النقابات العمالية ودورها الاغاثي
سلامه ابو زعيتر
2024 / 10 / 30 - 15:52
النقابات العمالية ودورها الإغاثي في ظل الحرب على غزة
د. سلامه أبو زعيتر
أحيانا الظروف والمستجدات التي تعصف بالمجتمعات تفرض على النقابات العمالية تطوير تدخلاتها فهي تصنف بأنها أكبر من مجرد منظمات للضغط والمناصرة أو لحماية مصالح العمال والدفاع عن حقوقهم، فهي تلعب دورًا مؤثرا وفعالاً في المجتمع وحيويا، خاصة في مواجه التحديات والتهديدات التي قد تؤثر على مستقبل الحركة العمالية في ظل الحروب والأزمات ومن واجباتها اسناد العمال في مواجهة الحروب والأزمات، وهنا تتحول إلي شريك في تحمل المسئولية لتخفيف الأعباء ومساعدة العمال والمجتمع لتخطي المصاعب، وبث روح الامل والتفاؤل من خلال الوقوف على الاحتياجات وتقديم الدعم الإغاثي لأعضائها وللمجتمع بشكل عام.
اليوم أصبحت النقابات العمالية الفلسطينية تواجه تحديات جسام في ظل استمرار الحرب والعدوان وتأثيره على الحركة العمالية وحياتهم المستقبلية، وهنا يمكن طرح سؤال كيف تستطيع هذه النقابات أن تحافظ على دورها في الدفاع عن حقوق العمال وتحسين أوضاعهم المعيشية؟ وكيف أن تلعب دوراً حيوياً في تقديم الدعم الإغاثي للآلاف من العمال وأسرهم الذين تضرروا من الحرب؟ إن هذا المقال يسعى إلى تسليط الضوء على الدور الإغاثي للنقابات العمالية في فلسطين، مع التركيز على تداعيات الحرب على غزة، وهل استطاعت النقابات أن تكون سندا للعمال في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية؟
إن ما الت اليها الأوضاع العمالية في ظل استمرار الحرب الدامية على غزة وانعكاساتها على واقع العمال الفلسطينيين ومستقبلهم في ظل حرمانهم من فرص العمل وتدمير مؤسساتهم وفقدان الدخل الوحيد لإعالة اسرهم، قد يترتب عليه ظروف معيشية صعبة ما بين النزوح والفقر والبطالة الامر الذي يستدعي التدخل حمايتهم واعانتهم في مواجهة تداعيات الحرب والحفاظ على كرامتهم من هنا أصبح من المهم ان يكون للنقابات العمالية دورا كممثل للعمال وتدخل في الجانب الاغاثي والاسعافي للعمال وأسرهم ويمكنها ترتيب ذلك من خلال عدة جوانب منها:
• التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والبحث عن مصادر تمويل لتقديم المساعدات العينية والنقدية للأسر العمالية المتضررة بهدف توفير المواد الغذائية والملابس والأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية للمتضررين من الكوارث والأزمات، كما تقدم مساعدات نقدية لتمكينهم من إعادة بناء حياتهم.
• العمل على انشاء مخيمات ومراكز للإيواء للنازحين العمال توفير الإيواء تساهم توفير المأوى للعمال وأسرهم من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية.
• التعاون والشراكة بين النقابات العمالية مع نقابة الاخصائيين الاجتماعيين ومؤسسات العمل النفسي والاجتماعي لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للعمال المتضررين، وذلك من خلال توفير برامج الإرشاد والتوجيه النفسي، وتنظيم الأنشطة الترفيهية للأسر العمال وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن...الخ
• المشاركة مع المؤسسات ذات العلاقة في رسم السياسات والتدخلات الوطنية الاغاثية وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية لتقديم المساعدات الإغاثية بشكل فعال وكفؤ.
• العمل على إيجاد اليات وتدخلات فعالة لدعم المبادرات والأفكار الريادية للعمال والشباب للارتقاء وانعاش المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص العمل مستدامة...
هذه التدخلات تعتبر عصب العمل الاغاثي في مواجهة تداعيات حرب الإبادة على غزة والضفة الغربية التي يرتكبها الاحتلال واثرت بشكل كبير على العمال وقدراتهم على اعالة أبنائهم، وهنا تنبع أهمية التدخلات لايجاد سرعة في الاستجابة لحاجات العمال واسرهم بتوظيف قدرات النقابات العمالية وشبكة علاقاتها ومقدرتها على الوصول للعمال وقربها منهم في قادرة على تحديد أولويات التدخل والتعرف على الاحتياجات والاولويات مما يساهم في تهيل تقديم المساعدات المناسبة ووصولها للفئات المستهدفة وهو ما يعزز الثقة بين العمال ونقاباتهم ويعزز من روح التضامن الاجتماعي والتكاتف بين أفراد المجتمع.
ولكي نكون منصفين في طرح هذه القضية هناك العديد من التحديات التي قد تواجه النقابات العمالية في أداء دورها الإغاثي والتي يجب الوقوف عليها ومنها قلة في المصادر المالية وعدم قدرتها على توفير الموارد المالية الكافية لتقديم المساعدات الإغاثية، وهو ما يفرض عليها التعاون مع شركاء والتنسيق للعمل الاغاثي وواجب المؤسسات الفاعلة في المجال مشاركة النقابات العمالية وخاصة المؤسسات الحكومية والاغاثية المحلية والدولية لتعزيز تدخلاتها الاغاثية للعمال.
أخيرا: من المهم ان تدرك النقابات العمالية واجباتها الاغاثية لأعضائها وان تبحث عن مصادر لتحقيق هذا الهدف بتوفير الحماية الاجتماعية للعمال وضمان تأمينهم من المخاطر في ظل عدم وجود صندوق للضمان الاجتماعي يعالج المخاطر التي تواجه مستقبل العمال اثناء الحروب كما على النقابات ان تلعب دورًا حاسمًا في تقديم المساعدات الإغاثية للعمال وأسرهم في هذه الأوقات الكارثية من حرب الإبادة والتهجير والتطهير العرقي التي ينتهجها الاحتلال لتدمير الانسان وممتلكاته في فلسطين كما أن هذا الدور يعكس التزام النقابات بمصلحة أعضائها ومسؤوليتها الاجتماعي.
• باحث في الشئون النقابية