عن أقدم إنسان ذكي بهذه المنطقة.
إن الفرضية العلمية التي تعتمد على النظرية المادية التاريخية هي المنطلق قبل تمحيصها في الواقع الموضوعي في الحركة الطبيعية، حيث بناء النظرية من جديد ينطلق من الواقع الموضوعي أي المادة، وهي الأصل أي الحركة الطبيعية التي أنتجت الإنسان الذكي، هنا لا يمكن للوسائل البدائية للحفريات أن تجيب عن سؤال الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، حيث ذلك التاريخ يضرب في أعماق الحركة الطبيعية في تطورها ونشأة الإنسان بعد تكامل شروط الذكاء في المادة الحيوية في الدماغ البشري في تطوره الأعلى، الإنسان الذكي لم ينفصل عن الطبيعة وحركته الاجتماعية في تفاعل دائم مع الحركة الطبيعية مما أنتج الحركة المعرفية، من هنا يمكن أن ننطلق ماديا تاريخيا ليس كما يفعل المؤرخون البرجوازيون أمثال عبد الله العروي مثقف البلاط.
تاريخ الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، وهنا لا نريد أن نعطيه تسمية معينة، حيث لما نضج وملك الذكاء لم يسمي نفسه، تفاعل مع الطبيعة وفيها بداخلها وهو جزء منها ومنها استنبط كل مفاهيمه الأولى، التي وضعها ليس بالأدوات إنما بالإنتاج حيث يسمي الأشياء بمسمياتها حسب ما تقدمه كل أداة ووسيلة ومادة من خذمة يستفيد منها، والإنسان الذكي هو إنسان منتج يحول الإشياء ويصنع أشياء جديدة ويطورها حسب حاجياته الضرورية في الحياة، ويستخرج موادها من الطبيعة ويعطيها أسماء تميزها حتى يفصل بينها حسب استعمالاتها، ولنتصور سبعة ملايين سنة من الذكاء لدى الإنسان النشيط في الطبيعة، المادة، الواقع الموضوعي.
فهل يمكن إقصاء إنسان شمال غرب إفريقيا من تاريخ الذكاء لدى الإنسان..؟
من الغباء أن نتصور ذلك حيث الطبيعة توفر شروط وجود الذكاء بدون إقصاء، إقصاؤه من هذه الحركة الاجتماعية العامة التي عاشها الإنسان لن تقبله الحركة الطبيعية التي وفرت المادة الحيوية والمتطورة بدماغه كباقي البشر، حيث الطبيعة تعطي أكثر مما تأخذ وتوفر أكثر مما تستهلك، لقد وفرت للإنسان شروط ملكة الذكاء بالمساواة بدون تمييز حسب عنصر من العناصر، فالإنسان الذكي يأخذ من الطبيعة ويتطور شروط الإنتاج الاجتماعي على المجتمع بالمساواة، هكذا كان الإنسان الذكي ينتج بدون خلفية الربح ولم يفعل ذلك إلا بفضل الذكاء حيث عممته الطبيعة على كافة البشر، ولم يكن الذكاء يوما خاصة استثنائية حتى نستثني منها إنسان شمال غرب إفريقيا، ولما نسافر بعيدا في الزمان والمكان يمكن أن نقول أن هذه المنطقة هي مركز الأرض الأول، لما كان كوكبنا عبارة عن العجينة الأولى التي تتمدد وتتتقلص وتتحول على شكل قارات.
السؤال المطروح على الأركيولوجيون هو :
كم مدة تاريخية من الحفريات تستغرقها أعمالكم في أعماق الأرض حتى تصلوا إلى أول إنسان ذكي في شمال غرب إفريقيا..؟
إنه سؤال حرج يصور كم هي يد الأركيولوجيين قصيرة أمام عمق تاريخ الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، حيث لم تتجاوزوا بعد العصور المتقدمة جدا من تاريخ الإنسان الذكي بهذه المنطقة التي كانت ولا زالت مركز كوكبنا رغم أنه يبدو للأركيولوجيين بعيدا، لذلك نقول لهم إنكم ما زلتم تعتمدون الأدوات البادية في اكتشاف الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا ولم تستطيعوا أن تسافروا بعيدا في الزمان والمكان، فلا تكثروا الصراخ والضجيج وتوظفوه في الممارسات السياسوية فتاريخ الإنتاج لدى الإنسان الذكي أعمق مما تتصورون في مذكراتكم وصوركم التي تلتقطونها، إن اكتشافاتكم لم تصل إلا إلى 0،04 % من تاريخ الإنسان الذكي بشمال غرب إفريقيا، وهو يتبرأ من كلي الطرفين المتصارعية على الهواء حول السبق بتسميته لصالح جهة دون أخرى.